جولييت أنطونيوس تكتب أشعارها بيراع الحب ونبض الروح بقلم:شاكر فريد حسن
تاريخ النشر : 2018-02-13
جولييت أنطونيوس تكتب أشعارها بيراع الحب ونبض الروح بقلم:شاكر فريد حسن


جولييت أنطونيوس تكتب أشعارها بيراع الحب ونبض الروح

بقلم:شاكر فريد حسن

جولييت انطونيوس شاعرة لبنانية الهوية، عربية الانتماء، رقيقة الحس، متدفقة الوجد، مفعمة بحب الحياة والانسان والوطن، تتمتع قصائدها بخصوصية شعرية عالية، وموهبة ابداعية حقة، جذبتني نصوصها الشعرية، لغة وأسلوبًا، وأعجبني مذاقها الشعري، وعشقت ابداعاتها الشذية ومغامراتها الابداعية.

فهي شاعرة ترى، وتحلم، وتتأمل، وتكتب باحساس نابض عن الحب بأنواعه وألوانه، وعن المشاعر التي تخالجها، تحاكي الوطن والحبيب  والفرح والحزن، وحب الطبيعة وجمالها، وتناجي الروح، وتأتي قصيدتها غناءً لصدق المشاعر ونبلها، مزهرة ومزهوة في لحظة التماس والعناق.

انها شاعرة الدهشة والفرح والعشق والبساطة والاحساس الجميل والشفافية المرهفة.

وفي ديوانيها الشعريين"خطيئتي"و"أغمض عيني لترى"تبوح بمشاعرها وعواطفها وهواجسها وأحلامها ويومياتها الشعرية، ببساطة وسلاسة في المعنى والمبنى، ولغة شفيفة وصور مغامرة متحركة وحية، ولا تسعى الى التجريب، والتعقيد الشعري، والدخول في متاهات الرمز والغموض.

وهي تمزج بين السوريالية والواقعية والرومانسية والوجدانية الأنثوية، ويتناغم في قصيدتها الذاتي والموضوعي.

وتحاول جولييت أن تجعل الرؤى المتوهجة في التعبير نثرية وتحيله الى تعبير شفاف يتوهج بالشعر، وقاموسها الشعري والجمالي يمتاز بالرقة التصويرية والحسية الأنثوية والاعجاب والتألق الابداعي، واجادة توظيف المفردة وفنيات الجملة الشعرية ومحسناتها البلاغية بصورة فنية مدهشة وجديدة، ونجد قصيدتها مشحونة بالحب والوجد والألم وتراجيديا الحياة، ولنقرأ هذا النموذج من أشعارها:

العمر مربعات وأسئلة

ونحن حروف..

متناثرة..

في كل مربع سر

وحرف..

حرف واحد

والحياة سؤال

عامودي:

هل تحبني؟!؟

....اجابة بيضاء

ومربع أسود

يتقاطع مع سؤال آخر

أفقي...

اجابته تفاصيل صغيرة

أبحث عنها..

في أرجاء القلب

وأسئلة أخرى كثيرة كثيرة

وكلمة ضائعة..

بين صفحات الجريدة

وقهوتك..

وفي قصيدة أخرى بعنوان"كل الأشياء تمضي" تقول:

كل الأشياء تمضي الى النهاية

وحده ذلك الستار الملقى على الليل يتمدد

يتسع الى ما لا نهاية..

ظلمة لا قرار لها..

لا شراع ولا بوصلة ترصد اتجاه الليل

لا سفينة تعبر الى الضفاف

غرق لا سبات فيه..

الأشياء المولودة من رحم الليل

تحترق في ولادة الفجر

تشتعل لولادة الشمس

وتعودا رمادا...

رماد يولد منه ليل بغير انتهاء

دون قمر..

جولييت انطونيوس تتدفق روحيًا بتموجات وجدانها، وتسكن الحلم الانساني العام، وتعتمد التشكيل الايقاعي المتناغم والتكثيف والجزالة الشعرية، وتستخدم التداعيات والايماءات والايحاءات الجسدية بلغة الشعر التي يجتاحها احساس القارىء، وتأتي سهلة واضحة ومنسابة، فيها كل الألوان القزحية العذبة الرقيقة الندية، وتهيم بالعشق، وتهب روحها لوطنها لبنان، حالمة بالحرية والسلام.

جولييت انطونيوس تتقن حب الكلمة والنغم لدرجة العشق، ويموج شعرها بالأحاسيس كالماء، ويجري في وعينا ومشاعرنا. وهي تسيطر على نبض اللغة، وتحسن رسم الصورة الشعرية الجميلة، وتدرك مهمة الشعر الانسانية، وتجاربها الشعرية صادقة وعفوية لن يغير الزمن فيها شيئًا، ونصوصها شديدة الاختزال عابقة بالوجدان، وتفيض بغزارة من كلماتها أحلامها الانسانية المتوثبة، وما الشعر الا نبض الروح، وفيض المشاعر. ويمكن القول انها من وجدانها تكتب شعرًا أو تكتب شعرها بوجدانها.

جولييت انطونيوس شاعرة موهوبة، تغازل النجوم والقمر، وتناغي روح الحبيب، بحروفها الباذخة، ونصوصها غاية في الرقة والروعة والسحر والجمال، فهي ترسم أجمل لوحات الفن الشعري، وتتراقص على سمفونية كلماتها ومفرداتها وجملها موسيقى الذوق والاحساس، فتهز القلوب وتعانق الروح.

وتحية قلبية لشاعرتنا الساطعة المتألقة جولييت انطونيوس من أرض كنعان، ونتمنى لها مزيدًا من العطاء والابداع المستمر.