تحالف العرب ضد ايران التاريخ يعيد نفسه والنتيجة اسوأ بقلم سمير سليمان ابو زيد
تاريخ النشر : 2018-01-11
تحالف العرب ضد ايران  التاريخ يعيد نفسه  والنتيجة  اسوأ  بقلم سمير سليمان ابو زيد


تحالف العرب ضد ايران
التاريخ يعيد نفسه والنتيجة واحدة
بقلم سمير سليمان ابو زيد
لو قرأنا التاريخ العربي منذ مطلع القرن العشرين وراجعنا المؤامرات التي حيكت ضد الامة العربية خلال فترة الحرب العالمية الاولى والتي امتدت من عام 1914 وحتى عام 1918لوجدنا انه تخللها ما يلي :
اولا :
اتفاقية سايكس بيكو
في الوقت الذي تحالف العرب فيه للقتال الى جانب بريطانيا ضد الخلافة العثمانية اثناء الحرب العالمية الاولى كانت كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية في نفس فترة قتال العرب الى جانبهم ضد المسلمين الاتراك يتواصلون فيما بينهم بشأن اقتسام منطقة الهلال الخصيب والعرب يثورون على الاتراك لرغبتهم التخلص من الاحتلال التركي
بدات الاتصالات بشأن هذه الاتفاقية بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى بسنة يعني سنة 1915 بين كل من مارك سايكس وزير خارجية بريطانيا وبين فرانسوا جورج بيكووزير خارجية فرنسا ومع الجانب الروسي ايضا وقد اتفقت الاطراف الثلاثة على ما يلي
تأخذ فرنسا كل من سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق بينما تاخذ بريطانيا ميناء حيفا على ان تسمح لفرنسا باستخدام الاسكندرية بدلا منه بالاضافة الى العراق ومنطقة الخليج وتبقى فلسطين تحت الوصاية الدولية .
وعندما انتصرت الثورة البلشفيه على الحكم القيصري اذاعت هذه الاتفاقية السرية وكشفت المؤامرة على العرب وكان السير هنري مكماهون ممثل بريطانيا في مصر قد وعد الشريف حسين بان بريطانيا بعد ان تنتصر على تركيا ستمنح العرب الاستقلال وتعين الشريف حسين ملكا وقد تم ذلك من خلال مراسلات الحسين مكماهون وعلى الرغم من كشف بنود الاتفاقية الا ان العرب ظلوا يقاتلون الى جانب بريطانيا حتى انتهت الحرب طبعا ادارت بريطانيا ظهرها للشريف حسين واكملت مؤامرتها مع فرنسا وقامت بتقسيم العالم العربي الى امارات ومشيخات بالاضافة الى زرع دولة اسرائيل
ثانيا
وعد بلفور
هذا الوعد الذي صدر في 2/تشرين الثاني 1917 بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين وكان هذا هو الهدية التي قدمتها بريطانيا العظمى للعرب كمكافأة لهم لثورتهم على تركيا ومحاربتهم الى جانب بريطانيا . بما عرف بالثورة العربية الكبرى.
طبعا ادارت بريطانيا ظهرها للشريف حسين واكملت مؤامرتها مع فرنسا وقامت بتقسيم العالم العربي الى امارات ومشيخات بالاضافة الى زرع دولة اسرائيل في قلب الوطن العربي .
بعد انتهاء الحرب وانتصار الحلفاء على الدولة العثمانيا اجتمع الحلفاء لتقسيم الغنائم .
مؤتمر سان ريمو 1920
اجتمع الحلفاء في سانريمو الايطالية لتوثيق اتفاقيات سايكس بيكو وتقسيم مناطق النفوذ بحيث تكون فلسطين والاردن وبريطانيا تحت الانتداب البريطاني وسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي مع التشديد على الالتزام بتنفيذ وعد بلفورواقامة دولة اسرائيل .
اصبحت اسرائيل ظاهريا عدوة لبعض الدول العربية لكنها اليوم اصبحت صديقا تقليديا وان لم يعلن ذلك رسميا اليوم فسيعلن ان آجلا او عاجلا لان الغرب وللاسف هو الذي يكشف لنا توطؤ العرب مع اسرائيل ولنا في صحيفة نيويورك تايمز والنقيب اشرف الخولي اكبر مثال على ذلك .
المملكة العربية السسعودية تريد حشد كل العرب لمحاربة ايران و بنفس الوقت اسرائيل تطالب الولايات المتحدة بالضغط على ايران والضغط على عملائها في المنطقة للسير في نفس الاتجاه فعدو عدوي هو صديقي ولا نعرف ما هي الاتفاقات السرية الموقعة ما بين الولايات المتحدة واطراف اخرى في المنطقة سنكتشفها بعد تطبيقها ودلق دلو ماء بارد على قفى كل من تواطأ مع عدوه ضد امته وشعبه
فها هي دول عربية فاعلة ( طبعا هي ليست فاعلة على مستوى العالم حاشا وانما فاعلة في العالم العربي وعلى شعوبها المقهورة ) تقوم بدور الوسيط لاقناع الفلسطينيين ومن يساندهم هذا اذا كان هناك من يساندهم بالموافقة على صفقة القرن والتنازل عن القدس وعن المسجد الاقصى والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل والا والا لن تقطع امريكا المساعدات عنكم وحدها وانما المساعدات التي نقدمها نحن ايضا طبعا تقديم المساعدات لا يتم الا بتقنين وتقتير حسب ما ترتأيه الادارة الامريكية والا فماذا يعني ان دولة تستطيع تقديم نصف ترليون دولار لشخص واحد ولا تستطيع تقديم 10% من هذا المبلغ لكل الشعوب العربية المقهورة بما فيها القدس . وكيف يستطيع شخص ان يشترى يخت بمثل هذا المبلغ او صورة ولا يقدم لشعب القدس شيئا.
ينطبق هذا الشيء تماما على تحالف ما يسمى بمحاربة الارهاب وعموده الرئيس داعش هذا التنظيم الذي ليس له وجود مطلقا في أي مكان وانما هي قوات تحركها امريكا كبعبع لتخويف الانظمة وتجنيدها لخدمة امريكا ومصالحها واستمرار انهيار الانظمة وقتل الشعوب العربية واستعبادها ونهب ثرواتها ووضع سيف مسلط على حكامها خوفا على عروشهم .
طبعا لن تكون النتيجة افضل من النتيجة التي حلت بالعالم العربي عقب الحرب العالمية الاولى عندما وضع العرب انفسهم في خدمة بريطانيا بل ستكون اسوأ لان الوطن العربي الان لا يرضخ تحت الحكم العثماني حتى يقوم العرب بنسف خط القطار ما بين طهران ومشهد مثلا او قتل ضابط ايراني من اجل السيطرة على حذائه او معطفه فهيهات هيهات ان يستطيع العرب عمل شيء ضد ايران وانما سيحل بالعالم العربي اسوأ مما حل به سابقا وسيقسم الى ولايات صغيرة وامارات مذهبية لن يكون لها حتى اعتراف من أي دولة .
وسعيد التاريخ نفسه مرتين مرة عقب الحرب العالمية الاولى والثانية عقب عاصفة الصحراء عندما تحالف العرب وفي مقدمتهم مصر وسوريا ودول الخليج ضد العراق بحجة ان العراق سيبلع دول الخليج انظروا كيف اعترف كولن باول وكوندليزا رايز انهما كانا يكذبان على العالم وقد امتصت امريكا خيرات هذه الدول وبترولها واحتلتها وزرعت فيها قواعد عسكرية وصارت تنصب الحكام ووليي العهد وتخلع هذا وتنصب ذاك والطريف ان مصروفات القوات الامريكية كانت على حساب دول الخليج ولا ننس انهم حسبوا سعر الخسة بسبعة عشر دولار فكيف بسعر الصاروخ او القنبلة . يا عيب العيب .