الخروج من عنق الزجاج بقلم:نسرين الأطرش
تاريخ النشر : 2018-02-13
الخروج من عنق الزجاج بقلم:نسرين الأطرش


الخروج من عنق الزجاج
 
الكاتبة/ نسرين الأطرش
لا شك في أن الخطوات والقرارات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية ضد السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير والتي يهدف الى خلق وقائع على الأرض وواقع سياسي جديد فيما يتعلق في الوضع النهائي لمدينة القدس مستبقا أي حلول ممكن أن يتوصل اليها الطرفان بشأن المدينة المقدسة عقدت الوضع السياسي بشكل لم يسبق له مثيل ووضعت تحديات قاسية امام السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير وجعلت خياراتها في التعامل مع القرارات الأمريكية خاصة وأنها كانت تضع كل بيضها في السلة الأمريكية وأيضا في ظل واقع عربي مزري والذي شجع الإدارة الامريكية على أن تتخذ هكذا قرارات، لم تقم الإدارة الامريكية بهكذا خطوات من الاعتراف بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني والإعداد لنقل سفارتهم كليهم إلا بعد أن تأكدت من ردة فعل الدول الكبيرة في العالم العربي مثل السعودية ومصر والامارات والتي هي مشغولة بما لديها من مشاكل داخلية أو مع جيرانها او في التصدي للإرهاب المصطنع او معالجة أثار الربيع العربي.
إن كافة الخطوات التي اتخذتها منظمة التحرير ومن بعدها السلطة الوطنية من الانحياز إلى خيار ر السلام لم يشفع لهما أمام الهيمنة الصهيونية على القرار الأمريكي، فمنذ اعلان الجزائر الى اتفاقيات اوسلو الى انشاء السلطة الوطنية فإن الحالة الوطنية الفلسطينية تزداد تعقيداً خاصة بأن الاستيطان الصهيوني يلتهم الأرض بشكل سرطاني يوما بعد يوم وقطعة قطعة وكذلك لم يبق من أوسلو ما يمكن البناء عليه خطوة واحدة الى الامام وحالة الشعب الفلسطيني تزداد تشرذما في ظل انقسام او حصار على غزة . اذا الى اين؟ .
نعتقد بأن افضل طريقة للدفاع هي الهجوم، نعم الهجوم الدبلوماسي وساحته المؤسسات الدولية ثم التصدي لهجوم البلدوزر الامريكي بواسطة هذه المؤسسات فحسب عرف التجار ايقاف الخسارة ربح .
نعم اذ كانت اوسلو ومرفقاتها وتوابعها في حالة موت سريري ولا يرجي منها الشفاء فلماذا لا يتم العودة الى قرارات الشرعية الدولية ، فعندما اعلن عن قيام دولة الكيان الصهيوني على الجزء المخصص لها من فلسطين "قرار التقسيم" كان هناك شرط لهذا الاعلان ان تقوم الدولة الفلسطينية على الجزء المخصص لها من اراضي فلسطين ولما كانت قرارات الامم المتحدة لا تزول بالتقادم فلماذا لا تطالب القيادة الفلسطينية بتطبيق هذه القرارات دون التعرض لما تم انجازه في اوسلو سواء بالسلب او الايجاب ، والمطالبة بحقوق الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين حسب قرارا التقسيم ولنفترض ان ذلك قد يفشل بسبب الضغط الصهيوني الامريكي فلماذا لا نطالب بقيام الدولة الواحدة على تراب فلسطين ببرلمان واحد وحكومة واحدة ولنحتكم حينها للعامل الديمغرافي ونستخدم ما يخاف منه اليهود القنبلة الديمغرافية