صدى الصورة وظلها بقلم:عيسى الرومي
تاريخ النشر : 2018-02-10
صدى الصورة وظلها
   عيسى الرومي
إلى لينا هويان الحسن
1
( أ ) في المكتبة, كنت أبحث عن كتاب تاريخ القدس، ومن خلال الفراغ بين الرفوف، اكتشفت وجودها، في الجهة المقابلة، في نفس القسم؛  قسم كتب التاريخ.
(ب) من خلال الفراغ، بين الرفوف، في قسم التاريخ، اكتشفتُ وجوده.
2
( أ ) وجدتُ كتابي، واستللته من بين الكتب، وبدأت أتصفح محتوياته.
(ب) عثرتُ على كتابي المطلوب.
3   
( أ ) اصطحبت الكتاب، وتوجهت إلى قاعة القراءة.
(ب)... إلى قاعة القراءة.
4
( أ ) قررت استعارة الكتاب، لأستكمل البحث.
(ب) رأيته يجلس قربي، ويتصفح كتاباً يشبه كتابي الذي قررت استعارته، لاستكمال موضوعي...
5
( أ ) أعطيت رقم عضويتي للموظفة لتسجيل الكتاب.
(ب) قالت الموظفة لي: تاريخ القدس، موضوع مهم، ويوجد عدة نسخ من هذا الكتاب.....
            قلت لها: سأستعيره لبضعة أيام.
6
( أ ) خُيل لي أن الموظفة المجاورة للتي تعيرني، وتقوم بعملية التسجيل، توجه كلامها لي، بينما تتصنع الحديث مع غيري.
(ب) ليس لدي أدنى شك في أن الموظفة المجاورة كلمتني، أنا شخصياً، ولم تكنْ تكلم أحداً سواي.
7
( أ ) استعرت كتابي، وغادرت المكتبة، واستوقفت سيارة أجرة، صفراء اللون....
(ب) كبت سيارة الأجرة الصفراء، وكان الراكب الذي يجاورني مسناً، ويسعل.
8
( أ ) الراكب المجاور، كان يجلس إلى يميني، وكنت جالساً، خلف السائق، مباشرة.
(ب) جلست على يمين السيارة، من جهة السائق، واكتشفت حين نظرت الى اليسار، بطريقة عفوية، أن نفس الشخص الذي رأيته، في المكتبة، من خلال الفراغ، يجلس خلف السائق، مباشرة.
9
( أ ) نظرت، عفواً، إلى جهة اليمين، وقابلتْ عيناي نفس العينين اللتين أبصرتهما، من خلال الفراغ. وحين بلغت محطتي، استوقفت السائق، ونزلتُ، قرب شجرة الزيتون المشهورة في المدينة.
(ب) أشهر ما في المدينة، حيث استشهد الطفل مراد، قرب الشجرة، وهناك، نزلت وقرأت الفاتحة لروحه الطاهرة.
10
( أ ) بيتي في الطابق الرابع من المبنى رقم 62، وشقتي رقمها 101.
(ب) قلت لنفسي: سأنتظر هبوط المصعد، ولن أستعمل الدرج، خوفاً من أن يُفسر صعودي، خلف ذلك الرجل، على الدرج، بطريقة غير لائقة.
11
( أ ) صعدتُ الدرج، متحرجاً من مرافقة سيدة، وربما هي آنسة،  في نفس المصعد الضيق جدا.
(ب) صعد بي المصعد إلى الطابق الرابع.
12
( أ ) وصلتُ الطابق الرابع، وانفتح، في نفس اللحظة، باب المصعد.
(ب) انفتح البابُ، وشاهدت الرجل، نفسه، يتجاوز آخر درجة تفضي إلى الممر الرئيس.
13
( أ ) تأكدت من رقم الشقة، وأخرجت المفاتيح من جيبي،  وصرت أقلب المفاتيح، بحثاً، عن المفتاح المطلوب.
(ب) شقتي، هي الشقة رقم 101،  في الطابق الرابع. وحينما كنت أقلب مفاتيحي، كان الرجل يقلب مفاتيحه، بحثاً، عن المفتاح المطلوب.
14
( أ ) وقفت السيدة أمام باب شقتها. وأدارت المفتاح، وهي تنظر إلي، وكأنها تعرفني منذ زمن.
(ب) فتح الرجل باب شقته، وقبل أن يدلف إلى الداخل، نظر إلي نظرةَ من يستذكر شخصاً،  لم يعدْ يعرفه، ولم يعد يميزه، بسبب طول الغياب.    
15
( أ ) أمضيت، في هذه الشقة، قرابة عشرة أعوام، ولم أعرفْ أن لها بابين رئيسين إلا في هذه اللحظة التي دلفتُ إليها من الباب.
(ب) ساورني شعورٌ يقول أن أحداً غيري يسكن هذه الشقة،  معي، دون أن أدري، ودون أن أراه أو أعرفه.
16
( أ ) حين أطفأت النور، واستلقيت لأخلد إلى النوم، ساورتني فكرةٌ: أن أكتب ما حصل معي، هذا اليوم، من المكتبة الى دخولي الشقة.
(ب) لقد كانت فكرةً عظيمة حينما انتهيت من كتابة ما حصل معي، هذا اليوم، وقد بدت القصةُ رائعة جداً، وغير مسبوقة.
17
( أ ) أكملت الكتابة، وراجعتها، وصححت الأخطاء. ولأني أُعجبت بما كتبت، فقد قررت إرسالها إلى الجريدة لنشرها.
ل(ب) ا شك أن رئيس التحرير، سيطير بهذه القصة، فرحاً،  خاصة، وأنني لم أرسلْ إليه ما ينشره منذ أشهر.
18
( أ ) أجلت النشر شهراً آخر، كعادتي.  فأنا لا أتسرع، حتى تهدأ عاصفة الإعجاب، وتستقر الحالةُ، وأستطيعَ تمييز الغثّ من السمين .
(ب) في 20-12-2022 سيتم إرسال القصة. وآمل أن يتم نشرها، في اليوم التالي. وبهذا يكون الأمر واضحاً، وجلياً، وتكون عاصفة الإعجاب قد هدأت.
19
( أ ) البريد الالكتروني- إرسال- تم إرسال الرسالة بنجاح.
(ب) تم إرسال الرسالة الخاصة بكم.
20
( أ ) نشرت مذكراتي، في ذلك اليوم الموعود؛ في 21-12-2022 في الملحق الثقافي للجريدة الرسمية- واسعة الانتشار تحت عنوان  (بابان لشقة واحدة).
(ب) نشرت قصتي تحت عنوان (شقة ذات بابين).
21
( أ ) وقعت مذكراتي باسمي: الكاتب- جهاد خليل.
(ب) وقصتي ذيلتها باسمي المعروف لدى القراء- الكاتبة: جهاد خليل.
22
( أ ) كان العنوانان متجاوران، ولفت نظري تشابه الأسماء المذيلة، فاعتقدت أن خطأ ما قد حدث.
(ب) اتصلتُ، غاضبةً، برئيس التحرير.
23
( أ ) كان رئيس التحرير يضحك، بصوت عال. وتأكدت أنه يحدث شخصاً آخر، بالهاتف الآخر.
(ب) التزمتُ الصمت، وركزت السمع والإصغاء؛ لأعرف ماذا يقول رئيس التحرير إلى الشخص الآخر.
24
( أ- ب) قال رئيس التحرير: نعمْ، لقد تلقيت رسالتين من بريدين مختلفين، ولهما نفس العنوانان المثبتان، وهما موقّعتان بنفس الاسم، وهذا أثار دهشتي وإعجابي، فقررت نشرهما متجاورتين، كما أفعل في الكتابات المتشابهة...وأنا أترك الأمر للقراء والنقاد، وما زلت أحتفظ بالرسالتين، في بريدي، كما وردتا...