على ضفاف السين (2) بقلم سمير سليمان ابو زيد
تاريخ النشر : 2018-02-14
على ضفاف السين (2) بقلم سمير سليمان ابو زيد


لى ضفاف السين ( 2 )
بقلم سمير سليمان ابو زيد
بدات بالتخطيط للسفر منذ بداية العام الدراسي وصارت رحلة البحث عن العملة الصعبة التي لا بد من اخذها معك كي تسافر الى أي دولة اوروبية مثل فرنسا فالحكومة الجزائرية تزودك اذا كنت مسافرا بالطائرة بمبلغ 340 فرنكا فرنسيا اما اذا كنت مسافرا عبر البر فتزودك بضعف هذا المبلغ طبعا مثل هذا المبلغ لم يكن ليكفي المسافر في كلتا الحالتين وكان لا بد من شراء العملة من السوق السوداء وبالثمن المضاعف او ان تتم عملية مقايضة بين المسافر من الجزائر الى فرنسا وبين جزائري مقيم في فرنسا يريد ارسال عملة لذويه بسعر افضل
ولم يكن الامر يخلو من المغامرات والفذلكة والفصاحة في تخبئة العملات التي ياخذها المسافر معه ولها من الفنون ما يثير الغرابة فقد سافر معي زميل من الجزائر الى مصر لم يكن معي فلوس بقدر ما معه هو فما كان معي يكاد يكفيني بالكاد ولكن وعلى الحدود الجزائرية التونسيه تتم هناك عمليات التفتيش الدقيقة فقال لنا الجمركي الجزائري بعد ان اعياهم التفتيش دون طائل هل تريد ان تقنعني بانك مسافر اربع دول وليس معاك دوفيس يعني عمله صعبة سوى 640 فرنك هذه ستنفذ منك في تونس فقلنا له هذا ما اعطتنا اياه حكومتكم فماذا نفعل فتشنا يا اخي فقام بتفتيش السيارة وانزل الاغراض مرة ثانية وهو يقول ما نصدقش كيفاش تسافروا اربع دول هكذاك فقلت له امسك الجمل وخذ باجه قال ماذا يعني هذا فقال له صاحبي والله انا مثلك ما بعرف ده بيتكلم لهجة فلسطينية فقلت له انا كل ما تجده خذه وبالتالي بعد ان فقد الامل قال اقول لكم بصحتكم هيا بالسلامه فوجئت عندما وصلنا القاهره وذهبنا الى مدينة الباجور بمحافظة المنوفية عندها قام باحضار ترموس الماء الكبير الذي احضره معه من الجزائر وقام بتسخين قطعة حديد واذاب البلاستيك ونزل الفايبرجلاس من داخل البلاستيك واذا به يخبيء عشرة الاف فرنسك فرنسي بينهما .
.سافرت على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية من مطار الدار البيضاء بالجزائر الى مطار اورلي في باريس بالمناسبة قد يلتبس الامر على بعض القراء بالنسبة لمطار الدار البيضاء فالدار البيضاء هي قرية صغيرة في ضواحي الجزائر العاصمة يوحد بها مطار الجزائر الدولي على غرار مطار بنينة في بنغازي ومطار تونس قرطاج في تونس ومطار الدهنية في غزة ومطار قلنديا في القدس ومطار برج العرب بالاسكندرية .
نزلت في مطار اورلي واستقليت الحافلة الى محطة انفاليد فور نزولي من الحافلة سالنت عن ساحة الكونكورد وفي الحقيقة كانت لغتي الفرنسية بدائية استطيع تجميع بعض الكلمات والجمل ولم يكن ذلك يشكل عائقا لي في حب المغامرات وركوب المخاطر ايا كانت .
قطعت شارع الشانزيليزيه سيرا على الاقدام وهو من اجمل ما ترى العين فرغم ان هذا الشارع عمره اكثر من مائة عام الا ان قدمه وعراقته هو السبب الذي يعطيه جمالا وسحرا وهناك وصلت ساحة الكونكورد والتي يوجد بها اضخم المسلات المصرية والتي اهداها الخديوي اسماعيل الى فرنسا تقديرا لجهودها في كشف اسرار الحضارة المصرية القديمة ولا ننسى ان شامبليون هو الذي فك رموز الكتابة اليهيروغليفة عن حجر رشيد وكلما كنت اذعب الى الهيئة المصرية العامة للكتاب الفرع الثاني الموجود بالقرب من دار القضاء العالي وهي عبارة عن ثلاث فروع فرع بجانب دار القضاء العالي والفرع الثاني على كورنيش النيل والثالث في جامعة القاهرة بالقرب من كلية الاعلام بجانب باب المترو دار القضاء العالي يبدأ من امامها شارع 26 يوليو او شارع فؤاد والذي يمتد حتى وسط البلد بالقرب من قصر عابدين يتقاطع منه عدة شوارع من ضمنها شارع شامبليون ذلك في زياراتي الاولى لمصر ولم اكن افهم معنىكلمة شامبليون وقتها تماما مثل شارع كلوت بيك وهو احد الشوارع الفرعية من رمسيس الى العتبة الخضرا وقد اطلق علىيه اسم كلوت بيك وهو طبيب فرنسي كلفه محمد على باشا بادارة الخدمات الطبية للجيش المصري .....يتبع