تآكل قوة الردع لسلاح الجو الاسرائيلي على الجبهة السورية.. ماذا بعد؟ بقلم:نسرين الأطرش
تاريخ النشر : 2018-02-13
تآكل قوة الردع لسلاح الجو الاسرائيلي على الجبهة السورية.. ماذا بعد؟ بقلم:نسرين الأطرش


تآكل قوة الردع لسلاح الجو الاسرائيلي على الجبهة السورية... ماذا بعد؟


الكاتبة / نسرين الاطرش
[email protected]
عندما بدأت رياح ما يعرف بالربيع العربي أو أن شأت فقل رياح الخريف العربي تهب على الساحة السورية فقد اتضح ذلك للقاصي والداني أن سوريا نظام وشعب وهوية مستهدفة، وكانت في حينها الأهداف تبدو جلية في تحطيم الجيش العربي السوري وتدميره وتقسيم سوريا وإضعاف محور الممانعة والمقاومة ، وكان لا يمكن حدوث ذلك إلا باختراق الشعب السوري مستغلين بذلك ظروف الشعب السوري من ناحية تقسيماته الأثنية والعرقية والدينية والمذهبية.
حاولت القوى الإقليمية تنفيذ أهدافها على الساحة السورية كلهُ حسب موقعه الاقليمي أو الدولي وعلاقته بأطراف الأزمة السورية فمن الشمال الأتراك كان هدفهم الاستراتيجي القضاء على امكانية قيام الدولة الكردية الموحدة على جزء من الاراضي السورية والعراقية والاستيلاء على أراضي سورية لضمها الى الاقليم التركي مثل شمال حلب وعفرين جرابلس، وما يقابل لواء الاسكندرونة من الأراضي السورية.
أما بالنسبة لإيران فكانت تهدف الى تواجد ايران في دولة مركزية مثل سوريا تعطيها أوراق تفاوض قوية مع الغرب والادارة الامريكية وأيضاً عامل توازن مركزي ضد دول الخليج السنية، فعن الطريق التواصل المذهبي الايراني العلوي والعلاقات الوطيدة مع النظام السوري والنظام الايراني منذ الحرب العراقية الايرانية ، حيث وقف سوريا الدولة الوحيدة لجانب ايران في الحرب بينها وبين العراق ، فكان من السهل على النظام الايراني أن يستغل هذه الاحداث السياسية الجسيمة بأن يبسط نفوذه وفي عاصمة عربية قوية مثل دمشق، وقد استغلت اسرائيل الاحداث واطلقت عرابها الدورزي( أيوب قرا ) والذي قام بإجراء اتصال مع بعض الجماعات المنشقة عن النظام السوري مثل النصرة  ونسق تقديم المساعدات اللوجستية لها ومعالجة جرحاها في المستشفيات الاسرائيلية، وتدخلت الولايات المتحدة الامريكية بقوة متذرعةً بمحاربتها بتنظيم لداعش وعن طريق دعم قوات الحماية الكردية وتدريبها، واستغلت روسيا كل هذه الفوضى على الساحة السورية، وقالت في نفسها لماذا لا أجد لي قدم كبير على الساحل السوري بإنشاء قواعد روسية يضمن توازن ردعي استراتيجي للغرب والأمريكان في نفس الوقت!!
كل هذه الفوضى على الساحة السورية كانت يجب ان تؤدي إلى خلخة الجيش العربي السوري وانهياره ولكن يبدو أن التعبئة المعنوية والعقيدة العسكرية لهذا الجيش جعلته عصياً على الانقسام وكان كل ما يحتاجه هذا الجيش هو قرار سياسياً بالهروب الى الامام  من هذه الأزمة وذلك بتوجيه أسلحته ومعداته تجاه اسرائيل، فلو فعل ذلك في بداية الأزمة لخلق معادلة جديدة على الأرض كان من الممكن أن تؤدي الى إجبار أمريكا وكل العابثين بالساحة السورية على التقهقر الى الوراء وذلك بضغوط أمريكية لحماية الدولة الصهيونية وهي المايسترو في التخطيط والتدبير لكل ما وقع ووقع ويقع على الساحة السورية من أحداث جسام.
جاءت حادثة إسقاط طائرة الأف 16 المتقدمة تكنولوجياً الاسرائيلية ليدل على أن الجيش السوري قرر كسر قواعد اللعبة، وقرر إعادة صياغة المعادلة السياسية والعسكرية  وذلك وبعد ان شنت الطيران الحربي الإسرائيلي هجمات متكررة على الأراضي السورية بحجج مقاومة تهريب السلاح من سوريا لحزب الله أومن إقامة ذراع عسكري لإيران على الاراضي السورية .
فقد جاءت الضربة السورية موجعة لسلاح الجو الاسرائيلي وانه لم يعد بإمكان هذا الجيش أن يعمل الكثير بعد ذلك وأننا نرى أن قادة العدو الصهيوني سيفكرون بأن قواعد اللعبة تغيرت وأن قوة الردع لسلاح الجوي الاسرائيلي قد تآكلت ولم يعد لها هذا التأثير وبالتالي فإن المواجهة القادمة ستكون خطيرة خاصة وأن السوريين ليس لديهم ما يخسرونه بعد تدمير معظم بلادهم وأنهم بالمواجهة مع اسرائيل سيكسبون عمقاً عربياً وتأييداً شعبوياً عربياً ستندم اسرائيل كثيراً اذا ما استمرت في فتح هذه الجبهة.