ببا عزالدين والحياه المبدعه
وجيــه نــــدى بحار كل الفنون و الفنانه ببا عز الدين وارثة لبديعة مصابنى فى حياتها لمعت كشهاب وانطفأت سريعاً
اسمها الحقيقي فاطمة أما كلمة ببا فقد جاءت تدليلا لها، هي فنانة لبنانية الأصل كانت ترقص في ملاهي الشام وقبل ان تختارها ملكة محلات الرقص والفنون أعجبت بها بديعة مصابني وهي في لبنان وطلبت منها العمل معها في القاهرة.
جاءت ببا الي مصر وانضمت الي نجمات الرقص ، تحية كاريوكا وسامية جمال وزوزو محمد واصبحت واحدة من أشهر راقصات مصر، واختيرت بطلة لعدة افلام أيام نهضة الفيلم الاستعراضي الغنائي الراقص في مصر، منتصف أربعينات القرن الماضي.
وعندما هربت بديعة مصابني من مصر 1949 وحلت ببا عزالدين مكانها في كازينو أوبرا وأصبحت هي مالكة ووارثة هذا المكان الذي كان قبله عشاق الفن الاستعراضي.
وحكي وقال المؤلف الغنائى محمود فهمي ابراهيم الذي كان من كتاب ومؤلفي مسرح بديعة، انه في يوم كان يجلس في تراس، الكازينو الذي يطل علي ميدان الأوبرا، وفجأة وجد بديعة وببا تجلسان بجواره، وكانت بديعة تحمل بين يديها حقيبة صغيرة حريصة عليها أشد الحرص، وجلس كلب بديعة بين الراقصتين، وفجأة طلبت بديعة من الكلب وكان ذكيا أن يجلس تحت الطاولة التي كانت تجلس عليها ثم استأذنت وخرجت متسللة خشية أن يتبعها كلبها، جلسنا أنا وببا في انتظارها، لكن الانتظار طال، وعرفنا في اليوم التالي انها كانت تطير في الجو في طريقها الي لبنان ونحن في الانتظار دون ان ندري شيئا.
يقول محمود فهمي ابراهيم ـ كانت بديعة مصابنى وهي معنا تنتظر شارة من صديقها الذي قام بتهريبها من مصر، وكانت كل أموالها في الحقيبة التي كانت حريصة عليها.
بعد الهروب اصبحت ببا عز الدين هي صاحبة الكازينو واستدعت ببا اشقاءها وشقيقاتها من لبنان ليكونوا معها في ادارة الكازينو. احترفت شوشو شقيقتها الرقص معها اما الأخت الثانية عديلة فقد اكتفت بأن تكون من طاقم الادارة في الكازينو.
تزوجت شوشوعز الدين المطرب محمد عبدالمطلب الذي كان يعمل مع ببا وتزوجت عديلة المطرب سيد فوزي وكان هو الآخر من مطربي فرقتها، وكان سيد فوزي من المطربين القدامي وكان الموسيقار سيد درويش يعتمد عليه وزميله حامد مرسي في حفظ جمله الموسيقية لأنه ـ كما قال قبل رحيله رحمه الله، انه وحامد كانا يصطحبان سيد درويش في كل مكان يسهر به وعندما يجد جملة موسيقية يقوم بغنائها ويطلب منهما حفظها وفي اليوم التالي يستعيدها منهما فقد كانت النوتة الموسيقية لم تعرف طريقها اليهم بعد ! .
وازدهرت فرقة ببا عزالدين وأصبحت من اكبر الفرق الاستعراضية في مصر، وكانت المنافسة قوية بينها وبين كل من صفية حلمي التي استقلت بصالتها في شارع جانبي خلف سينما ستديو مصر "ريتس المهجورة الآن، وأطلقت عليه كازينو الترف وفتحية محمود كانت صالتها في شارع الألفي باسم شهر زاد وهو لا يزال موجودا حتي الآن وان كان ليس له شهرة أيام زمان .
ازدهرت فرقة ببا عزالدين كما قلنا وضمت العديد من فناني ذلك الزمن مثل، ثريا حلمي واسماعيل ياسين وليلي حلمي وغيرهم وكانت قد اصبحت نجمة كبيرة في عالمي الاستعراض والسينما.
وفجأة، لقيت حتفها في حادث مأساوي انقلبت بها السيارة وهي في طريق عودتها للقاهرة من الاسكندرية، وقيل يومها الكثير من الاشاعات قيل: ان الحادث دبرته جهة أمنية تابعة للقصر الملكي ولم تكن هي المقصودة، لكن رجل سياسة من الطليعة الوفدية كان ضد الملك فاروق، وكانت سيارته تشبه تماما سيارة الفنانة ببا عز الدين ومن نفس ماركتها، وتناولت الألسنة هذا الحادث بشيء من التفاصيل ويقول،الجميع على صفحات المجلات ان الشاب الذي ربطت الاشاعات بين موت ببا عز الدين لتشابه السيارات تم قتله وبنفس الطريقة وهو في طريقه الي بني سويف للمرافعة في أحد القضايا، فقد كان من أشهر رجال المحاماة رغم صغر سنه وكان شاعرا وحاصلا علي درجة الدكتوراه ونائبا في مجلس النواب عن حزب الوفد القديم، طبعا ورحلت الفنانه وايضا المستشار المتهم بالقتل المأجور بالفعل ؟ .
جذبت شهرة ببا في عالم الرقص مخرجي السينما في أربعينات القرن الماضي، فاختاروها لتمثيل عدة أفلام، نذكر منها علي سبيل المثال، فيلم كدب فى كدب من اخراج توجو مزراحى وقامت بالبطوله ببا مع انور وجدى وميمى شكيب وبشاره واكيم ومارى منيب وحسن فايق والمطرب محمد عبد المطلب وكان العرض 21 سبتمبر 1944 بدار سينما كوزمو بالاسكندريه ورقم 180 فى تاريخ السينما المصريه البيه المزيف بطولتها مع بدر لاما وليلى فوزى وبشاره واكيم ومحمد كامل واخراج ابراهيم لاما وكان العرض بدار سينما ليدو بالاسكندريه 5 مارس 1945 ورقم 197 فى تاريخ السينما ليالى الأنس بطولتها مع الفنان عبدالغني السيد و امال وحيد ورفيعة الشال ومختار حسين وعلى رشدى وفريد شوقى ومحمد كمال المصرى والمطرب اللبنانى موسى حلمى اخراج نيازي مصطفي وكان العرض فى دار سينما ركس بالاسكندريه 3 مارس 1947 ورقم 297 فى تاريخ السينما المصريه فيلم احلاهم من اخراج وتمثيل استيفان روسيتى والبطوله ببا عز الدين وميمى شكيب وليلى فوزى ومحمد كمال المصرى وحسن فايق وزكى صالح وزينات صدقى ومحمد ادريس وعبد الحليم القلعاوى وساميه جمال وكان العرض بدار سينما استوديو مصر بالقاهره وسينما كوزمو بالاسكندريه فى 10 سبتمبر 1945 ورقم 211 فى تاريخ السينما المصريه جمال ودلال والبطوله امام فريد الاطرش ومن اخراج استيفان روسيتى مع ليلى فوزى وبشاره واكيم وعبد السلام النابلسى وزينب صدقى وكان العرض 19 نوفمبر 1945 بدار سينما رويال بالاسكندريه ورقم 220 فى تاريخ السينما المصريه و جحا والسبع بنات مع سراج منير واحمد البيه وميمى شكيب وفوزى الجزايرلى ومحمود المليجى وحسن كامل واخراج فؤاد الجرايرلي،وكان العرض 1 ديسمبر 1947 بدار سينما ركس بالاسكندريه ورقم 330 فى تاريخ السينما وكانت الفنانه ببا عز الدين قد احبت انطوان ابن شقيقة ببا عز الدين والمسيحى والذى ارتبط بالفنانه واشهر اسلامه رغم انف خالته بديعه مصابنى المسيحيه وايضا احبها فريد الاطرش وتم فصله من صالة بديعه مصابنى والتى كانت جاده فى عملها – ونتيجة حادث اليم فى موسم 1953غادرت عالمنا الفنانه ببا عز الدين رحمها الله واسكنها فسيح جناته بحار كل الفنون وجيــه نــدى