تسلمت الراية بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2018-01-12
تسلمت الراية بقلم:خالد صادق


تسلمت الراية
كتب رئيس التحرير خالد صادق
انطلقت رصاصات العز والفخر والإباء من نابلس جبل النار, لتعلن ان المقاومة الفلسطينية باقية ما بقي الاحتلال, ماضية ما استوطن الاحتلال أرضنا, مستمرة ما دام الدم الفلسطيني مستباحاً, جاءت عملية نابلس البطولية لتخلط الأوراق لدى الاحتلال الصهيوني, وتثبت ان كل رهاناته وإجراءاته الأمنية وحصاره للمدن وملاحقته للمجاهدين, وتنسيقه أمنيا مع السلطة, واستخدامه لسياسة القبضة الحديدية, وإقراره مؤخرا بالقراءة التمهيدية لقانون إعدام الفلسطينيين الذين يقتلون صهاينة, كلها انهارت وتهاوت أمام رصاصة ثائر فلسطيني اشتبك مع مستوطنين من مسافة صفر فقتل احدهما وهو الحاخام رزيئيل شيبح (35 عاما) وهو من أوائل الشخصيات التي عملت على تأسيس ما يسمى ببؤرة «جفعات جلعاد» وأصيب مستوطن أخر بجراح حرجة, مما جعل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يقول اثر انسحاب المجاهدين المنفذين للعملية بسلام «إن قوات الجيش ستفعل كل ما باستطاعتها لاعتقال منفذ عملية إطلاق النار قرب نابلس، وتقديمه للمحكمة», في محاولة منه لامتصاص الغضب الإسرائيلي العام من أداء الحكومة الصهيونية والفشل المتلاحق لوقف العمليات الفدائية في الضفة والأراضي الفلسطينية.

أبرز ردود الأفعال جاءت من وزير الحرب الصهيوني «أفيغدور ليبرمان»، الذي قال في تغريده له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لقد أوعزت لقوات الجيش بأن تضرب بيد من حديد, وكأن الجيش النازي الصهيوني يستخدم يدا ناعمة ضد الفلسطينيين. ولا يضرب بيد من حديد رغم ان لديه أوامر عليا بالقتل لمجرد الشبهة, ويده مطلقة تماما لاستهداف الفلسطينيين, وقتل الفلسطيني أسهل ما يمكن ان يمارسه الجندي الصهيوني أو المستوطن وربما يجازى عليه بترقية رتبته, وتحفيزه وتكريمه من قادته المجرمين, ولم يتوقف الهذيان الصهيوني عند هذا الحد, بل خرج علينا مجرم وإرهابي آخر وهو ما يسمى بوزير الزراعة الصهيوني «اوري ارئيل» ليقول إن على الحكومة الإيفاء بتعهداتها اليوم وتوفير الأمن الحقيقي لسكان مستوطنات الضفة، مشيرا إلى انه في كل يوم يثبت أهمية تعزيز الأمن, مضيفا «إسرائيل يجب أن تتخذ خطوات رادعة ضد المنفذين للعملية وعائلاتهم وطردهم من هذه المناطق لخلق أداة رادعة لمنع تكرار مثل هذه العمليات», وهل أبقت حكومتك النازية أي وسيلة لوقف العمليات الفدائية أيها الإرهابي المعتوه, لقد جربت كل الطرق والوسائل القمعية, لكنها فشلت أمام إرادة الفلسطينيين, وهل تعتقد انك تكسر إرادة شعبنا بتجبرك على عوائلهم؟ كلا إنها وسيلة تدل على ضعفكم وعجزكم وعدم قدرتكم على مواجهة الفدائيين الإبطال ووقف عملياتهم البطولية .

لقد بدأت نابلس باكورة العمليات الفدائية, ولن تكون هذه آخر العمليات كما عودتنا مقاومتنا الباسلة, فالقادم أعظم إن شاء الله, وأهلنا وشعبنا في الضفة والقدس المحتلة قادرون على تسلم المبادرة وتنفيذ سلسلة من العمليات الفدائية ضد الاحتلال الصهيوني, وخاصة ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد القائد الكبير يحيى عياش ابن قرية رامات والذي أرعب الصهاينة بعملياته البطولية, وذكرى محمود طوالبة ابن مخيم جنين صاحب أسطورة المواجهة وحده لجيش بأكمله, الضفة التي قادت كبرى العمليات الاستشهادية والبطولية قادرة على إيلام الاحتلال, واختراق نظريته الأمنية, وإشعال الأرض نارا تحت إقدام بني صهيون, والمسألة تحتاج إلى خطوات من السلطة الفلسطينية, كوقف التنسيق الأمني, والتحلل من قيود التسوية, وإطلاق سراح المجاهدين في سجونها, والسماح للشارع الفلسطيني بالتعبير عن إرادته, وحماية المقاومين من عمليات الملاحقة لهم من جيش الاحتلال داخل المدن والمخيمات الخاضعة للسلطة الفلسطينية, خاصة بعد ان أيقنت السلطة خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية, وفشل ما تسمى بمسيرة التسوية, والسيطرة على القدس وضم المستوطنات للكيان الصهيوني, والتهويد والتهجير واستشراء العنصرية وسن القوانين الجائرة التي تنتقص من حقوق الفلسطينيين, وسيادة قانون الغاب الذي لا يحترم فيه القوي الضعيف.

هنيئا لنابلس جبل النار هذا العرس الجهادي الكبير, هنيئا لها وهى محاصرة بالدبابات والجيبات العسكرية ومئات الجنود المدججين بشتى أنواع السلاح, هنيئا لها وهى تفتش شبرا شبرا بحثا عن أبطالها الميامين, هنيئا لها وهى تسطر ملحمة بطولية جديدة لتثبت أنها مفجرة الثورات, وباعثة الثارات للرد على جرائم المحتلين القتلة, هنيئا لها وهى تصفع من جديد وجه بني صهيون وتلقنهم الدرس تلو الدرس في معنى التضحية والفداء, ستبقى نابلس دائما جبل النار المشتعل في وجه اليهود, وستبقى شوكة في خاصرة الاحتلال كما الخليل والقدس وقلقيلية وجنين وطولكرم وغيرها فنابلس بدأت باكورة العمليات البطولية وبقية المدن الفلسطينية تسلمت الراية لتستأنف المسير, وإن غدا لناظره قريب.