سلموا المفتاح وارتاحوا وريحوا! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-02-17
سلموا المفتاح وارتاحوا وريحوا! - ميسون كحيل


سلموا المفتاح وارتاحوا وريحوا!

على حد قول الرئيس السابق لحركة حماس خالد مشعل في اعتراف صريح وواضح؛ بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو مَن يعطل الآن صفقة القرن، ويدعو إلى دعم موقفه والوقوف في صفه إنما هو تأكيد سبق أن ألمحنا إليه؛ بأن الفلسطينيين وحدهم الآن في الساحة، ومن المرجح لا بل المؤكد بأن هناك دول عربية باتت على خطى ما يسمى صفقة القرن!! ومن الملفت للنظر؛ بأن هناك دولة عربية تضع في مناهجها الدراسية بأن عاصمة فلسطين هي رام الله وعليكم البحث وحدكم !؟ وتجدر الإشارة هنا إلى التلميح الذي أشار إليه خالد مشعل المتعلق بالموقف العربي والإقليمي والإسلامي؛ إذا قال أن الموقفين القطري والتركي الممانع للصفقة لن يكون له تأثير كبير لإيقاف الصفقة "مقارنة" بموقف الدول العربية الداعم للصفقة! لكنه حقيقة في تصريحه هذا خرج عن النص عندما حاول تحميل مسؤولية ما يجري في غزة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في قوله "بالرغم من الإجراءات التي يفرضها الرئيس أبو مازن على غزة وحماس "!، وكأن كل ما يحدث في غزة سببه الرئيس الفلسطيني وحده! فمن وجهة نظري المتواضعة كمواطنة تقف في منتصف الطريق شاء مَن اقتنع، وآبى مَن أراد أن لا يقتنع في حيادية خاصة لا تحابي أحد و قناعة بأن المطلوب منا هو دعم وحدانية التمثيل، والاعترافات الشرعية، والموقف الدولي منها؛ لذلك لا بد من التركيز على تنفيذ مخرجات المصالحة، واستيعاب حجم الملفات الملقاة على الحكومة الفلسطينية، والقناعة الشفافة الصادقة بأن المصالحة لا تتعلق فقط في إدارة شؤون المواطنين الحياتية والمعيشية في غزة، والابتعاد عن ما من شأنه تنظيم الوضع الأمني الداخلي للقطاع، وإعادة هيكلته؛ ليكون في مستوى الطموحات ضمن إطار المسؤولية المشتركة لخدمة القضية والمواطنين بعيداً تماماً عن الفكرة الفصائلية، والأهداف الحزبية، و لصالح الأهداف الوطنية الفلسطينية الشاملة.

إن تنفيذ المصالحة، والذهاب إلى المربع الذي يضمن كافة الحقوق للجميع لا يجب أن تتوقف عند قضايا لا يمكن أن تلقي بها الحكومة في البحر؛ فهي -الحكومة الفلسطينية - لا تستطيع تجاهل العديد من القضايا التي تتعلق بالمواطنين، وعلى سبيل المثال ملف الموظفين، وبالتأكيد ستتعامل معه، وستعمل على وضع الحلول بما لديها من مساحة و قدرة، ويجب أن يتم استيعاب أن الحلول لا يمكن أن تكون مئة في المئة، و قد لا ترضي البعض؛ ولكن هل يمكن إفشال أو وقف مصلحة الوطن من أجل قضايا يطالب أصحابها بحلول كاملة شاملة غير منقوصة! إذن فليتم منح الفرصة للسلطة الوطنية الفلسطينية وللحكومة الفلسطينية دون عوائق أو شروط أو مبررات، وادعاءات مصلحة المواطن، والابتعاد عن كيل الاتهامات، وصب الزيت على النار. وفي نفس الوقت؛ لا بد وبوضوح من إجماع وطني، وموقف متناسق بين الفصائل بما فيها حركة حماس والسلطة لتنظيم وإدارة ملف السلاح بعيداً عن الاستلام والتسليم في الوقت الحالي، والظروف القائمة حالياً؛ لأن الوطن لا يزال محتلاً، والقضية لم تنته بعد، وكل ما هو مطلوب من حركة حماس الآن التعاون بشكل صريح مع كافة الجهود، والتسليم ببديهيات الوضع، والتعامل بثقة مع الآخرين بما لا ينتقص من المكانة المعروفة، والدور المطلوب للجميع مستقبلاً لذا سلموا المفتاح وارتاحوا وريحوا.

كاتم الصوت: أصوات تردد أن المصالحة غير مقبولة لدى الرئيس، ولدى حماس وادعاءاتهما أن كل طرف يريد مصالحة مجرد تسويق سياسي داخلي ...لا أظن ذلك!

كلام في سرك: أخطأ خالد مشعل في تصنيف الدول التي تقف ضد الصفقة!