و قد أعذر من أنذر !؟ - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-12-30
و قد أعذر من أنذر !؟ - ميسون كحيل


وقد أعذر من أنذر !؟

أصدرت الشبيبة الفتحاوية بيان لها أعلنت فيه عن منع إقامة أية احتفالات بمناسبة رأس السنة والعام الجديد في المطاعم والفنادق والمناطق السياحية، وذلك احتراماً لتضحيات شعبنا الفلسطيني وشهدائه، وحذرت فيه كافة الأطراف المذكورة من إقامة مثل هذه الحفلات؛ وختمت بيانها بتحذير واضح (تهديد) بعبارة (وقد أعذر من أنذر)! وما يلفت النظر أن هذه الإجراءات تظهر بشكل دائم ومستمر في كل عام تقريباً، وإن اختلفت الجهات التي تعلن عن هذا الإجراء! وأول اعتراضاتي على هذا الإجراء هو الأسلوب الذي يحمل معه الوعيد والتهديد وبتجاوز واضح صريح للقانون، إذ ليس من المنطق استخدام هذه العبارات مثل (وقد أعذر من أنذر)! وثاني اعتراضاتي هو كيف تسمح الجهات القانونية بمثل هذه البيانات مذيلة بتهديد مباشر !؟ ومن جهة أخرى؛ فلا يجب المزايدة على وطنية أحد، فالشعب الفلسطيني كله لا يحتاج إلى شهادة من أحد وهو الذي يقدم التضحيات والشهداء على مدار السنة، ولا يخصص هذه التضحيات في فترة محددة من العام كرأس السنة مثلاً أو أي من الأعياد والمناسبات، وإذا كان الأمر يتعلق بالحفلات أو السهرات أو الأعراس والمباريات والمهرجانات فإن التوقيت يجب أن يشمل كل هذه الابتهاجات وفي كل الأوقات دون تمييز بين احتفال وآخر ومكان وآخر وزمان وآخر!

لا أقول هذا تنقيصاَ من قدر التضحيات والظروف الاستثنائية التي تمر على القضية الفلسطينية، ولا تبخيساَ من قيمة ما يقدمه أبناء شعبنا الفلسطيني من شهداء وجرحى وأسرى؛ إنما تذكيراَ بأن هذا قدرنا وحالنا وظروفنا في العطاء والتضحية في كل الأوقات والظروف التي لا ترتبط بالمناسبات والتوقيتات! إذ علينا الاستمرار في الحياة الطبيعية النضالية الوطنية دون تصنيفات زمانية أو مكانية لأن حياتنا الوطنية مستمرة ودائمة إلى أن يحقق لنا الله ما نتمناه من حقوق وحرية وخلاص من الاحتلال، فكل يوم من السنة يسقط لنا شهيد أو جريح وفي كل ساعة تزداد المعتقلات الإسرائيلية بأسير جديد ما يؤكد أن العملية الكفاحية الطويلة غير مقتصرة على فئة معينة أو وقت معين!

إن إقامة هكذا حفلات في الشوارع والساحات قد يكون أمر يمكن التحفظ عليه؛ ولكن إن تمت في أماكن محددة مثل الفنادق أو المطاعم والأماكن السياحية فلا يجوز المنع؛ إذ أن هذه الأماكن مخصصة لهكذا حفلات وتعتمد على دخلها منها، وفي تحسين وضعها الاقتصادي، كما لا يجوز أن نجبر الناس أن تلزم بيوتها بينما كل العالم غرباً وشرقاً يحتفل ليلة دخول السنة الجديدة احتراماً لأسر الشهداء! لأن احترام أسر الشهداء وتقديرنا للشهداء محفور في قلوب كل الفلسطينيين على مدار السنة، أما حياتنا فيجب أن تأخذ طابعها المعتاد من التماشي مع كل الظروف؛ فالحياة النضالية مستمرة لا تنقطع أبداً؛ وإذا لم يعجبكم هذا الكلام فعلى الأقل أصدروا بياناتكم دون (وقد أعذر من أنذر)!

كاتم الصوت: الألاف سوف يتوجهون إلى أماكن ومطاعم وفنادق أخرى خارج حدودنا للاحتفال برأس السنة! ماذا استفدنا إذن من هذا القرار؟

كلام في سرك : مطاعم وفنادق رام الله وغيرها من المدن الفلسطينية كانت تستقبل العديد من شعبنا الفلسطيني في الداخل! في احتفالات رأس السنة مما كان يحسن من وضع اقتصادي لهذه المطاعم والفنادق. سيتم العكس!

ملاحظة: إذا اعتمد القرار وللإنصاف يجب أن يشمل كل مناحي الحياة الترفيهية وغيرها من الأعراس والتجمعات في المقاهي لمشاهدة المباريات!