عائد من الظل 18 بقلم: شقيف الشقفاوي
تاريخ النشر : 2018-02-03
شقيف الشقفاوي
الآن ·

من روايتي 18 (علئد من الظل )

استفاق عبد الله الهز على صوت ألفه منذ أمد بعيد ، لكن الخوف و الرعب أغرقه في لجة التيه ، لم يعد يرتكز على خطة للخلاص و النأي بروحه إلى بر الأمان ، و قد انفتح الباب و استسلمت أقفاله لعنف الزوار ، و دلفوا إلى أركان الغرفة يفتشون عن المجهول
قبضوا عليه من صدره و ضيقوا عليه الخناق
_ اليوم يا عمي عبد الله تسدد الدين الذي تراكم عليك ،،
رد بصوته المبحوح
_ لم أفعل ما يعاقب عليه القانون ،،؟؟
_ و بنت الجبل ،،،؟؟؟
_ هي تهمة بسيطة لا علاقة لها بالإرهاب ، و قد عالجتها الدولة في حينها
تنحنح حفيد بوشليح في إشارة لمن انتشروا في الظل و أسندوا الأسوار المتهالكة بأكتافهم
في الصباح أشرقت القرية على الصمت ، و قد انتشر سعار الليل في القلوب المحمومة بالخوف ،
قال النمس بنبرته المعهودة و هو ينقر أحجار الدومينو :
_ لماذا يجري وراءك الظل إذا هربت منه يا بوخنشور ،،؟؟
في الركن المظلم من المقهى ينبعث صوت الرئيس زروال عبر جهاز التلفزيون ، و هو يحرض على اجتثاث الإرهاب من جذور الناس ، فلم تبقى أمامه سوى تصفية المواطنين في القرى النائية و الأحياء المعزولة و حتى في المدن المشبوهة التى تأوي الإرهابيين ، ففي عهدته المشئومة انتشر الموت و المجازر الرهيبة ،
همس بوخن في أذن النمس ، قال له :
_ و جدوه في شاطئ أزرود جثة بين مد وجزر ، و قد ثقبت الحيتان الكبيرة عينيه و سلخت ملامحه ، في البداية لم يتعرفوا عليه لو لا الوشم الذي بقي راسخا على زنده ، قال أولاده كان ينوي الحرقة إلي فرنسا لكن الموت عجل به
.../...
شقيف الشقفاوي