على متن العنود (6) بقلم سمير سليمان ابو زيد
تاريخ النشر : 2018-01-10
على متن العنود (6) بقلم سمير سليمان ابو زيد


على متن العنود ( 6 )
قصة قصيرة بقلم سمير سليمان ابو زيد
الجزء السادس
بعد ان اخذنا قسطا من الراحة تحت الظلال الوارفــــــة في غابات الجبــــــــل الاخضر وقمنا بغلي الشاي على اعواد يابسة قمنا بقشقشتها مـــــــن بين الاشجار الكثيفة واشعلنا النار ما بيـــن صفين من الحجارة التي شكــــلت موقدا يصلح لعمل الشاهي كما يسميه اخواننا الليبيون بالاضافة الى الطــــــــهي او الشوي انطلقــــــــنا باتجاه مدينة البيضاء في تلك السفوح والتي تعتبـــــــر ثاني اكبر المــــــــدن في منطقة الجبـــــــل الاخضر بعد بنغازي ورابع اكبر المدن الليبية وكان المـــلك الراحــــــــل محمـــــــــد ادريس السنوسي يـــــــعدها لتكون عاصمة للمـــــلكة الليبية , لم تكن الحرارة مرتفعة في تلك المنطقة فمن فوائد الغــــــابات تلطيف الجو وتخفيض درجة الحرارة صيفا وطرد ثاني اكسيد الكربون من الجو والحفاظ على البيئة الحيوانية والطيور البرية كما انها تعطي جمالا ومنظرا خــــــــــلابا يستمتع به بني الانسان . علاوة على ذلك فهي تعتبر مصدرا للثروات الطبيعية مثل الاخشاب والصمغ وبعض الادوية المستخرجة من لحاء الاشجار .ولاوراقها العديد من الاستعمالات .
بعد مغادرتنا البيضاء بحوالي مائـــــــة كيلومتر تقريبا مررنا بمدينــــــــة المرج باتجاه بنغازي وفي كل هذه المدن كانت هناك ظاهرتان ملفتتان للانتباه اولهما انك تشاهد عند كـــل تقاطع طرق في أي مدينة او حتى بــــــــلدة صغيرة الجسور الضخمـــــــــــــة رغم صغر بعض البلدات وقلة عـدد السكان والسيارات بينما كانت فوضى السير وازدحــــــام السيارات والمواطنين السمـــــــــــــة البارزة في المدن المصرية وعلى الخصوص القاهرة اما الظاهرة الثانية فهي ان مياه الشرب في كل معظم هذه المدن لهــــا طعم الملوحة الظاهرة حتى عندمـــا تحتسي كاسا من الشاي في أي مقــــهى فانك تشعر بطــــعم الملوحة , ذكرنـــي ذلك بصديقي ابن عبسان الكبيرة الذي كانت اسنـــانه صفراء ولما سالتــــه عن ذلك اجاب ان ذلك بسبب المياه .
اما هذه الايام فان الشعب الليبــي ينعم بالميـــــاه العذبة التي تصل الى كل المــــدن الليبية فلو لم يكن للعقيد معمر القذافي أي حسنات الا حسنة توفير مياه الشرب لعبه فان هذه تكفر عنه كل سيئاته فخير الصدقات سقي الماء . 
قام العقيد معمــــر القذافي رحمه الله بانقاذ الشعب الليبي من كــــــارثة عطش محققة فشتان ما بين من يروي شعـــــــــبه بالماء العذب ومن يقوم بتعطيش شعبه 
فلقد قام رحمه الله بانجاز اضخــــــــــم مشروح لجر المياه في التاريخ وهو النهر الكبير الصناعي الذي نقل فيه المياه مــن واحة الكفرة وما حـــــولها بانبيب عملاقة قطرها يتـــــجاوز الاربعة امتار وكانت اول المدن التي ثارت ضـــــــــد ه هي اول المـــدن التي شربت الميـــاه العذبة من النهر الصنــــاعي فقد ثـــــاروا على القذافي الذي يعتبر من افضل الزعمــــــــــاء الذين خدموا شعبهم ومنذ رحيله لم تنعم ليبيا بالهدوء ولا بالاستقرار ولا بالرفاهيــــــــة التي كان يوفرها القذافي رحمه الله .
بعد ان غادرنا بنغازي باتجاه اجدابيا ارخى الليل سدوله ودب النعاس فينا وتعب المسير فقررنا التوقف داخل مــــــدينة اجدابيا وفي وسط الشارع الرئيس وعلى جانبي الطـــــــريق شاهدنا الاف المواطني يتجمهرون فسالنا عن السبب فقيل لنا انــــه الاخ العقيد يجتمع بالمواطنين ويسال عن طلباتهم ومعه اعضاء مجلس قيادة الثورة والوزراء . 
قررنا ان نشاهد هذا المهرجان فنزلنا من السيارة واقتربنا قدر الامكان من المنصة التي يقف عليها ( الاخ العقيد ) كما يقول اخواننا الليبيون فقد كانت هناك اسئله كثيرة من قبل المواطنين يجيب عليها العقيد بكل اريحية وبكل ثبات الا ان الشيء الذي لن انساه ذلك الموقف عندما وقف احد المواطنين قائلا للقذافي يا اخ العقيد لقد حضرت قبل سنتين ووضعت حجر الاساس لمستشفى الشهيد محمد المغيريف وما زال المستشفى لم ير النور بعد فقال القذافي فورا هذه مسؤولية وزير الصحة وين وزير الصحة وقف .
وقف وزير الصحة وراح يحمل المسؤولية للمقاول , هذا الموقف لن يتكرر مع أي زعيم عربي ليواجه مواطنا يحرجه بالاسئلة بسبب تقصير الحكومة الذي هو ديدن الحكومات العربية .....يتبع