حنين الروح بقلم رند أمانة
تاريخ النشر : 2018-01-13
حنين الروح

بين ثنايا ظلامه يُخفي الكثير والكثير من المشاعر والآلام والأفراح، ويأبى أن يُظهر شيئاً مما أُودع فيه، فلا يُمكنُ أحداً من رؤية دمعة حزين سكبها في معزل عن البشر؛ ليخفيها بين أستاره، مودعاً إياه سراً ربما لم يُطلع عليه أقرب الناس إليه، كما في الوقت ذاته لا يفضح سر فرحة أراد صاحبها أن يبتسم ويعبر عنها في عزلة عن الآخرين؛ هو الليل بما فيه من أفراح وأتراح، وهو الليل بما فيه من أمل وألم؛ جعله الله-سبحانه وتعالى- سبيلاً للرقاد وراحة للجسم بعد طول عناء من عمل أو دراسة وإلى ما ذلك من مشاغل الحياة التي لا تنتهي؛ حيث قال المولى –جل وعلا- في كتابه الكريم :"وجعلنا الليل لباساً" أي للهدوء والاستكانة؛ ليبدأ الإنسان نهاره بالجد والعمل والسعي في مناكب الأرض؛ متلمساً حاجاته اليومية مستجيباً لأوامر الله في اتخاذ النهار سبيلاً للعيش؛ لكننا وللأسف غيرنا قوانين الكون ونواميسه، وقلبنا المعادلة رأساً على عقب؛ ربما بإرادتنا أحياناً، وربما خرج الأمر عن رغبتنا أحياناً أخرى، فالذكريات التي لاتجد لها سبيلاً في النهار لابد أن تأخذ حيزاً من فكرنا في الليل، والهموم التي لم تعالج في النهار لابد أنها تبحث عن حلول في الليل؛ لذلك حينما يكون من المفترض أن نسكن ونهدأ يؤرق سهادنا خليط من الذكريات والهموم التي تبحر فينا في عالم تجدنا فيه كالمجانين فتارة نضحك لتأتي تلك اللحظات التي نبكي ونبكي فيها وربما يعقب ما نمر به من الفرح والحزن حالة هي أشبه بالحيرة من غد لا نعرف ماذا يخبئ بين صفحاته لنا؛ لذلك تجد تلك الأحاسيس والمشاعر المختلطة تشاكس عيوننا المتعبة لتسير بها إلى ذكريات الماضي وآآآه وألف آآآه على ذلك الماضي، كما كنت أرجو ألا يغادرني، لا سيما وقد عشت فيه أجمل أيام حياتي وأسعد ساعاتي ولحظاتي؛ حيث كنت فيه تلك الطفلة المندفعة التي تشاهد برامج الأطفال تتألم على سالي وتحزن لأجل ريمي وتفرح عندما تعود فلونا مع أسرتها لبيتها، كنت تلك الطفلة التي لاهموم تكدر ضحكتها ولا آلام تفسد معيشتها ربما كنت احتار قليلاً لأجل دراسة العلوم أو مادة أخرى تصعب عليَّ وسرعان ما كانت تلك الهموم تزول بمضي العام الدراسي، لكني في الوقت ذاته  أجد لنفسي فتحة أمل عندما أكون متفوقة في مادة من المواد كمادة الرياضيات  التي كنت شغوفة فيها درجة الجنون، كنت تلك الطفلة التي إن سألها أحد ما عملك المستقبلي؟ أجابت بلا تردد ودون أدنى تفكير أريد أن أكون طبيبة... نعم طبيبة؛ أسعى لشفاء الناس أخفف عنهم آلامهم وهنا حينما أذكر إجابتي عن هذا السؤال بالتحديد تخنقني العبرة لأقف وأسأل نفسي لماذا كنت أختار الطب أو الصيدلة المتعلقة بالطب أيضاً؟ هل لأني كنت ملهمة بأن بلدي الحبيب سيكون جريحاً في يوم من الأيام وأكون أن من يصف له الترياق؟!، آآآآآآآه يا سوريا لطالما تنقلت بين رياضك كفراشة بين زهور الربيع هاأنا ذا أنظر للقمر ذاته الذي كنت أرقبه من شرفة غرفتي وأسأل نفسي وأسأل القمر الذي أراه يرقبني متعجباً مقارناً وياللعجب يقارن (بيني) و(بيني) فأنا لست أنا، كلام ربما لن يعقله ويدرك معاني حروفه إلا من عاش معاناتي ؛ لذلك رسالتي اصنعوا الفرح والسعادة لقادم أيامكم حتى تبستموا لأنفسكم ويبتسكم لكم قمركم.

رند أمانة

[email protected]