أخِر القمم العربية والحجاج! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-03-07
أخِر القمم العربية والحجاج!  - ميسون كحيل


أخِر القمم العربية والحجاج!

ليس لدي أدنى شك بأن القمة العربية القادمة والتي قد تعقد في المملكة العربية السعودية، حسب ما هو مخطط لها في الأسبوع الأخير من شهر مارس؛ ما لم يحدث أي جديد! فإنها أخر القمم العربية التي سيشارك فيها الرئيس محمود عباس إذا عقدت، وإذا شارك! فالرئيس أبو مازن طيب الله ذكره كشف اللعبة من كل جوانبها؛ وبات على دراية تامة بما تم، وما يتم، وما سيتم، ووصل إلى قناعة أن الوقت والظروف والمعطيات لم تعد صالحة للاستعمال بعد أن انتهت مدتها! فلقد حاول، وأنا شاهدة على هذا العصر أن يسير في ركب المعطيات والظروف، وأن يتعامل معها كما أراد المجتمع الدولي، وكما أراد هو بقناعة أن ما حدث من عسكرة للانتفاضة ذات يوم لم يكن للصالح العام، ولم يستفد منها الفلسطينيون، لا بل استغلت دولة الاحتلال كل تلك الظروف لتأليب المجتمع الدولي ضد الفلسطينيين، واستغلال تلك الأوضاع للانقضاض على سيد الشهداء، ومطلق رصاصة الثورة، وقاذف حجر الانتفاضة الأولى الشهيد أبو عمار! ومواكبة تلك الظروف والأوضاع بالموقف الدولي الذي اعتمد على الموقف العربي من الصمت والتخاذل! أما الآن فقد أدرك الرئيس أن كل ما حدث ويحدث مجرد لعبة سياسية تفتقد لأدنى مقومات المصلحة الفلسطينية التي أول ما ينكرها ويتنكر لها هم العرب، وأصبح يعلم أن ليس بمقدوره أن يغير شيئاً بعد أن خذله الفلسطينيون أولاً، وفصائلهم التي لا تعرف سوى الكلام والقول وأما الفعل فهو مجرد شعارات! وخذله العرب ثانياً، لأنهم يرون أن القدس لليهود، وحق تاريخي لهم، وأن الشعوب التي كان يراهن عليها لم تكن حاضرة في معركة أم المعارك، ورأس الدين وأصول الدنيا! وبات على يقين أن الله هو الحاكم في السماء والولايات المتحدة هي الحاكم على الأرض، وأن لا أحد يستطيع الوقوف في وجهها رغم حالة الغضب القائمة التي ستزول مع أول مدينة ترفيهية يتم إقامتها في بلد المليار مسلم! هذه هي الظروف وتلك هي المعطيات بعد أن حددت الولايات المتحدة الأمريكية شكل و طبيعة و نوع الحكام الجدد في المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج مروراً بالنيل الذي طالما علق الفلسطينيون آمالهم عليه!

ليس مهماً إذا كان الرئيس بصحة جيدة، أو أنه يعاني من عارض صحي مرضي؛ لا بد أنه جاء بسبب الضغط النفسي، و الضغط القهري، أو بسبب بعض الظروف والمعطيات العربية أو الإسلامية! وليس مهماً إذا كان قد شعر بالملل أو الإرهاق جراء ما قام به من دور وعمل وجهد دون رؤية بارقة أمل في الأفق! وليس مهماً إذا كان قد وصل إلى قناعة بأن الظروف لم تعد صالحة للاستعمال البشري في ظل ذلك المان الجديد الذي ظهر فجأة؛ أو ذلك الناقص الحالم بالسيطرة على خيرات فلسطين، أو ذلك الشارد في ربوع الانتخابات التي لم تعد سوى مهرجانات تأييد! وغيرهم الكثيرون ممن اتبعوا سياسة إن راحت عن ظهري بسيطة! بل أن المهم هو قراءة جيدة لما يقوله الرئيس، ولما يقصده في ظل تلك الظروف التي اجتمعت مرة واحدة ضد المشروع الوطني الفلسطيني! و باتت الأمور واضحة فلم تعد القضية الفلسطينية تحتل أي اهتمام عربي؛ إلا للتسويق المحلي، و لم تعد القدس هامة للمسلمين إلا في إطار صراع الوصايا؛ التي أوجدته دولة بالعالم الإسلامي فهذه حقيقة يجب أن نعترف بها بدلاً من الضحك على ذقون الشعوب .

إن الرئيس عمل بكل ما يملك من خبرة وجهد و دور و سار كما هي قناعاته، و تمسك بالسلام و أصول العمل الوطني السلمي، وتوافق وتناسق مع متطلبات المرحلة، و متطلبات المجتمع الدولي مدركاً بالقدرات الفلسطينية، و الأدوار العربية وحدودها المعروفة، ولم يجد نتيجة مرضية؛ لأن القدرات الفلسطينية معروفة، والدور العربي له حدود، والمجتمع الدولي عاجز؛ لكنه أي الرئيس لم يفشل، بل إن البقية هم الفاشلون، فلم يعد الوضع يحتمل، فالقمة العربية إن تم عقدها فإنها تنتظر شخصاً ليس كما أبو مازن بل كما الحجاج!

كاتم الصوت:
شكراً السيد الرئيس لقد فعلت ما يجب عليك فعله؛ لكنهم سيندمون جميعاً.

كلام في سرك: زيارات مكوكية لحسم التمثيل الفلسطيني، و الفلسطينيون غارقون بتحسين الدخل!
حلم : يحلم البعض بأنه سيعود قوياً للمشهد السياسي الفلسطيني!

أخر الكلام: لم يعد الكلام مهماً إلى اللقاء بظروف أخرى. ؟