حوار مع الشاعرة عطاف سالم
تاريخ النشر : 2017-12-22
حوار مع الشاعرة عطاف سالم


حوار مع الشاعر ة المبدعة عطاف سالم......

حاورها المستشار الادبي: حسين علي الهنداوي

.....................

س1-لكل شاعر طفولة راعفة بالحب و الشوق ، فما هي أبعاد طفولة الشاعر وكيف التقى بكراسة الشعر ؟
رغم أن علاقتي بالشعر كانت متأخرة جدا , لكن كنت أميل في طفولتي لتسجيل خواطري , ولي " اوتوجراف " خاص كنت أسجل فيه ذكرياتي الحزينة والمفرحة في المرحلة الإبدتدائية والإعدادية
ثم تعرفت على الشاعر الكبير فاروق جويدة من خلال خالتي رحمها الله في مرحلتي الثانوية والجامعية إذكانت تقرأ له وكان لها هي الأخرى دفتر تسجل فيه خواطرها ومن هنا بدأت أكتب خواطر قريبة من الشعر متأثرة بشعر جويدة إلى أن استقام معي الشعر تدريجيا بالقراءة والإطلاع والمدارسة و الممارسة
ثم يمكن القول من بعد أن كراستي الشعرية ضمت روائع الشعر الحديث تأثرا إذ كنت أقوم بجمع نصوص شعرية ومقالات نقدية تروق لي من الصحف والمجلات آنذاك لشعراء العراق والشام والخليج
وأحتفظ بها وأتأملها كثيرا وأستشهد بها في مواضيع التعبير ..

س2-البعد و الشوق و الحرمان هي مفردات الشاعر ....فما هي مفردات شعرك ؟

الوجد , الشعر , الوحدة , الليل , القصيد , القمر , الأشياء , الحب , الصبح ......

س3-لكل شاعر بعد يميزه عن الآخرين فما هي أبعاد قصائد الشاعر

قد يكون البعد الذاتي والإنساني هو أكثر ما يميز القصيدة عندي
إذ كنت ومازلت أكتب للكون والأشياء ومتعلقاتهما وللذات في وجودها وبحثها عن نفسها وعوالمها البعيدة والقريبة وللحب وتبعاته وللانسان بكل مشاعره وتناقضاته ومعاناته وآلامه وطموحاته وانكساراته وانتصاراته

س4-يقال أن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم و أن البعض الآخر تكتبه القصيدة فمن أي الشعراء أنت و كيف تولد القصيدة لديك ؟

يمكن القول أنها مرة تكتبني ومرة أكتبها وكلانا في سجال مستمر مابين قرب وبعد وبين وصل وهجر وعتاب ورضا

أما كيف تولد القصيدة لدي
فغالبا تولد القصيدة لدي فجأة دون مقدمات والغريب أنه يولد معها نص آخر أو نصان فأوزع نفسي بين أكثر من نص في وقت واحد إذا كان الجميع يلح علي وربما أخلص لواحد منها إذا كان أشدهم إلحاحا إنما كثيرا ما صرفت نظري مع شديد الأسف عن كثير من النصوص لانشغالي بالحياة والأسرة والعمل

و لا أبحث عادة عن الشعر ولا أطارد نصا استعصى علي مالم تكن لدي الرغبة الجارفة للإمساك به
يقول كيتس إذا لم يجيء الشعر طبيعياً كما تنمو الأشجار فخيرٌ له ألا يجيء .

س5-من ترى من الشعراء في عصرنا من يستحق لقب شاعر وما هي صفات الشاعر الفذ ؟

الشعراء والشواعر كثيرون فعلا إنما لا يستحق لقب شاعر إلا ذاك الذي يحس بالأشياء والصوامت فيستنطقها وذاك الذي يحركك شعرا وشعورا ويثير السواكن في نفسك وينبه عقلك للتفكير ويحفز خيالك للتحليق أكثر في فكرته الطريفه وصورته اللافتة ولغته العاليه وروحه الشعرية الأخاذة داخل النص وصنعته الباهره التي أحسن بذكائه إخفاءها وكما تقول العرب ( الصنعة هو أن تخفي الصنعة )

ويبقى الشاعر شاعرا بوجدانه و جوارحه يحس ويتأثر ويشعر فيعبر
وليس الشاعر مصلحا إجتماعيا ولا سياسيا ولا واعظا أو خطيبا ولا حتى موظفا إنما هو إنسان قريب الشبه من الفلاسفة والأنبياء ..

ومع ذلك هناك بعض الشعراء من شذوا عن معاني الشعر الخلاقة الوادعة إذ تجردوا من إنسانيتهم و وقفوا مع الطغاة في عالمنا العربي وأيدوا القتل والدمار ..

س6-ما رأي الشاعر بالمسابقات الشعرية وما مدى نزاهة لجان التحكيم ؟

أنا مع المسابقات الشعرية لأنها تدفع الشعراء للمنافسة في ميدان الشعر وتدفع بالشعر العربي إلى التطوير والتقدم لغة وفكرة وصورة وإحساسا إنما لابد أن تكون هذه المسابقات نزيهة ودقيقة وبعيدة جدا عن المجاملات أو الأهواء الذاتية أوالرشاوى بحيث تكون لجنة التحكيم جديرة بهذا المنصب من حيث العلم والمعرفة والدراية بالشعر واللغة والنقد وبعيدة كل البعد عن كل مايمس الموضوعية والحيادية في هذه المسابقات

س7-القصيدة لديك تحمل بعدا ذاتيا و بعدا  وطنيا و بعدا انسانيا. هلا حدثتنا عن ابعاد قصاىدك

ربما تجد الإجابة في سؤالك الثالث إنما أحب أن أضيف أنني أميل في أبعاد الشعر التي ذكرتها سابقة إلى العفوية إلى حد المباشرة أحيانا - وهذا مما يعاب في بعض قصائدي إذ الشعر كما يقول الجاحظ هو صنعة وضرب من التصوير- إذ لا أتكلف الشعر ولا أستدعيه مالم يأتني عفوا وأميل حديثا إلى كتابة النصوص الشعرية القصيرة ..

س8-همسة في أذن الشعراء على كثرتهم

دع الشعر يكتبك ولا تكتبه ليقال أنك شاعر فحسب وحتى لا تفقد روح الشعر وسره في نصوصك
خلّد شعرك برفعته وفكرته وصورته المبتكرة
تخل عن إثقال النصوص بالتقنيات الحديثة
ابحث عن إضافة ولا تكن مقلدا
تأنّ كثيرا قبل الطبع وراجع ونقّح وتخير واحذف فليس كل نص جدير بالنشر والاحتفاء
كن قريبا من كل الفنون الإنسانية فهي من الملهمات
ولا تبخل على نفسك بتثقيفها

س9-رسالة شعرية تريد أن تقولها للقارئ العربي

ويبقى الودّ مـا بقيـتْ حيـاةُ
ولي في قلـب أحرفكـم نجـاةُ

أنا والشعر ملتحفـان ضـوءاً
وفي أعماقنـا تغفـو الجهـاتُ

نعاقـرُ حلمنـا الذهبـي دومـاً
وكـم تشـدو لدينـا القبّـراتُ

وكـم نرفـو أمانينـا عـذابـاً
فتخضـرّ السنابـلُ والهـبـاتُ

إذا كنّا علـى الأشـواق نغفـو
فلا ريبٌ ستصحـو الأمنيـاتُ

ويُشرق فجرنا الوردّي سحـراً
وفي حبّ ستسـري الأغنيـاتُ

إذا كنّا سنهدي الـروحَ شعـراً
فشعـرُ الـروح آيـات ثقـاتُ

ووهج الدهشة العـذراء نايٌ
وأصدقـه اللحون الباكيـاتُ

وأصدق الشعر ما أثّر فيك وحركك وأطربك .

س10- هل يمكن ان تسجلي لنا في نهاية الحوار قصيدتين من اجمل قصائدك الشعرية

من الصعب أن أخبرك أن لدي قصائد جميلة لأختار لك منها الأجمل فحتى الآن أنا غير راضية عما كتبته و لم أزل أبحث عن القصيدة التي أتمناها وتكون كما ينبغي أن تكون .

إنما ربما أسجل لك هنا قصيدتين لهما تأثير عميق في نفسي ولهما الفضل أيضا

قصيدة ( لتكن )

لتـَكُـنْ ..


فيـكَ ..
ألـقـى أمنيـاتـي
تحتـوي الحلـمَ الرّطيبَـا
فيـكَ ..
أُخـفـي داليـاتـي
تَلبـسُ الضـوءَ القشيبَـا
وشعـوري
فيـكَ يسـري
يُزهـرُ القلـبَ الجديـبَـا
ياترى ..
مَنْ أنـتَ ؟
قـلْ لـي ..
قد لمستُ الوجـدَ طيبَـا !
أيُّ طـلٍّ منـكَ ..
يهـمـي
يُرعِشُ الشّوقَ الرطيبا ؟!
أيُّ سحـرٍ فيـكَ..
يسـبـي
كـادَ صمتـي أنْ يُجيبَـا !
أيُّ حـسّ فيـكَ..
يـجـري
يُسكنُ الـدوحَ الكئيبَـا ؟!
صرتَ روحا في وجـودي
هائماً .. فـيّ .. طروبَـا
فلتَكُنْ يا نجـمُ ..
ضوئـي
كـادَ نجمـي أنْ يغيـبَـا
وَلتَكُنْ يا قلبُ ..
نبضـي
كـادَ قلـبـي أن يـذوبَـا
آهِ مـنـهـا
عـاديــاتٍ
غمـرتْ أفقـي شُحُـوبَـا
بَعثرتنـي ..
فـي ابتـئـاسٍ
ألثـمُ الـحـزنَ ضروبا
وَاحتوتنـي ..
فـي بــرودٍ
مَـلأتْ روحـي نـدوبَـا
آهِ
مـن وقْــدِ غَــرامٍ
أحرقَ العشبَ الخضُوبَا
ضـجّ بالأضـلاعِ ..
حُـبّـا
ثــم أهـدَاهَـا نَحيـبَـا
فاقتربْ منـي .. وكُـنْ لـي
في الأسى خلاً مجيبا
أنتَ لي
سـرّي وجهري
بِـتّ لــي
روضا خصيبا
فَلنَكُنْ
فـي البـوحِ طيـراً
يَمـلأُ الأكــوانَ طيـبَـا
وَلنَكُنْ
فـي الليـل شُهُبَـاً
نرجـمُ اليـأسَ الشّغوبَـا
وَلنكُـنْ
للفجـرِ شَـوقـاً
يخنـقُ الصّمـتَ الرّهيبَـا
أنـتَ دفءُ الكـونِ منّي
فلتـكـنْ حـبّـا رحيـبَـا
أنتَ مزنُ الـرّوحِ
تحيي خافقـاً عَانَـى اللّهيـبَـا
لِتـكُـنْ مـنّـي قريـبَـا
أنـتَ مَـنْ أرجـو حبيبَـا

_______________________

و قصيدة ( و ابعثيني ) :

.. وابعثيني


(1)

خـَبـّئيني يارياحْ
بين تلات الغيومْ
وانشري الأزهارَ عطراً
في شجوني والهمومْ
حرّكي الأغصانَ فيّا
حرّكيني
وابعثيني من يباب
ووجومْ
وخُذيني في رياحكْ
وارحلي بي
عن صَدَى تيكَ الخيالاتِ الحَيَارَى
في دروبٍ من أنينٍ
وسمومْ
حلّقي بي
حَلّقي بي بارتياحٍ
يارياحْ
وادفنيني جوفَ أحشاءِ النجومْ
أو ذريني من علوٍ
مثل حَبّ
أو كقطرٍ قدْ تَهَادَى
بين أورَاق الكرُومْ

(2)

اسكنيني يامزونْ
واغيثي أرضَ أحلامي اليتَامَى
بلّليها بالوعودْ
إنّ أيّامي كسيراتِ الغصونْ
امطريها بالحياةْ
رغم سوءات الحياةْ
رغم سوءات الظنونْ
وانعشيني
وانعشي نبتي وأورَاقي رقيقات الجفونْ
قد تَمَادَى بي جنوني وشعوري
وتمَادَى بي ضياعي
................................. وشرودي
من حزونٍ
لشجونٍ
لجنون
لجنونْ !

__________________________________
حبذا لو ارسلت مع الحوار سيرة ادبيه موجزة

وهذه سيرة موجزة عني :

عطاف سالم

ماجستير في اللغة والأدب
باحثة في البلاغة القرآنية
دبلوم في البرمجة اللغوية العصبية
دبلوم في العلاج بخط الزمن
دبلوم في التنويم الإيحائي

صدر لها أربعة دواوين :

م 1- ( نزف الحرير ) عن دار حروف - القاهرة عام 2012
م 2- ( من أغاني القمر ) عن دار السروات - جدة عام 2014
3- ( أوراق امرأة برية ) عن دار أمواج _ الأردن – 2016 م
4- ( يواقيت العتمة ) عن دار ابن الشاطئ _ الجزائر 2016 م

* و ثلاثة دواوين أخرى مخطوطة .

أدرج اسمها ضمن الموسوعة الكبرى للشعراء العرب في نسخته الأولى عام 2009 ( المغرب
)
ومعجم بابطين للشعراء العرب المعاصرين في طبعته الثالثة 2014 ( الكويت )

شاركت بورقة عمل نقدية بعنوان : " قراءة في أنشودة المطر " في المؤتمر الثالث لتجمع شعراء بلاحدود في القاهرة عام 2010 الذي كان عن : بدر شاكر السياب بين التجديد والتحديث

شاركت في برنامج ( على مائدة الشعر ) في إذاعة الرياض في 17 / 7 / 2014

حصلت على لقب شاعر العام 2011 الذي نظمه تجمع شعراء بلاحدود

أقيمت لها عدة أمسيات شعرية
:
* في رواق بكة تحت رعاية سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله آل سعود عام 1430 هـ . .

* في نادي مكة الأدبي عام 1432هـ
*
في نادي جدة الأدبي عام 1436 بمناسبة الاحتفال بيوم الشعر العالمي مع نخبة من الشعراء السعوديين .

في نادي الأحساء الأدبي عام 1438هـ الموافق ليوم الأربعاء 2 صفر

في نادي جدة الأدبي ضمن فعاليات منتدى عبقر الشعري عام 1439 الموافق ليوم الثلاثاء 10 ربيع الأول

تناول شعرها عدد من النقاد والشعراء
لها عدد من الأبحاث الأدبية والمقالات النقدية والقراءات
حصلت على عدد من الدورات التدريبية المتعلقة بالتنمية البشرية