أعداء القضية و أعداء الرئيس! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-01-15
أعداء القضية و أعداء الرئيس! - ميسون كحيل


أعداء القضية و أعداء الرئيس !

قلت سابقاً أن الرئيس حتى و لو حرر فلسطين ستبقى تلك الزمرة تقول ما يسيء للرئيس وما ينتقده في أبشع صورة، وأسجل أنني لست ضد الانتقاد بشرط أن يكون انتقاد منطقي غير محملاً بخيبة أمل عنوانها عدم الحصول على مناصب أو احتلال الكرسي الذي يظن البعض أنه مكسب! لقد عمل هؤلاء ما قبل الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمود عباس على البحث عن ما يمكن فيه تمرير انتقاداتهم للرئيس وخطابه دون الانتظار لما سيقوله! ورغم أن البعض منهم انتظر؛ فقد سيطرت على أفكارهم ليس ما قاله بل ما سيقولونه! و أحدهم قال بشكل كوميدي أن سياسة الرئيس هي التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى ما وصلت إليه من التراجع؛ لكنه ابتعد عمداً و عن سابق إصرار في توضيح ما كان على الرئيس عمله؛ لأنه لا يعرف، ولا يفهم، ولا يعلم، ولا يستوعب إلا شيئاً واحداً؛ وهو إرضاء أطراف محددة، و إثباتاً للوجود من خلال السموم التي تنبعث من لسانه !

في الحقيقة لم أجد في خطاب الرئيس ما يدينه، وما يمكن الحديث عنه كانتقاد؛ فلم يتخل عن الثوابت الفلسطينية، ولم يمنح العذر لكل مَن باع فلسطين والقدس من السفلة الذي أشار إليهم الشاعر العراقي مظفر النواب قبل عدة سنوات! و قد خاطب الرئيس المجلس المركزي في قاعة الشقيري، وتوجه نحو الشعب الفلسطيني عبر قناة فلسطين الفضائية، وقصد الشعب العربي من خلال قناة الميادين؛ وكأنه يجلس بينهم في إطار شعبي بسيط و غير رسمي وضع كافة الأوراق على الطاولة، و لم ينسى الرئيس أن يعبر نحو الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية الدول العربية الست (و كأن الست أمريكا حاضرة) و ألمح الرئيس إلى أحد الوزراء؛ إذ كيف تبجح في انتقاد الشعب الفلسطيني، و ردة فعل الشعب من قرار ترامب، و هو في الحقيقة يعلم أن دولته قد قامت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية في قرارها هذا بخصوص القدس! و بدون مجاملات؛ وضع الرئيس الحقيقة كاملة على طاولة اجتماع المجلس المركزي، و قدم توصياته واقتراحاته غير الملزمة، و وضع القرار بيد أعضاء المجلس و بدون الحديث عن التفاصيل، ليس هناك ما يمكن الحديث عنه من ممارسة مشكوك فيها لانتقاد الرئيس طالما أنه وضع النقاط على الحروف دون أن يأخذ دور عنترة؛ الدور الذي تقتبسه بعض الشخصيات المتعددة وهم في الحقيقة ليسوا أكثر من كمبارس !

إن دورنا الآن في إيجاد السبل الكفيلة والداعمة لمواجهة مؤامرة القرن، و ليس دورنا في البحث عن الحروف والكلمات التي قالها الرئيس لاستغلالها من جهة، و إرضاء أطراف أخرى من جهة أخرى، تلك الأطراف المعروفة التي تعمل من أجل مصالحها، وتستغل القضية الفلسطينية في ذلك، و الأبواب مفتوحة على مصرعيها يمكن من خلالها معرفة وتقييم الطرق الصحيحة دون استغلال أو سيطرة من أحد، وحتماً في هذه الظروف فإن أعداء القضية هم أنفسهم أعداء الرئيس !

كاتم الصوت : استياء بعض الأطراف العربية من كلمة الرئيس (هذه الأطراف باتت تعتبر الرئيس خطر عليها!)

كلام في سرك : محادثات أمريكية عربية لبحث مستقبل القيادة الفلسطينية وليس القضية الفلسطينية.