نتائج الطريق الى إيران ؟بقلم:د. جعفر المعايطة
تاريخ النشر : 2018-01-17
نتائج الطريق الى إيران ؟

مكره اخاك لا بطل، ولقد كانت االطريق الى مؤتمر تركيا وبمساندة ايرانية مهيأة من اللحظة الأولى للوصول الى طهران، على نظرية "عدو عدوي صديقي"، ولما كانت العلاقات اساسها تقاطع المصالح فلا شك ان مصلحتنا الآن مع ايران نكاية بإسرائيل وكل من يؤخذ على يدها في الخفاء والعلن، من عرب وعجم، ولما كانت الادارة الإسرائيلية تقرع أبواب البيت الابيض، تماثلت مواقف نتنياهو الرافض لكل بشيء بعدم الوضوح، لأنه غير واضح الموقف، خاصة فلا تدري اما إذا كان فى الحكم لتحاوره، وإما اذا كان فى المعارضة لتحالفه، ولكنه "نتنياهو" في كلتا الحالتين يقود معشر يهود الى الضياع والظلام !

ولا زالت الاردن مصرة على استمرار المحادثات الدبلوماسية فى اي مكان بالعالم للفصل بين الافكار والمواقف المتحاربة والمتضاربة، ولن تتوقف المناقشات السياسية، بل ستتوسع حتى تتبدل وتتغير المواقف الإسرائيلية، ولن يكون هذا التغيير محرجاً لدولة اسرائيل، على العكس سيكون محط وقيد التفكير، ولا بد ان يعلن نتنياهو القبول بالتغيير والعدول عن المكابرة والتعنت والغطرسة، حفاظاً على معشر يهود !
إن إدعاء نتنياهو بإن المباحثات السلمية في الشرق الاوسط مطاطة ومرنة وقائمة على قدم وساق، ما هو الا ادعاء أخرق ومزور ووهمي وسرابي ومضلل للعالم المحب للسلام، لقد تصنع نتنياهو بإعطاءه انطباع خاصة لسكان دول اوروبا، وامريكا بأن شيئاً ما يجرى لصالح السلام العالمي في المنطقة، بل فليعرف الجميع ان نتنياهو لم يبقي فرصة للعداوة والبغضاء والشحناء والعداوة وسوء الجوار وقطع الحوار الا واستخدمها !

ولكثرة ولضخامة حجم الضغوطات على ترامب قدم صيغة اخرى وهي ايضاً غير صالحة للعرض ومرفوضة من قبل الاردن، ومع ذلك لا زالت الحركة الفعلية للاستفزاز والعنف تدور الى الوراء من وفي واشنطن من خلال تعمد دعم شحنات أسلحة أمريكية متطورة جديدة ودعم بناء المستوطنات في أسرائيل، وهذا لن يساعد للوصول الى حسن الجوار، بل سيقود المنطقة الى العنف والعنف المضاد!

وتجنباً للوصول الى حالة العنف المنوه اليها في الفقرة السابقة، تتضاعف وتتضاعف الاجتماعات والمحادثات السياسية والحوارات والزيارات والدبلوماسية الاردنية التي يقودها الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الامير حسين - حفظهما الله - فى العالم للحفاظ على استقرار المنطقة ا !

وهذه الاطوار الثعلبية الماكرة من فصول السياسة الاسرائيلية تعد بمثابة تجربة أخرى وهي ليست جديدة فى التعامل مع الجانب الإسرائيلي، لتعرية مواقف اسرائيل الرافضة للسلام، وهذا يذكرنا بما قاله عمرو موسى امين عام جامعة الدول العزبية الاسبق في ٢٠٠٨ لدولة اسرائيل "اسمع كلامك استغرب اشوف افعالك استعجب" وهي تجربة لاعادة قراءة نفس أساليب الوفود الإسرائيلية المتعمدة لاضاعة المضمون واللباب بحثاً فى قضايا قشور وفرعية، وهذا وصف سابق لمصادر الأمم المتحدة في السياسة العبثية الاسرائيلية كالمطالبة بوضع كاميراات حساسة، وابواب الكترونية وتارة اغلاق باب كذا والسماح لمن هم دون عمر كذا ومنع من هم بعمر كذا ؟ والمطالبة بوقف العنف الفلسطيني ضد قوات الشرطة الإسرائيلية، وكلها مطالب سخيفة وساقطة وتافهة !

وازاء تلك القراءات، لم يعد من الصعب على المهتم بالشؤون السياسية على الأقل في هذه اللحظة الحساسة ان يتنبأ او يعرف تفاصيل اللعبة الاسرائيلية القادمة كنتائج الطريق الى ايران، وأقول إنني شخصياً ومن خلال قراءة التقارير الصحفية من هنا وهناك، وهذا مجرد حدس يقوم على التجربة فى متابعة التطورات ومتابعة وكالات الأنباء، فإن خوف دولة اسرائيل من طريق الاردن الى طهران جعلها تفكر بطريقة جدية وعكسية لوضع خيارات تعيد بها الاردن عن التحالف مع ايران، ومن خيارات اللعبة الجديدة الاسرائيلية المطروحة الآن هى على النحو التالي:-

١- تنسحب إسرائيل بشروط اوسلو من اراضي ٦٧ .

٢- اعادة تسليم الاراضي المحتلة الى الاردن ضمن شروط اوسلو بحجة انها احتلتها من الاردن .

٣- تعود القوات الإسرائيلية بشروط إلى الوراء الى خط الرابع من حزيران وهو خط الهدنة او الخط الاخضر .

٤- تظل القوات الاردنية بشروط على شريط الرابع من حزيران من جانب حدود دولة اسرائيل .

٥- رفض حل الدولتين بتاتاً، وحسب طرح اسرائيل فالجغرافيا السياسية للمنطقة لا تسمح بقيام دولتين .

٦- تشجيع قيام صورة مشتركة سواء (الفدرالية او الكونفدرالية ) تجمع الادارة الاردنية والفلسطينية تحت الحكم الهاشمي .

٧- مجلس نواب مشترك مركزي في عمان وتمثيل محافظات فلسطين كما كان قبل ٦٧ .

٨- اعادة احياء فكرة المملكة المتحدة ( الاردن وفلسطين).
٩- منطقة ٦٧ منزوعة السلاح:- سحب الأسلحة الهجومية، سحب القوات المدرعة والمدفعية الثقيلة وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات.

١٠- رفض وجود اي قوات تابعة للأمم المتحدة فى تلك المنطقة العازلة بين القوة الإسرائيلية والقوات الاردنية المتمركزة على الشريط االحدودي.

١١- تتعهد الاردن فى حفظ الحدود من خلال اتفاق يحكم حسن الجوار بين الدولتين الاردن واسرائيل .

١٢- حل السلطة الفلسطينية، ولا مانع من الاحتفاظ بمسمى فلسطين كجغرافيا .

وبهذا يريد نتنياهو دخول التاريخ العبري من اوسع ابوابه في حل النزاع، والمحافظة على مكتسبات دولة اسرائيل والتوسع باليابسة نحو البحر كبديل لتعويض اراضي ٦٧، ثم تسجيل او تحقيق مكسباً سياسياً ليؤكد ولائه للولايات المتحدة الأمريكية، وحدها.وليس الأمم المتحدة او ااوروبا او روسيا او حتى تركيا، بل هو نتاج مباشر بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وبلسان حال هذا النهج الإسرائيلي بكل ببساطة، يحصل على السلاح، والضمانات، والسكوت عن، ودعم بناء المستوطنات وبالمقابل ظناً ووهماً وخيالاً وسراباً تكسب امريكيا حليفاً كالخاتم في يد ساسة البيت الابيض، يصيغون ويختارون ما يشاءون، حفاظاً على هيبة امريكا في العالم !

د. جعفر المعايطة
باحث وكاتب سياسي اردني
‏الاردن تاريخ وحضارة، وطن وهوية