اسرائيل ليست دولة احتلال بقلم : حمدي فراج
تاريخ النشر : 2018-01-12
اسرائيل ليست دولة احتلال بقلم : حمدي فراج


اسرائيل ليست دولة احتلال 12-1-2018
بقلم : حمدي فراج
سنة وراء سنة ، تثبت الاحداث الجسام المتعلقة بفلسطين ، الخطأ التاريخي الشائع ، من ان اسرائيل دولة احتلال ، انطلت المسألة علينا وعلى قيادتنا التاريخية والجغرافية والفكرية والدينية وكافة مقوماتنا ذات الارث التجهيلي التضليلي الوسطي ، والذي وصل بقائد حماس السابق ان يقول "نريد العنب ام مقاتلة الناطور" والحقيقة التي تلامسنا اليوم ، قبل ان نلامسها ، بشكل صادم ، من اعتماد القدس كلها عاصمة لها بموافقة عربية عريضة ، تثبت هذا الخطأ ، وتجعلنا نقف أمامه كالبلهاء مشدوهين عاجزين حتى عن "نش الذباب" عن عيوننا وانوفنا .
عندما قررت الامم المتحدة الموافقة على انشاء دولة اسرائيل قبل سبعين سنة ، هل كانت هذه الدولة دولة احتلال ؟ طبعا لم يكن احد من العرب او الفلسطينيين يطلق عليها هذا اللقب "احتلال" ، حتى احتلت بعد اقل من عشرين سنة الضفة والقطاع وسيناء والجولان .
بالنسبة لها ، هي دولة مستقلة عضو في الامم المتحدة ، احتفلت وما زالت بعيد استقلالها الواقع في الخامس عشر من شهر ايار كل عام والذي يصادف نكبة الشعب الفلسطيني ، ومنذ ان احتلت بقية فلسطين ضمت القدس اليها واعتمدتها العاصمة الموحدة والابدية ، وبعد اربع عشرة سنة ضمت الجولان ، ورغم انها انسحبت من سيناء ، الا انها لم تتنازل عنها ، وها هي اليوم فيما يسمى بصفقة القرن ، تريد توطين الفلسطينيين شمالها .
اسرائيل ليست دولة احتلال ، بل دولة احلال ، تم زرعها في المنطقة العربية لكي تقتلع الشعب الفلسطيني من ارضه وتحل محله ، والا ما معنى كل هذه المستوطنات التي اقامتها في الضفة الغربية او ما يسمى بالاراضي المحتلة والتي عدتها جميع قرارات الامم المتحدة على انها حجر عثرة في طريق السلام . ما معنى انها بعد ربع قرن مما سمي بمفاوضات السلام لم تتنازل فعليا او رسميا عن شبر واحد من هذه الاراضي ، فقط حكم ذاتي محدود ، قال عنه احد الكتاب الاسرائيليين انه يمنح الفلسطينيين ان يمشوا على الارض نصف متر فوقها ، بمعنى لا ارض ولا سماء ولا مياه ، والسلطة الفلسطينية التي اقحم ياسر عرفات كلمة "وطنية" في مكون تسميتها ، هي فعليا بدون سلطة كما وصفها رئيسها الحالي محمود عباس غير ذي مرة ، وقال انه حين يذهب الى الخليل يذهب بتصريح ، فما بالكم حين يتم عقد مجلس قيادي بحجم المجلس المركزي في رام الله . وما معنى بعد ذلك ان تطلب هذه الدولة "المحتلة" من هذه السلطة العاجزة ان تعترف بيهوديتها ، أليس من أجل الاقرار غير المباشر انها دولة يهودا والسامرة وداوود وشاؤول والهيكل وانها ، الدولة ، تعيد وصل ما انقطع وربط الحاضر بالماضي والاحتفال بالاستقلال 5778 ، وهي السنة العبرية الحالية ، التي اعتدنا بعد السلام المزعوم ان نهنؤهم بعبارة "شنة توفا" .