عماد العلمي القائد الصامت
تاريخ النشر : 2018-01-14
عماد العلمي القائد الصامت


عماد العلمي القائد الصامت
م. عماد عبد الحميد الفالوجي
رئيس مركز آدم لحوار الحضارات

لا يعرف قيمة ومكانة الرجال إلا من عاصرها وتعامل معها عن قرب ، وليس من رأى كمن سمع ، وليس كل من عرف الرجال كالذي جهل مكانتهم ، الأخ الفائد عماد العلمي " ابو همام " عرفته منذ سنوات الانتفاضة الكبرى عام 1987 وجمعتنا جلسات ولقاءات عمل خلال قيادتنا لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " وخاصة بعد الإفراج عنه من سجون الإحتلال وقبل إبعاده الى خارج فلسطين ، كان العقل الذي يضع الخطوط العريضة العامة ويترك لنا التفاصيل ، كان يطرح الإسئلة الجوهرية التي من خلال أجوبتها كنا نكتشف ما يريد دون الحديث صراحة ، لا يحب الشرح الطويل ولكن الدخول المباشر للقضايا المطروحة ،، كان سهلا في حديثه حاسما في موقفه ويحترم كل الآراء مع تمسكه بموقفه وقناعته ، كان يتميز بالهدوء التام فلا أذكر أني رأيته عصبي المزاج ابدا ، دائم الابتسامة لكل من لاقاه ، ابتسامته تسبق حديثه وكأنها الرسالة التي يرسلها لكل من يقابله ، يستمع بشكل جيد لكل من تحدث معه ، مستمع من الطراز الأول ، وحديثه يتميز بالهدوء ..

الأخ القائد عماد العلمي لا يهوى الظهور الإعلامي مع أنه تربع على مناصب عليا داخل الحركة تؤهله ليكون نجم الحركة ، هو من القادة الأوائل لجماعة الإخوان المسلمين ومن المؤسسين لحركة حماس ومن المقربين للشيخ أحمد ياسين ، وأحد القادة الذين تركوا بصمة كبيرة في مسيرة الحركة الإسلامية ، أدرك العدو الصهيوني مكانته وقوته وقدرته على التأثير وشعبيته داخل حركته ، ولذلك لم يكتف بإعتقاله لأنه كان أكبر من الاعتقال ، فكان القرار بإبعاده ، كنت آخر من رآه يوم إبعاده حيث كنت في اجتماع معه انتهى مساء ذلك اليوم وبعد ساعات سمعت من وسائل الإعلام خبر إبعاده ، ولكنه استمر في مشواره الجهادي من كل مكان استقر فيه ، كان عضو المكتب السياسي الأول الذي تم تشكيله بعد إبعاده ثم ممثلا لحركة حماس في طهران ثم عودته الى دمشق ،، وكان من أوائل الذين عادوا الى الوطن عندما سنحت أول فرصة لذلك دون تردد ،، ليستمر في مشوار جهاده .. واستمر في قيادة حركة حماس وتطوير فعلها على الأرض وترتيب العلاقة الوطنيه معها من خلال علاقاته المتميزة مع كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي ،،
هكذا كان القائد ابو همام يسكن قلب كل من عرفه بهدوئه وابتسامته وتواضعه وبعده عن الضجيج وحافظ على سلامة لسانه ومبادئه ومواقفه التي نعرفها ،، واليوم هو ينام هادئا مطمئنا على سريره يحاول النهوض الهاديء أو الفراق الهاديء ..
أسأل الله أن يعافيه ويجزيه عنا كل الخير