الاخلاق.. حقيقة ام وجهة نظر بقلم:علاء احمد نادى بهلول
تاريخ النشر : 2018-01-19
الاخلاق...حقيقة ام وجهة نظر
إن الحقيقة التى لا يمكن إنكارها أن الاديان السماوية قاطبة قد أوصت بالاخلاق وتعليمها الى الاجيال المتلاحقة بل ذهبت فى بعض الاحوال الى إعتبارها جزء من هذا الدين باعتبار أن هذه الاخلاق قد تصلح الكون وتقضى على الشر ومنتسبيه والداعين له ولكن آيضا هذه الاديان لم تشرع الاخلاق لنتقيد بها وتعقد حياتنا لتصبح حياتنا مقيدة عند افق محددة ..
سمعت فى احد البرامج التحاورية التلفزيونية مثالاً لهذه المشكلة وكانت المفاجئة المدوية لمدعى التقيد بالتقاليد والعادات المختلفة المتخلفة ولصقها بالدين أن من يناقش هذه المشكلة بكل وضوح هو أحد الدعاة فاعطى فناقش ذلك بتوضيحه احد المواقف وكان ذلك بقوله انه عندما يسألك احد الاشخاص عن حالك فإنك لتسارع بالاجابة بقولك الحمد لله على إعتقاد راسخ بانك تحمد الله ولكن قد أثبت هذا العالم بالادلة القاطعة من احاديث ومواقف للرسول الذى بعث ليتمم مكارم الاخلاق انه عند السؤال عن الحال فإن الاجابة تكون الحال بوضوح فإما طيب وإما سئ ولكن فى الحقيقة إذا اردت ان تطبق ذلك ستجد رداً صارخاً من صاحب السؤال بأنك لاتحمد الله وانك مضطجر من حالك !!!
إن هذا الموقف لهو دليل شديد الوضوح عن مدى تذمرنا وتعصبنا الى اشياء لم ينزل الله بها من سلطان وإنما عرفناها من خلال مجتمعنا وتقيدنا بها لنضع انفسنا داخل صندوق مغلق لا نستطيع الخروج منه الا بكسر الصندوق الذى يضيق بمرور الثوانى....
فاصبح كل من يريد ان يقيد الذى يخالفه سواء فى الرأى او المصلحة او يريد ان يتحكم فيه بتحريف القيود وزيادتها تحت مسمى الاخلاق الحميدة...
إننا لنحتاج الى ثورة شاملة تكسر هذا الصندوق لتتحطم القيود التى وضعت تحت مسمى الاخلاق الحميدة او حتى تحت مسمى العادات والتقاليد،ثورة يتشارك فى إثارتها الجميع ،إن الجميع لمتضرر من هذه القيود فكونك فارض للقيود لا يحميك يوماً من كونك مفروض عليك قيود قد تكون مجدية فى وجهة نظرك فى بعض الاحيان ولكنها غير مجدية فى كثيرٍ من الاحيان....