كوريا الجنوبية..الأولى في التعليم إذا عرف السبب بطل العجب!بقلم:د.عمر عطية
تاريخ النشر : 2018-03-13
كوريا الجنوبية..الأولى في التعليم إذا عرف السبب بطل العجب!بقلم:د.عمر عطية


كوريا الجنوبية ... الأولى في التعليم إذا عرف السبب ، بطل العجب !

د.عمر عطية
في آخر تصنيف دولي لجودة التعليم، تبين أن كوريا الجنوبية تحتل المرتبة الأولى عالميا ، وهذا يعني أنها سبقت دولا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة !.

وفي الوقت الذي أصبحت دولة مثل الولايات المتحدة تغلق أبوابها في وجه الدارسين من دول كثيرة لاعتبارات " أمنية "، أسهمت جودة التعليم في كوريا الجنوبية فى تحويلها إلى قبلة لجذب الدارسين في مختلف مجالات العلم من جميع أنحاء العالم ، كما ساهم في ذلك سياسات هذه الدولة القائمة على فتح أبواب مؤسساتها التعليمية أمام الراغبين من كل أنحاء العالم ، وتقديم المنح الدراسية لهم من قبل الحكومة الكورية نفسها .

وأظهرت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة التعليم الكورية الجنوبية أن إجمالي عدد الدارسين الأجانب فى هذه الدولة وصل حتى نهاية ديسمبر من العام الماضى إلى 124 ألف طالب، و أن معظم الدارسين الأجانب فى كوريا هم من دول الجوار الآسيوية كمنغوليا وماليزيا والفلبين وميانمار وسريلانكا والهند وكمبوديا وتايلاند وغيرها من الدول التي يلعب عامل القرب المكاني وجودة التعليم لكوريا الجنوبية دورا واضحا في ذهاب أبنائهم إلى هذه الدولة للدراسة بها بدلا من الالتحاق بدور التعليم والجامعات فى بلدانهم. وأضافت أن عدد الدارسين الأجانب فى كوريا الجنوبية من أبناء الدول غير المجاورة كبير أيضا، وهم يسعون باستمرار إلى رفع هذا العدد لأعلى مستويات ممكنة .

أما عن أسباب التقدم في نظام التعليم بكوريا الجنوبية والتى سمحت له بأن يتفوق على نظرائه في دول متقدمة فيأتي موضوع التمويل في الدرجة الأولى، أي حجم الاستثمارت الكورية السنوية الضخمة في هذا المجال، والتي وصلت خلال العام الماضي 2017 إلى 225 مليار دولار، أي بمعدل 15% من الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغت قيمته الإجمالية فى كوريا تريليونا و498 مليار دولار خلال هذا العام، مما سمح لكوريا بأن تحتل المرتبة الحادية عشرة عالميا والرابعة أسيويا من حيث الناتج المحلي الإجمالي. ويعد من بين ثاني أبرز أسباب تقدم كوريا فى التعليم ذلك المتمثل فى الاستراتيجية الحكومية القائمة على اختيار أفضل الطلبة ليصبحوا مدرسين في دور التعليم بمختلف مراحله ، فضلا عن تقديم حوافز مستمرة لهم كضمان استمرارهم فى مهنتهم وعدم تسربهم من وظائفهم لحين تقاعدهم ، وتلقيهم أعلى الأجور والرواتب المتاحة فى الدولة، حيث يقدر متوسط راتب المدرس فى مختلف مراحل التعليم هناك بـ48 ألف دولار سنويا على الأقل.

أما السبب الآخر فهو ربط التعليم بالحياة العملية أثناء الدراسة بحيث يحصل الطالب على المعرفة والخبرة معا من خلاله دراسته في جامعة أو معهد بالإضافة لتطبيقه ما يتعلمه في مصنع أو شركة أو مستشفى ، كل حسب تخصصه .