انتفاضة تحقيق حق العودة ..بقلم: عبدالرحيم نتيل
تاريخ النشر : 2018-01-20
                 انتفاضة تحقيق حق العودة ..
  ماذا بعد المجلس المركزي ؟؟         عبدالرحيم نتيل .غزة
في ظل تردي الوضع السياسي الفلسطيني . و عدم قدرة القيادة السياسية الفلسطينية بدءا بالرئيس .. ثم الفصائل و اولهم الاخوة اشاوس  المقاومة .. علي اتخاذ قرار للرد علي الرئيس الامريكي .. هذا المتبجح الذي لم يكترث لأكثر من مليار مسلم .. و ما يقارب النصف مليار عربي .. و نفذ وعدا قطعه علي نفسه اثناء الانتخابات الامريكية بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الي القدس ..

الذي اثار غضبنا جميعا . و غضب معنا بعض العرب و المسلمين .. وتعالت صرخاتنا ما بين مجلس الامن و الجمعية العامة للامم المتحدة و نشطت الدبلوماسية الفلسطينية .. و تلقينا الدعم الدولي من شرفاء العالم الذين لم يلتكعوا للتهديدات الامريكية بقطع المساعدات عنهم .. و صوتوا للقدس فلسطينية عربية اسلامية مسيحية محتلة رغم تهديدات ترامب ..
تبلورت شجاعة الدول النامية المحتاجة للمساعدات الامريكية في تحديها للصلف و العنجهية الصهيوامريكية و صوتوا لفلسطين .. و اموال العرب الصهيو امريكيين تذهب لسيدهم الامريكي .. ويتأمرون معه علي ابرام صفقة للتنازل عن ارضنا و قدسنا لاسرائيل ..كما تأمروا علي معظم الدول العربية المعادية لاسرائيل عبر سبع عقود و علي حركات التحرر العربية بدءا من اليمن و العراق و ليبيا و مصر و تونس و الجزائر .. و تأمروا علي وحدة شعبنا و دمرونا بالانقسام البغيض .. الا اننا تعودنا ان نخرج دوما من تحت الركام نبحث عن حدود الوطن لنحدد الجغرافيا و التاريخ لفلسطين من الناقورة شمالا الي ام الرشراش جنوبا و من البحر الي النهر .. لن نسمح لدواعشهم ان يفتتونا كما رغبوا اذا كانت القيادة الفلسطينية عاقدة العزم علي النضال من اجل التحرير و تقرير المصير و اقامة الدولة و عودة اللاجئين الي ديارهم التي طردوا منها عام 1948 ..

أكد الرئيس امام المجلس المركزي في دورته 28 اننا ماضون في الانضمام للمنظمات الدولية .. و لكنه لم يشفي غليل شعبنا بتقديم  ملف الاستيطان و الحروب علي غزة لمحاكم جرائم الحرب لمحاكمة قادة دولة الاحتلال ..
و صرخ الرئيس واصفا استنجاده بالامم المتحدة لحماية شعبنا من عربدة الاحتلال و حكومته اليمينية المتطرفة و مستوطنيه .. و تجرأ ان يقول للاهوج  ترامب .. لن نقبل منك صفعة القرن .. و انتاب الكثيرين الحزن ان ترامب سيجمد المساعدات المقدمة من حكومته للاونروا ..
و تمخض عن المؤتمر قرارات بتجميد الاعتراف باسرائيل و وقف التنسيق الامني .. و المقاومة الشعبية السلمية التي شدد عليها الرئيس ..
لم يكن غضبنا بحجم القدس و ضياعها .. و لا بحجم ما يسلب من الارض لاقامة المستوطنات ..  ولا بحجم الاعتداءات المتكررة و حصار غزة برا و بحرا و جوا ..
كنت اتوقع ان توفي المقاومة القدس حقها .. الا ان المقاومة كانت مثالية في تقييم الوضع في ظل الغليان الشعبي  .. و قامت هي و باقي الفصائل بنقل الشباب الغاضب  ليفرغ غضبه علي الاسلاك الشائكة و حدود محصنة  .. ليستشهد البعض و يعود الاخرين مدرجين بدمائهم جراء جراح من الرصاص و قنابل الغاز الاسرائيلية ..
و مراكز الدراسات الاسرائيلية ترصد ردود افعالنا  و تتهكم علي انفعالاتنا و تطمئن الشعب الاسرائيلي بتأكل الردع الفلسطيني في مواجهة اسرائيل و الولايات المتحدة ..
خبير الشئون الفلسطينية .. رئيس قسم الابحاث  في جهاز الاستخبارات العسكرية  الاسرائيلية  " أمان "  العميد احتياط  كوبر فاسر .. قيم ردنا علي قرار ترامب بانه أجوف و ضعيف جدا .. كما ان الرد العربي و الاسلامي  رد عاطفي كلاسيكي لاكتفائهم بممارسة الغضب و النضال الدبلوماسي .. أما عن الدعم الدولي .. فقد تغير كثيرا  .  و كأن اسرائيل باتت مطمئنة أن حقوقنا تسلب منا دون قدرتنا علي الدفاع عنها .. و قد يكون هذا صحيحا في ظل قيادات لا تملك الا اضعف الايمان و كل همها التشبث بكراسي و لم يعنيها الوطن و الشعب و لم تملك الارادة لتوحيد الجهد حتي في معركة القدس ..
و قد يكون هذا عدم قدرة علي الابداع النضالي .. مبررين ان الوضع الاقليمي و الدولي ليس في مصلحتنا .. و نسوا هؤلاء العجزة ان الوضع الدولي و الاقليمي في الخمسينات من القرن الماضي كان أسوأ من الان .. و رغم ذلك استطاع شعبنا ان يفشل صفقة القرن الماضي الامريكية . ( مشروع التوطين في سيناء ) عام 1955 عندما هب كل شعبنا بقيادة معين بسيسوا ( شيوعيون و اخوان )  ضد المشروع ليغيروا الخريطة السياسية للمنطفة بتحالف عبد الناصر مع الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي .

هل تستطيع حماس و فتح ان تلقيا بخلافاتهما و ينجزوا المصالحة الوطنية و يضعوا خطة نضالية سلمية او كفاحية  مسلحة .. اي كانت ..
هل لديهم القدرة علي صياغة اشكال جديدة من النضال تتوافق و الظروف المرحلية .. ام ان الزهايمر نخر العقول .
هل يستطيعوا ان يميزوا بين اشكال النضال في اماكن التواجد  الفلسطيني .. ان كان علي الارض الفلسطينية او في مخيمات اللجوء في الدول المجاورة .. او في مناطق الشتات
ان كان في اوروبا او امريكا و كندا و استراليا .
هل لديهم القدرة علي وضع أليات تتناسب و كل منطقة .. و ما طبيعة نضالها  او مقاومتها ..
السؤال الذي يحتاج اجابة ؟؟
هل نحن نريد العودة لديارنا التي طردنا منها عام 1948 .. ام اكتفينا بما تقدمه لنا الاونروا  التي يهددنا ترامب بعدم دفع 125 مليون دولار لصندوقها ؟؟
سيادة الرئيس :
قادة الفصائل :
دعونا نفرض علي ترامب ونتانياهو واقع جديد .. تعالوا نقلب الطاولة ..  و نضع خطة لتطبيق حق العودة  194 الذي كفلته لنا الهيئة الاممية .. و نحدد  يوم 15 أيار ( ذكرى النكبة ) ليكون يوم تحقيق حق عودتنا لديارنا التي طردنا منها تحت تهديد السلاح .. و نطلق عليها انتفاضة العودة .. و كما تريدوا : ان تكون سلمية بدون سلاح .. شعب اعزل يحمل  امتعته و اطفاله و يقطع الحدود عائدا لارضه ..
كل اللاجئين في قطاع غزة و الضفة الغربية و الاردن و سوريا و لبنان  ينطلقوا في ساعة واحدة .. و من يريد ان يحضر من المنافي فليعدوا سفن العودة للوطن ليصلوا في نفس اليوم ..
و أطمئنكم لن تستطيع اسرائيل ان تقتل اكثر مما قتلته في احدى الحروب علي غزة .. و تصنع مجزرة او هولوكوست جديد ..
و علينا ان نضحي من اجل اولادنا .. و ان نتحمل خطيئة الاجداد و الاباء .. و ان نصنع نصرنا باجسادنا العارية ..
سيدي الرئيس :
شكل لجان عمل في مناطق التواجد الفلسطيني لانجاز خطة تحقيق حق العودة خلال الاشهر القادمة و بحماية دولية من الامم المتحدة .. شرف لشعبنا ان يستشهد و هو عائد علي ان يموت غرقا في البحر  او نتيجة اعتداء اسرائيلي .. و لنستشهد جماعة افضل من ان نقتل فرادى .
و لابد ان يكون النصر حليفنا .
اللاجيء الفلسطيني / عبد الرحيم نتيل
غزة / مخيم الشاطيء  18/1/2018 م