على ضفاف السين ( 1 ) بقلم سمير سليمان ابو زيد
تاريخ النشر : 2018-02-12
على ضفاف السين ( 1 ) بقلم سمير سليمان ابو زيد


على ضفاف السين ( 1 )
قصة قصيرة بقلم سمير سليمان ابو زيد

الجزائر البيضاء وسهولها الخضراء وشواطئها الزرقاءوجبالها العالية الشماء وغاباتها النضراء واراضها الشاسعة المروية بالدماء وصحرائها الرمضاء تشكل بمجموعها فسيفساء.
فسيفساء جغرافيه طبيعية خلابة تزيد مساحتها عن مليونين ونصف المليون كيلومتر مربع تتواجد بها جميع المناخات التي يحتاجها الانسان في حياته والتي يجد السائح فيها ضالته من أي بيئة جاء واية بيئة يريد :
ورغم كل هذه الخيرات وهذه الطبيعة وهذا الجمال الساحر الخلاب فان المواطن الجزائري واي مواطن في أي بلد تهويه فكرة المغادرة الى البلدان الاخرى اما بالنسبة للجزائريين وللمقيمين على ارض الجزائر فقد وجدوا ضالتهم في عاصمة النور باريس وفرنسا بشكل عام ربما لقربها من الجزائر كونها بوابه على اوروبا اضافة الى الموروث الثقافي الفرنسي لدى قطاع كبير من الجزائريين .
بالنسبة للشعب الجزائري فلا يتصف بالمواصفات التي تتصف بها شعوب البلدان الاخرى الغنية بالثروات السياحيه ومرافقها ربما يعود ذلك للطبيعة الثورية للجزائريين والجزائريات بسبب حرب التحرير الفريدة من نوعها ضد الاحتلال الفرنسي مما جعل المواطن يشعر بحد زائد من الانفة والكبرياء تحضرني الان مجلة العربي الكويتية التي اسستها وزارة الاعلام الكويتية عام 1958 ورئس تحريرها المرحوم احمد زكي وخلفه احمد بهاء الدين لفترة من الزمن .
تحتوي مجلة العربي على باب يسمى اعرف وطنك ايها العربي بدأت اتابع هذا الباب منذ ان اطلعت على احد الاعداد وعلى غلافه عنوان وفتاة نابلسية جميلة انا عربية من نابلس ودابت في كل شهر على شراء عدد مجلة العربي وكان يعد هذا الباب اوسكار متري وسليم الزبال .
يذكر الصحفيان في استطلاعهما بالجزائر انهما وصلا من المطار الى الفندق طلب احدهم من موظف الاستقبال ان ياتي بالعامل لكي يوصل الحقائب الى الغرفة التي نزلا بها فقال له طلع لروحك وهبط لروحك
ان هذه اللغة ليست روح سياحية فتونس رغم صغر مساحتها بالنسبة للجزائر وقلة المرافق السياحية بالنسبة لما تستحوذ عليه الجزائر يعتبر اعلى نسبة من دخلها القومي من السياحة اما الجزائريون فانهم يتوجهون الى فرنسا وتونس حيث وصل عدد الجزائريين الذين زاروا تونس عام 2017 الى مليون جزائر ي بينما يزور فرنسا حوالي نصف مليون جزائري سنويا ويقيم بها حوالي ستة ملايين جزائري .
اما بالنسبة للوافدين العرب لشرقيين العاملين في الجزائر والذين بدأوا يعملون بها منذ استقلال الجزائر عام 1962 فقد كانت وجهتهم الرئيسية بعد بلدانهم طبعا هي فرنسا اولا لقرب المسافة وثانيا لسهولة الحصول على التاشيرة بالنسبة للمقيم بالجزائر وثالثا لانخفاض سعر التذكرة حتى انه كان باستطاعة المسافر الى فرنسا ان يقطع تذكرة القطارات داخل فرنسا من شركة السكك الحديدية الجزائرية بالاضافة الى امكانية العمل والدراسة .
لقد كان حلم كل شاب ان يقتني سيارة فقد وجد المعلم العربي في الجزائر في فرنسا الطريق الاسهل لشراء سيارة معفاة من الجمارك وكان لا بد له من السفر الى فرنسا والعبد