علا الفارس بنت الفوارس - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-12-24
علا الفارس بنت الفوارس - ميسون كحيل


علا الفارس بنت الفوارس

لا تهمني بالمطلق البحث عن منبت وأصل الإعلامية المتميزة علا الفارس؛ ولا أبحث إن كانت فلسطينية الأصل أو أردنية فالاثنتان في واحد؛ رضى البعض أو رفض!  وعلا  الفارس أيضاً لا تهتم بذلك، وأكثر اهتماماتها كإعلامية عربية أن تعبر عن الحق و تنطق به، وتكسب ود المستمع والمشاهد والقارئ. خفيفة ظل لكنها حادة في الحق كالسيف، شامخة كاسمها صامدة كأصولها من الفوارس. فرغم كل ما تعرضت وتتعرض له بقيت في العلا كما هي بنت فوارس، لا تهزها الرياح المسمومة التي ظهرت مستهدفة كل قول جميل. فما الذي فعلته أو قالته علا الفارس حتى تظهر لنا حقيقة المشاعر ممن فقدوا مشاعر الولاء والانتماء للعروبة وللقدس! والعبارة التي قالتها عبر تغريدة لها هزت عروش وأعراش، وأخرجت السموم المتكدسة في بطحات عدة على رؤوس كل مَن رأى أن العبارة تقصده!

كتبت علا الفارس في تغريدتها " ترامب لم يختر توقيت إعلان القدس عاصمة لإسرائيل عبثاً فبعد زيارته لنا تأكد أن العرب سيدينون الاعتراف الليلة و سيغنون غدا " ففسرها المنكمشون في الأرض على ذاتهم متهمين علا الفارس أنها تقصدهم؛ وفي الحقيقة لا أدري إن كانت حقاً تقصدهم أم لا ؟ أما المنكمشون فرأوا في العبارة فرصة لتكملة خواطرهم المسمومة، وعبثهم السياسي في تغيير بوصلة الأعداء! رغم أن تغريدتها لم تكن بعيدة عن منطقية الأحداث والواقع الذي نعيشه؛ إذ يكفي أن نلمس ونشعر بمدى الإهمال الكامل، والتجاهل المقصود لما يحدث من تطورات سياسية خطيرة تستهدف القدس والقضية الفلسطينية برمتها! أما زيارة ترامب لنا فأنا ( أرى) إن كانت علا الفارس (لا ترى) أن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل مرتبط كلياً بهذه الزيارة وغيرها من الزيارات الأخرى؛ فقد سبق أن نوهت بمقالات سابقة بأن هذا الإعلان ما كان له أن يخرج ما لم يتم التنسيق بين الإدارة الأمريكية و شخصيات و دول عربية !

علا الفارس نموذج صحيح وقوي للفتاة العربية بتركيبة وطنية، و رحابة فكر؛ وهذا كثيراً ما يزعج المنكمشون الذين يبدعون في توزيع التهم، والمطالبة بإجراء تحقيقات لعبارة قالتها إعلامية متميزة؛ وفي الوقت ذاته لا يتحدثون عن القدس، وإن تحدثوا يكون حديثاً مارقاً خجولاً لا معنى له سوى للاستهلاك المحلي . فهنيئاً لأمة فيها فتيات مثل علا الفارس، وهي الغيورة على مصالح أمتها العربية، والمؤمنة بأن القدس هي عاصمة العرب والمسلمون جميعاً، وعاصمة المسيحيون في الأرض ممن آمنوا برسالة سيدنا عيسى عليه السلام ولا شأن لهم بفئة من المسيحيين المتصهينين. وأخيراً وليس أخر لا يهمنا إن بقيت أو غادرت علا الفارس القناة التي تعمل بها، والتي كان يجب ان تقف معها بدلاً من التلميح إلى ضرورة مغادرتها، والمهم والهام أن تبقى علا الفارس تطل علينا بغض النظر عن المكان؛ فكل الأماكن مشتاقة لعلا الفارس ومكسب يعطي المكان قيمته المحايدة والمنصفة و لو كره الجاهلون.

كاتم الصوت: طُلب من الإعلامية بطريقة ما أن ترتاح قليلا ً...خسرها المكان وكسبت نفسها والمشاهدون ينتظرون عودتها !

كلام في سرك: بعض القنوات العربية لا تعطي أهمية لأهم الأحداث، والتركيز دائماً بعيداً عن القدس !!!

تمنيات : عسى أن لا تكون الوصاية الدينية الجديدة على الأماكن المقدسة في القدس ممر لعبور الدولة اليهودية !!؟