جوليا بقلم: محمد حمادنة
تاريخ النشر : 2018-02-14
جوليا بقلم: محمد حمادنة


جوليا

بقلم: محمد حمادنة

لم يبقَ أمام جوليا سوى الصبر على جلافة زوجها وقسوة طباعه التي يشتكي منها زملاؤه في الشركة وجيرانه في الحي وأهله في البيت، فكيف هي التي تعيش معه، وتحاول أكثر أن تتعايش معه رغم تقلباته وغموضه ونزواته التي لا تعلم نوع الشيطان الذي يسكنه، ولا تعلم نوع الجنون الذي يظهر عليه في أية لحظة!. والآن أصبحت متعايشةً معه متضايقةً عليه.
وبسببه يزداد الألم الذي تحصره في قلبها؛ حرصاً منها على حماية هذا  الزواج الفاشل الذي لم يذكر زوجها سوى بالمغالاة في اتباع نزواته.
وشيئاً فشيئاً بات التواصل بينهما أشبه بتواصل الأشياء الموجودة في مكان واحد كتواجد قطع الأثاث مع بعضها في غرفةٍ واحدةً، ولم تستطع المسكينة بالبوح عن مشاعرها للغير. فهي تعرف ماذا سيقول الناس عنها كما يفعل الناس في الشرق حيث يسارعون في التهجم على الأنثى عندما تشتكي من زوجها أو تحاول الفضفضة عن نفسها. وخير الدواء هو الصمت كما فعلت جوليا، ولم تدرِ أن المسايرة في الزواج الفاشل هو أشبه بانتظار انتهاء احتراق البيت بالنظر إليه؛ فلا هو ينطفئ ولا هو يبنى من جديد!