الرد السوري الصريح ..لم يذهب مع الريح بقلم شيرين مروان
تاريخ النشر : 2018-02-13
الرد السوري الصريح ..لم يذهب مع الريح

في خضم الأحداث المتوترة على الجبهة الشمالية، استطاعت المضادات الجوية السورية أن تخطف الأضواء ، وتشكل حالة من الهذيان عند قادة أحلام دولة "من الفرات إلى النيل ".وتصعق أجواء أرض الميعاد التي لطالما اعتبرها الكيان الصهيوني تلك الأرض المباركة التي يحتمي بها" شعب الله المختار " من أدران وميكروبات الشعوب العربية المجاورة ..أو المحاصرة بالأحرى لأحلام هذا الشعب المستعار ..والعار ..والذي يحمل عقلية الإرهاب والدمار لكل شيء حوله .
لم يبدع رد سلاح الجو السوري كما أبدع بالأمس بكبسة زر من سام 5..والتي طال انتظارها لسنوات طويلة ..ولم يتباطأ الرد السوري سابقا ومرارا على الاعتداءات الإسرائيلية خوفا ، أو سكوتا ، أو ضعفا ..،وإنما كان احتراما لرغبة روسيا التي كانت تتدخل لمنع الرد وإيقافه .ولكنها اليوم أقفلت احدى عيناها عن إسقاط الطائرة الإسرائيلية حيث بات الجيش السوري يدرك الحالة التي عكف على دراستها لسنوات طويلة ...كيف يفكر ما يسمي نفسه "جيش الدفاع "وهو في الحقيقة نقيض مسماه تماما ..وكيف هي مشاعر الكراهية والعنف التي لا يتقن سواها ..!
حالة الهذيان التي أصابت سكان الجليل والمستوطنات في الشمال وهروعهم إلى الملاجئ ومغادرة المنطقة ، قابلتها حالة من الهدوء والاتزان من القيادة السورية التي تدرك جيدا أنها أصابت أسطورة سلاح الجو الإسرائيلي بالعطب ..واهتزت أركان سمائهم فوق رؤوسهم التي امتلأت بالنفايات حتى صدرته لكل من حولها دون تردد..أشعلت المنطقة باسم حريات مزيفة واختبأت خلف حاوية الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتوانى للحظة واحدة عن حمايتها من الدمار والانحسار ..ولو تعرضت إسرائيل لما تعرضت له سوريا ليس لسبعة سنوات بل لسبعة أيام لما كانت لتصمد وتثبت ..بل لانهارت من الوهلة الأولى ..
ولكن الصبر والثبات في أرض المعركة هما ركنان مهمان في النجاح على المدى البعيد ..
وإن أسقطت طائرة روسية بأيدي أمريكية في الجنوب ..فقد استطاع السوريون بحنكتهم ودهائهم من استغلال هذا الحدث في الشمال واستغلوا رعانة ترامب ووظفوها ليضربوا ضربتهم دون اعتراض روسي ..
المعارك لابد ستستمر ، والجولات تلو الأخرى ..فقد تحطم الكثير من أوهام ما امتلكه ما يسمى "جيش الدفاع "من إمكانات هائلة عبر عقود من الزمن ابتدأت بحرب تشرين 1973..ومقاومة وصمود سلاح الجو السوري ..والجيش المصري ..واستمرارا بتحطيم آلة الحرب "الميركافاه " في حرب جنوب لبنان عام 2006
واليوم بإسقاط الf16 .وكما هي ليست أقوى الطائرات عند الكيان الصهيوني ..كذلك سوريا لم تستخدم دفاعاتها الجوية الحديثة بعد ..
لقد باتت إسرائيل مضطرة لمراجعة حساباتها لأية حرب محتملة ..فلم يعد نتنياهو يمتلك القدرة على العدوان تلو الآخر دون رادع ..فكم سنشهد استنجادا وصراخا منه في المستقبل ؟؟
وإن قيل أن سوريا لجأت لروسيا لحمايتها واجتثاث الإرهاب من أرضها ، والمحافظة على وحدة أراضيها ،فإننا لا نملك سوى الشكر والاحترام ..ونحن نعلم جيدا أن إسرائيل لم تتدخل يوما في أية حرب تذكر قد شنتها على الدول والشعوب العربية دون مساندة أمريكية قوية .
وإذا اتضحت الرؤيا الكامنة خلف مماطلة أمريكا باجتثاث الإرهاب نكاية ومواجهة غير معلنة للروس ..سنقف ممتنين للقدر الذي دعونا الله منذ سنوات ألا تكون الأرض السورية مسرحا له ..ولكن إن شاءت الأقدار فلا مفر .
وإن شهدت أمريكا وطفلها المدلل إسرائيل الهزيمة المحتملة فلهو أمر يفرح قلب وعقل كل مواطن عربي حر ، أشبعته أمريكا إذلالا وقهرا وحقدا ، ولعبت بمصيره ، وقتلت أحلامه ، وحرضته على سفك دم أخيه .
اليوم يزهو العربي الحر ، ويرفع رأسه شموخا وعزة ..وهو موقن بالفرج والنصر ...بينما يطأطئ الصهيوني المعتدي على الدوام رأسه خوفا ..وغيظا ..وتحسبا لهزائم جديدة تنتظره في الأفق .
بقلم /شيرين مروان