الاستيطان يلتهم الارض من جديد ويصل بلدة بيتا في نابلس بقلم:المحامي سمير دويكات
تاريخ النشر : 2018-02-13
الاستيطان يلتهم الارض من جديد ويصل بلدة بيتا في نابلس بقلم:المحامي سمير دويكات


الاستيطان يلتهم الارض من جديد ويصل بلدة بيتا في نابلس
المحامي سمير دويكات
نتذكر سنوات الانتفاضة الاولى كيف كانت تدار معركتنا مع الاحتلال؟ وكانوا على الاقل يخافون وخاصة المستوطنون وهناك ندية كاملة من الاطفال الصغار في مواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين واتذكر بالتحديد وفق ما نسميه في بيتا حادثة بيتا التي راح ضحيتها مستوطنين وجاؤوا وقتها يجرون اسلحتهم وجمعوا كل شباب ورجال القرية وهدموا اربعون بيتا وقتلوا الشباب وجرحوا البعض ونفوا عددا منهم الى خارج فلسطين. لكنهم لم يتجرؤوا علينا كما اليوم بل كانوا الاطفال كما الشجر في الارض.
واتذكر في الانتفاضة الاولى اننا كنا صغار ونجوب القرية في معظم الليالي للتعبير عن الغضب في مواجهة الاحتلال وقطعان مستوطنيه، واتذكر كيف كان الشباب منتشرون في كل مواقع القرى في الليل لحراسة وتامين الناس؟ وقد كنا دائما مستنفرين في نفس الوقت نحرص على القيام باعمالنا.
في المواجهة مع الجنود الصهاية ليلة امس في بيتا كذلك اعادت لي ذاكرتي في المواجهات الشرسة التي كانت تحصل في صد الصهاينة وجنودهم، وهي طبيعة قد اودعها الله في البشر بان الاحتلال يحتاج الى قوة دفاع ترهبه، ويحتاج الى خطط ويحتاج الى عزيمة الشباب الذي يحبون الوطن ويستطيعون التضحية من اجله.
اليوم عندما اصبحت المقاومة تقاس بالرواتب والمناصب اختلف كل شىء لان الحساب وفق هذا تغير واصبح رامي الحجارة اشبه بملعون عند بعض رؤووس الاموال الجبانة والناس التي توهم نفسها انها تستطيع ان تعيش حياة الرفاه في ظل الاحتلال، فعندما يرشقون المدرعات والجنود الغزاء يتهمون بانهم مارقون، اذن وقد ضاعت القدس من ايدينا ولو مؤقتا، كيف سنسترد الارض وكيف سنهزم الاحتلال ان كنا نبحث عن الحياة تحت سيطرة الاحتلال وبلا سيادة وطنية؟
لقد جربنا ان نمنحهم قسطا واسعا من السلام ولكنهم اسقطوا غصن الزيتون وهدموا البيتوت فوق رؤوسنا واعلنوها انها بلادهم المذعومة والقدس لهم وما نزال ننتظر بقايا عطفهم لياتونا بسلام قد يكون المفتاح.
البؤر الاستيطانية الجديدة وفي جنوب بيتا بالتحديد مؤشر خطير يفوق كل التصورات حول نيتهم السيئة في تصفية الارض كلها وهو ما يجب ان لا نسكت عليه ولو كلفنا الكثير وهذا يتطلب برنامج وطني كبير لاننا لن نستطيع الخروج من بيتونا ان لم يجري العمل سريعا على الارض لمقاومة بكافة اشكالها لترهيبهم وطردهم من الارض.
وهي ليست مقتصرة هناك بل ستكون من القدس وعلى امتداد رام الله حتى اراضي سلفيت الى زعترة في نابلس وتنتهي بالاستيلاء على باقي اراضي الاغوار جميعها، لقد حان الوقت كما ليس من قبل لتغيير كل البرامج ونقلها لبرامج ثورية تهدف الى حماية الناس والارض والا بعد فترة وفي وضعنا المتردي سنجد انفسنا اننا فقدنا كل شىء.
اتذكر قبل بضع سنوات كيف تجرأ احد المستوطنين الصهاينة وقال انه يملك الف ومائتي دونم وهي تمتد من اراضي بيت فوريك وعورتا جنوب نابلس وحتى الاغوار وكيف كان يتحدى وينعتنا بالبكاء دون حول او قوة.
الان لا يوجد اهم من هذا الموضوع ولن تجدي كما قال رئيس الوزراء سابقا وقبل السنة بان اي تنمية في ظل وجود الاحتلال لن يكون لها ان تنجح، فهم في دقائق يغلقون علينا كما اغلق مدخل بيتا يوم امس ليلا، لقد حان لنا ان نعمل بعقلانية ونستفيد من قصص وتاريخ الشعوب التي قاومت الاحتلال ونحن منهم في ازمان ماضية.