الكفاءة أم الواسطة بقلم:منى سامي موسى
تاريخ النشر : 2018-01-13
الكفاءة أم الواسطة بقلم:منى سامي موسى


الكفاءة أم الواسطة
منى سامي موسى
باحثه في مجال التنمية

تحتاج الدول النامية الى اعادة النظر في الهيكل الأساسي لمنظومة القيم الراسخة لديها , سواء كانت قيم ادارية, أو قيم شخصية, أو قيم جمالية, أو قيم اقتصادية..
فنرى العديد من الممارسات في حياتنا اليومية  تجعلنا نلتفت اليها ومن ضمنها السؤال الذي يتردد دائما: من الذي يغلب الكفاءة أم الواسطة؟ 
نعرف الاجابة جيدًا ولكن بكل مرة نتناسى ونقوم بالتقديم للوظائف فلعل وظيفة هذه من الوظائف تكون من نصيبنا, وندرك جيدا ما الذي يجري عند الاعلان عن الوظيفة, هكذا الحال في مجتمعنا العربي, وعلى عكس ذلك نرى في المجتمعات المتقدمة التي اصبحت تهتم بجذب الكفاءات داخل مؤسساتها وتهتم بعملية الإعلان للوظائف, وتدرك  بأهمية وجود قسم دائرة الموارد البشرية الذي يهتم باستقطاب واختيار وتعيين وتطوير وتدريب وتقييم ومكافأة الموظفين لتحقيق الأهداف التي تسعى المنظمات من أجل الوصول اليها, فيعتبر قسم الموارد البشرية بمثابة القلب النابض للإدارة الحديثة ووسيلة لاستمرارية ونجاح المنظمة.
فنرى على سبيل المثال تجربة دور مكتب الولايات المتحدة  لإدارة الافراد في عملية الاستقطاب والاختيار والتعيين, فله دور مهم وفعال لكافة الموظفين, ويتيح للموظفين بأن يعرفوا الخيارات الوظيفية المتعلقة بهم, ويوجد قسم خاص له علاقه بالباحثين عن الوظائف ومقسم الى عدة اقسام حتى يسهل عملية البحث عن الوظائف سواء كانت الوظائف خاصة بالموظفين العاديين او الحكوميين الفيدراليين, او وظائف خاصة للطلبة أو الخريجين, بجانب ذلك يعتمد المكتب على الخطط الاستراتيجية وتقوم على الاستقطاب بشكل مستمر واستراتيجي, ويصبح يقدم خدمات استقطابية بشكل احترافي, وبكفاءة عالية ونادرة, ومن هنا تبدأ اولى العلاقات مع الموظفين بشكل فعال وبسمعة طيبة, ويعطي هوية للمنظمة واسم لكل من يبحث عن وظيفة, وهذا ما يسعى له مكتب الولايات المتحدة لإدارة الأفراد.
بعد استعراض جزء من تجربة مكتب الولايات المتحدة نأمل ان تصل مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية الى بناء دائرة موارد بشرية بشكل فعال وتأخذ على عاتقها مسؤولية الاستقطاب السليم, لأن استراتيجية التوظيف هي عامل حاسم في نجاح المنظمة وفي توصيل سمعتها للعديد من المتقدمين للوظائف, وهذا يتطلب زيادة وعي الادارة العليا في المنظمة لأهمية العنصر البشري, والنظر الى الموارد البشرية باعتبارها من أهم العوامل الاستراتيجية في المنظمة, لأنها تشكل مصدرا استراتيجيا لتحقيق الميزة التنافسية, وأن تتم عملية التوظيف على أساس الجدارة, وعلى أساس دارسة الطلب والعرض في المنظمة, وتأخذ على عاتق  قسم ادارة الموارد البشرية المسئولية الاخلاقية والاجتماعية في تحقيق احتياجات الأفراد, وتحقيق الفاعلية التنظيمية والعلاقات بين الادارة والموظفين, ومساعدة الاشخاص في تحديد أهدافهم الشخصية وتحفيزهم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم  لبذل مزيدا من الجهد والعطاء والانتماء للمنظمة, بجانب تفعيل الدور الرقابي, والتقييم المستمر على أداء العاملين, للوصول الى استدامة المنظمة وتحقيق أهدافها التي تسعى الوصول اليها وتغلب في النهاية الكفاءة وليست الواسطة.