أمريكا- وسقوطها الأخلاقي بقلم كمال الرواغ
تاريخ النشر : 2018-01-20
"أمريكا- وسقوطها الأخلاقي"
بقلم/ كمال الرواغ
عملية السلام الاسرائيلي الفلسطيني،لا يمكن ان تعود الولايات المتحدة أن تكون وسيطا فيها، لأنها ببساطة أصبحت أكثر عدائية بعد قرارها نقل سفارتها إلى القدس، وانحيازها وتجاهلها لكل مبادئ ومرتكزات العميلة السياسية، بيننا وبين الإسرائيليين الصهاينة، بل ذهبت إلى أكثر من ذلك وظهر ذلك جليا في تصريحات نلئب الرئيس ترامب ومندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هيلي المبنية على الابتزاز والتجاهل الفاضح للقانون الدولي والانساني والاخلاقي.
لا يمكن ان تكون عملية السلام ما لم تكون القدس عاصمة فلسطين، لا يمكن ان يكون هناك عملية سلام إذا لم يوجد حل للقضايا الوطنية الكبرى الشعب الفلسطيني .
امريكيا لا يمكن ان تلعب نفس الدور الذي لعبته على مدار 25 عام، وقرار القيادة الفلسطينية واضح في هذا الاطار لا اتصال مع الولايات المتحدة إذا اصرت على هذا القرار .
الآن هناك مسؤوليات يجب ترجمتها في صالح العملية السياسية من خلال مرجعية دولية يكون فيها المجتمع الدولي بكامل هيئاته سواء الأمم المتحدة أو الاتحاد الآوروبي و روسيا و مجلس الأمن، على قاعدة حل الدولتين والتي تكون فيها دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشريف كمرجعية لأي عملية تفاوضية .
لا يمكن أن نقبل بأن تكون مرجعية العملية التفاوضية أي دولة لوحدها، لكي تكون طرف وتفرض شروطها .
اسرائيل قوضت كل جهود عملية السلام، من خلال تشكيل حكومة مستوطنين بزعامة نتنياهو، التي تستبيح كل ماهو فلسطيني، وتماهي امريكي مع السياسة الاسرائيلية، في التنكر للقرارات والمواثيق الدولة .
الأن الرهان على الصوت الفلسطيني الذي يجب الا يكون مبعثر ومشتت وان لا يكون ازدواجية في الدور بين المستوى القيادي والمستوى المدني المتمثل بمؤسسات المجتمع المدني التي تشكل أبواب خلفية واحيانا أمامية للاموال التي تأتي احيانا في إطار سياسي، ان
معادلة الدعم الاقتصادي، مقابل الرضوخ وتقديم تنازلات في الإطار السياسي، مرفوض فاسرائيل تستخدم المال الفلسطيني لابتزازنا ومعاقبتنا .
وها هي امريكيا تحذو حذوها في نفس السياسة حيث تستخدم المال في الابتزاز الدولي من أجل الهيمنة والسيطرة على الدول والشعوب، وقراراتها ومواقفها الوطنية والقومية، فاسرائيل كل فترة  تقوم بتدمير كل اشكال الدعم التي يتلقاها الفلسطينيين من الاتحاد الأوروبي والمؤسسات والمنظمات الدولية والعربية من خلال افتعال حروب ضد الفلسطينيين وتقصف هذه المشاريع والمنشئات والمؤسسات والمشاريع المختلفة من بنية تحتية واسكان وتنمية زراعية وصناعية بصواريخ امريكية واسرائيلية اشرف عمرها الأفتراضي على الانتهاء .
مطلوب اصطفاف خلف القيادة والموقف الفلسطيني الثابت من القضايا الوطنية الكبرى وتفعيل المقاومة الشعبية بكل مكان وصولا بانتفاضة جماهرية، حتى لو امتدت لسنوات، حراك سياسي ودوبلوماسي واعلامي في كل الساحات والمنابر، وطلب حماية دولية للشعب الفلسطيني من قطعان المستوطنيين والهجمات العسكرية من الاحتلال الاسرائيلي سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة، رفع الحصار الجائر على قطاع غزة ودعم سياسي ومالي عربي ودولي بعيد عن قناة اسرائيل وأمريكا .
لا يمكن ان تصفني بالارهابي وتدعمني ماليا لأقامة معرض أو مؤتمر  هنا أو هناك .
الشعب الفلسطيني قبل بمعادلة السلام وقبل ب 22% من أرض فلسطين التاريخية لانه يسعى إلى العدالة واقامة دولته الفلسطينية التي يتمتع بها شعبنا بحق تقرير المصير في كل شئ في المجال الاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي والاجتماعي وتكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة .