عودة الروح بقلم سليم عوض عيشان " علاونة "
تاريخ النشر : 2018-03-12
عودة الروح بقلم سليم عوض عيشان " علاونة "


" عودة الروح "
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
=====================


..... ها أنا أعود إليك من جديد ... بعد أن وأدتني بيديك هاتين ؟؟!!..
لقد قتلتني ذات يوم بعيد قريب ... وها أنا أعود إليك .. روحاً بلا جسد ... كي أؤرق مضجعك طوال العمر ... كي أجعل ضميرك يؤنبك مدى الحياة ... كي أجعلك تجلد ذاتك بعنف وقوة على مدى الدهر والزمن ...
هل أدركت .. هل عرفت ؟؟ من أنا ؟؟!!
أنا صوت ضميرك .. أنا صدى الحقيقة .... أنا الروح التي عادت من جديد لكي تحاسبك الحساب العسير .
أنا بطلة أحد نصوصك .. لا أعني نصوصك الأدبية يا هذا ... بل أعني نصوصك الحقيقية التي حدثت على أرض الواقع ...
أتراك نسيت ما كنت قد أقدمت عليه من أمر تحطيم نفسي وروحي ووجداني ؟؟؟
ففي ذلك اليوم البعيد القريب .. كنت تصدر حكمك العشوائي عليّ بالإعدام ...
بدون ذنب اقترفته .. وبدون محاكمة عادلة ... وبدون أن تسمع مرافعتي أو السماح لي بالدفاع عن نفسي ؟؟!! .
في حينه .... أصدرت الحكم بالإعدام ليس على جسدي فحسب .. بل على روحي قبل جسدي .. قتلت بي الروح .. بقسوة ... وبلا رحمة ...
الجرح في قلبي عميق عميق ... بعمق الكون واتساعه ... القتل بروحي رهيب رهيب ..
هل تراك نسيت هذا وذاك .. يا هذا ؟؟!!
كنت أعتبرك المثل الأعلى ... القدوة الحسنة .. المثال الذي يحتذى .. فهل تراني كنت واهمة في كل هذا وذاك ؟؟!!
عندما قتلتني .. قتلت روحي .. وقتلت بي أشياء كثيرة جميلة ..
قتلت الأمل .. السعادة .. الفرحة .. والحب ..
لا أعني بالحب ذلك الحب الجسدي الباهت المشوه .. لكني أعني به .. الحب الروحي .... حب الروح والنفس ... وحب كل ما هو جميل وطاهر ونقي ..
كم كنت ظالماً بدورك يا سيدي ... فلقد كنت الحكم .. القاضي .. والجلاد في نفس الآن ؟؟!!
وقمت بتنفيذ الحكم بالإعدام بدون أن تعطيني أدنى فرصة للدفاع عن نفسي .. فكم كنت ظالما يا سيدي ...
لقد تهاوى رمز الجمال الروحي والمثالي في قلبي .. ونفسي .. وروحي ... عندما اتخذت قرارك الجائر بالإعدام ..
لقد أعدمتني بوحشية يا هذا .. ولم تدخل إلى قلبك ونفسك أدنى ذرة من الشفقة والرحمة ... وكم كان هذا مؤلماً بالنسبة لي ..
لقد طردتني يومها من حياتك .. طردتني بقسوة ووحشية .. ولكني ها أنا أعود إليك من جديد ... ولكني أعود روح بلا جسد .. كي أنتقم منك .. كي أؤرق مضجعك .. كي أقضي على البقية الباقية من ضميرك ...
مالي أراك تتساءل بغباء وبلاهة :
" من أنت " ؟؟!!
أنا يا هذا " عودة الروح " .. عودة روح تلك المرأة التي قتلتها ذات يوم عندما قمت ب " حظرها " ... و " حذفها " .. من " صفحة " و " حساب " حياتك ...؟؟؟!!
فهل عرفت من أنا ؟؟؟!!!!