ثرثرات مشتى الحلو بقلم حسين جمعه
تاريخ النشر : 2018-02-19
ثرثرات مشتى الحلو بقلم حسين جمعه


يصارع إنفعالاتهِ كذلك لهفة الحنان...،ومعها تتفجر ينابيع قلبهِ،تصعد بحرقة الى عينيهِ المنتظرتين...,وبصمتٍ،تنساب من عينيه دمعة، يلملمها بخجل ويرحل...
مردداً في راسه وبصوت لا يسمعة إلا عالمة الحالم,: أنا القلب النابض,بينما عيونكم الراحلةِ والهاربةِ من صمتنا الشرقي الخجول،وأنا كل ما فيكم من حب مفجوع ملقى على قارعة الخذلان والإنكسار.
وأنا الآتِ إليكم من حدود الشمس،
وأنتم أشجار الصنوبر المخضرة دوماً،تحملون الزيت والعبير لسيدة نذرت نفسها، بأن تنتزع بأظافرها بقايا شموع الكنائس والمعابد القديمةِ والمتلاشية بصمت الدعوات في ذلك الوادي....
أراقبها وأجول بفكري واحدث صمتي : كم نحن ضعفاء وكم نحتاج لله الساكن في رجاءنا,وكل يرتجي الخلاص من قوى خارقة لا يمتلكها الا رب رحيم بعبادة الضعفاء والتائهين بعظمة قوتهم المتفانية على قارعة الطريق...!
هي شجرةٌ تُعمّر وتعيش أضعافَ أضعافَ عُمره المُتلاشي كزبد البحر...
كانت تُظلله كالكُرة، بينما هو يترنم بعبيرعطرها الزيتي...
حاولَ إنتزاع بعض الأوراق الأبرية من أغصانها الممتدة أفقيا,كي يحتفظ بها ويزين أحلامه ويخلق من خلالها ذكريات حالمة وجديده،وهذا ما إعتاد أن يفعلة عند زيارة الاماكن والمعابد،حيث كان يجلب معه الكثير من الشموع و قوارير الزيت الصغيرة.
كان يسخر من نفسه أحيانا ويبتسم!!!
يسألونه ما الذي يضحكك؟
يجيب كعادتهِ أيضا: بِ لا شيء
بينما في داخلهَ أسئلة محيرة...!!!
مَن سيحتفظ بِمَن،ومَن سيكون شاهداً على مَن؟؟؟،
الأوراق الأبرية؟،
قوارير الزيت الصغيرة؟،
الذكريات الحالمة؟,
أم شجرة الصنوبر في ذلك المشتى...؟؟؟!!!
***************************************

مشتى الحلو/صيف 2006
[email protected]
حسين جمعة