المثقف ضمير الشعب أم ضمير السلطة !بقلم:د.عمر عطية
تاريخ النشر : 2018-01-11
المثقف ضمير الشعب أم ضمير السلطة !بقلم:د.عمر عطية


المثقف ضمير الشعب أم ضمير السلطة !

د.عمر عطية
في كتابه " المثقف والسلطة " يُعَرِف إدوارد سعيد المثقف على أنه " ذلك الشخص الذي يمثل صوت من لا صوت لهم ، ويجسد قيمهم ويتمسك بها من دون مساومة أو تفريط ".
وهكذا وحسب إدوارد سعيد فإنه حري بالمثقف أن يظل بعيدا عن السلطة بكافة أشكالها حتى لا تقيد تفكيره أو توجه أفكاره وفق مصالحها ورغباتها .
لو كنت لأختصر ما قاله إدوارد سعيد عن المثقف لقلت : " هو ضمير الشعب " .
اليوم ، ومع كثرة الفضائيات و تسارع الأحداث السياسية في المنطقة والعالم ، أصبح للبرامج السياسية النصيب الأكبر من المشاهدة وأصبحت الفضائيات تتسابق لاستضافة " محللين سياسيين " ، وهنا يعتقد البعض أن الجودة تأثرت بالكثرة ، وأصبحنا نرى نماذج لشخصيات ليست لها علاقة بالمواضيع التي استضيفوا من أجلها ! .
محلل سياسي ، مفكر سياسي ، خبير في شؤون المنطقة ، كلها ألقاب نراها ونسمعها كل يوم ! ، ونتساءل : هل من شح في مختصين أم هو انتقاء مقصود ؟ ! .
الظاهر أن استضافة ما نعتقد أنهم " جهلة " هو فعل مقصود ، إذا يتم استضافة الشخص الذي يقول ما تريد تلك القناة وما يخدم توجهها ! ، وهنا نتساءل مرة أخرى : هل وصل الأمر بالمثقف أن يبيع صوته بعد باع البعض قلمه ؟ ! ، ويبقى الاحترام لأولئك الذين احترموا أنفسهم ولم يميلوا " حيث الرياح تميل " ! .
بعض المثقفين انتهجوا مبدأ " النأي بالنفس " أي الابتعاد عن الأضواء نهائيا معتقدين أنهم بذلك " احترموا أنفسهم " ، وهنا نقول : أن هذه سلبية مرفوضه لأننا لا نريد المثقف أن يتحول لشيطان أخرس ! .
أما الحكومات والسلطات فعليها الاستفادة من الكفاءات " النظيفة " و الاستغناء عن المنافقين الذين لا يقدمون النصيحة التي تصب في مصلحة الوطن وإنما في مصالحهم الشخصية.
إذا كنا نعتقد بأن المثقف هو " ضمير الشعب " ، فمن واجب السلطة (أي سلطة ) أن تحافظ على شيء من الوفاء لا العداء لمثقفها حتى لو ابتعد عنها أو انتقدها ! .
أخيرا أقول : ليتنا نصل لمرحلة نجد فيها المثقف وقد جمع الحسنيين فأصبح ضمير الشعب والسلطة معا وهذا يتحقق عندما تكون السلطة هي سلطة الشعب وليس الشعب هو " شعب السلطة " ! .