توقيعات شعر:عز الدين المناصرة
تاريخ النشر : 2017-12-20
توقيعات شعر:عز الدين المناصرة


ملاحظة:)((هذه القصيدة من النوع الشعري ( التوقيعة)= الهايكو العربي-وهي أول
قصيدة عربية في الشعر العربي الحديث- 1964)

  توقيعات

·       قصيدة عز الدين المناصرة (فلسطين)


سرقوا منّي الخُفّيْن:

رجعتُ من المنفى

ﻓﻲ كفّي خُفُّ حُنَيْنْ

حين وصلتُ ﺇﻟﻰ المنفى الثاني

سرقوا منّي الخُفّيْن.

 

مَنْ يقود الفيلق!:

أنت أمير !!!

أنا أمير !!!

فمن تُرى يقود هذا الفيلق الكبير !!!

 

بالألوان:

قُلْ ما عندك عن هذي الورطةْ

قبل وصول الشرطة

الكاذب منّا سوف يموتْ

مدهوساً ﻓﻲ الشارع كالقطّة.

ﺛﻢَّ نُسجّلُ ﻓﻲ قائمة الأيتام بنيكْ

القاتل أوّلُ من يرثيكْ

ﻓﻲ صحف تملكها الشرطة

بطلاً بالألوان على رأسك حطَّةْ.

قبل بلوغ النهرْ:

شربوا قبل طلوع الفجرْ

رقصوا قبل جفاف البحرْ

تركوا نار ضمائرهمْ

قبل صعود الجبل الأحمر، قبل بلوغ النهرْ

ماتوا ﻟﻢ يسأل أحدٌ ... حتى الحُرّاس.

كتبوا فوق القبرْ:

ماتوا قبل بلوغ النهرْ !!!

مات صديقي:

مات صديقي ﻓﻲ زمن فاتْ

لكنَّ الشرطة ﻓﻲ الأزَماتْ

تسأل عنه - البيتْ

أأنا مجنونٌ، أمْ هذا الوغدُ،

يُسجّلُ صوتَ البصْماتْ

أمْ صمتُ الشاعر، أم أنت !!!


موتَ الأحبابْ:

زرعوا الأحجار السوداء

أكلوا ذَهَبَ الغيّابْ

وزرعنا عنبا ... وهضابْ

فلقينا موتَ الأحبابْ.


رغم هدير البحر:

أبحرنا ﻓﻲ المنفى ... والمنفى قفرٌ ملغومْ

البحر ينادينا، والشطّ الصخريُّ المعلومْ

يتخلخلُ قلبي لصهيل الروم

ووراء الرومِ، الرومُ ... الرومْ

فلأيّ الطعنات توجه وجهك يا مهزومْ

وبأيّ الساحات تحومْ!!!

بدلتك الحيّةُ رقطاءُ الظَهرْ

ووصولك للبحر، أكيدٌ محتوم

ما زالت عكا واقفة، رغم هدير البحرْ

رغم بلوغك سنّ الغربة والقهر.

المقوقس:

أَمُرُّ على الدروب ... فتزدريني

ويطلُبني المقوقسُ للمحاكمْ

وأبكي حين أذكر أهل بيتي

فقد تركوا النجوم مع السوائم.


الفعل الناقص:

كلّمني يا مولاي الفارسْ

حتى أحظى بالرؤية حين نموتْ

قبل تمام الفعل الناقصْ.


أم أذبحها:

أبحر أقوالكَ ﻓﻲ كل مساء أسبحُها

هَل أذبح نفسي

أم أذبح نفسي

أم أذبحها !!!

تحت شجر الدَرْدارْ:

تحت شجر الدَرْدارْ

شوّقتك للدارْ

تحت غصون النِّبْ

شوقتكِ للحبْ

تحت رفيف الدوْحْ

شوقتكِ للبوْح

فمتى أضفر فوق جبينكِ يا غاليتي

إكليلَ الغار ؟!!

يا صاحبة الهودجْ:

يا صاحبة الهودجْ

أمّي عرجاءْ

وأبي أعرجْ

وأنا أضحك من حزني.

صحراء:

رحل الأحبابُ بقيتُ هنا وحدي

صِرتُ يتيما كالنخلة ﻓﻲ الصحراء.

تختلط الظلمة بالنور:

تختلط الظلمة بالنور

ﻓﻲ هذا الوطن المخمور.

مع هذا يا حبَّة عيني

قلبك محفور ﻓﻲ السور.

وقلبي على نار ثوَّرها:

أتيتك من سفري ﻓﻲ البلادْ

وجوعي على باب أحرارها

مدائنُ نامتْ بنومِ الرؤوسْ

وقلبي على نار ثوّارها.

لا تدري به اليمين:

علّمنا زماننا الخَؤونْ

علّمنا إذا أردنا ... أن نكونْ

علّمنا،

أن ندفع المبلغ خِلسةً، وأنَّ ما

تدفعه الشِمالُ ... لا تدري به اليمين.

لذيذ هو البحر:

تصفّحتُ بعضَ النساءِ، وقَلَّبتُهنَّ

على تمرةٍ، جمرةٍ، مثل عرجون هذا النخيلْ

وقُلتُ: يجيءُ زمانٌ لأغصاننا، كي تميلْ

فَنَصدأُ، رغم النبيذ العتيق، وترتفع الألسنةْ

نُغرّدُ يا هذه، رُبّما مرَّةً ﻓﻲ السَنَةْ

فأسرجْ حصانكَ، لا تُضعِ الوقتَ ﻓﻲ سَبَخاتِ العويلْ

لذيذٌ هو البحر، يا أيُّها العاشقُ المستحيلْ

تُحطِّمُ بابَ الخلود، وتخترقُ الدَرْدَنيلْ.