عبد الوهاب المصري! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-12-16
عبد الوهاب المصري! - ميسون كحيل


عبد الوهاب المصري!

كمواطنة عربية أحب مصر؛ لا أستطيع أن أخفي استغرابي من قبول استقبال نائب الرئيس الأمريكي من قبل القيادة المصرية بعد إعلان ترامب عن القدس وضربه بعرض الحائط للحقوق العربية والفلسطينية والإسلامية في القدس، وكان الأجدر ليس بمصر وحدها بل بجميع الدول العربية والإسلامية أن تأخذ نفس الموقف الذي قررته القيادة الفلسطينية في رفضها لاستقبال نائب ترامب وهو الأكثر عنصرية من رئيسه ترامب! أما مبررات قبول استقباله ولقاءه التي تشير إلى توضيح الموقف سواء العربي أو المصري من القرار ورفضه إن كان هناك رفض حقيقي؛ فكان الأولى بذل الجهود مسبقاً، وقبل إعلان القرار بدلاً من انتظاره؛ خاصة وأن القرار كان معد سابقاً ومعروف للجميع! كما أن مبررات الاستماع لخطة السلام الأمريكية المزعومة بعد هذا القرار لم تعد صالحة للبحث! والغريب العجيب في تطورات الوضع أن هناك من الدول المحسوبة على العروبة والإسلام لا تزال تروج لما يسمى نزاهة الموقف الأمريكي من عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ فما يعلنه بعض المسؤولين والوزراء والحكام العرب الجدد في العلن وفي الغرف المغلقة لم يعد خافياً على أحد، وقد أصبحت الصورة واضحة، والنيات أكثر وضوحاً، في مقابل استبدال البوصلة وانحرافها! فإسرائيل الآن في أمان (مؤقت)، والصراع العربي الإسرائيلي انتهى، وتم استبداله بالأموال والمشاريع ومبررات محاربة الإرهاب؛ ليتحول إلى الصراع العربي الإيراني حسب الرؤية والمصالح بعض الدول العربية والتقائها مع مصالح وأهداف الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال! فهل كانت القدس هي الثمن؟ لا أستطيع أن أجزم، لكني كمواطنة عربية فلسطينية أحاول أن استوعب ما يحدث وأعمل على معرفة الحقيقة، وقد أشرت أكثر من مرة لموضوع الوصاية الدينية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس إحساساً مني بأن هذا الطرح وهذه الوصاية من ضمن المؤامرة التي استهدفت مدينة القدس، فإخراج القدس كعاصمة لدولة فلسطين من المعادلة السياسية تتضمن أيضاً إخراج المملكة الأردنية الهاشمية من الوصاية الدينية على الأماكن المقدسة في القدس، واعتماد دولة عربية أخرى لديها شغف بهذا الأمر بدلاً عن الأردن الشقيق؟! وفي العودة إلى حبيبتنا مصر فقد كنا نتمنى رفضها لاستقبال أي مسؤول أمريكي، وعدم قبولها لاستقبال نائب الرئيس الأمريكي؛ ذلك أن ليس لديه ما يقدمه بل ما سيأخذه مجدداً من دولة عربية أخرى؛ للوقوف أمام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودولته على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وفي عملية تستثنى منها مدينة القدس العربية وأراضي فلسطينية أخرى فصلها جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، واستبدالها ببعض الأراضي (العربية) !!! وفي الحقيقة كنا نتمنى كعرب وفلسطينيين أن يحذو العرب حذو الدول الأوروبية قولاً وفعلاً، وأن يتذكروا عبد الوهاب العربي المصري في رائعة (أخي جاوز الظالمون المدى)!

كاتم الصوت: يا حبذا لو نظر كل هؤلاء الذين أقصد مواقفهم كيف تتعامل دولة الكويت مع هذه الأحداث وغيرها من الأحداث، وإلى مواقف بعض الشخصيات المسؤولة في دولة الكويت على رأسهم حكيم العرب الأمير الحقيقي الشيخ صباح الأحمد ورئيس مجلس الأمة الكويتي الإنسان مرزوق الغانم فلا شيء يستحق الآن للتشاور مع الولايات المتحدة بعد قرار ترامب!

كلام في سرك: دول للأسف شقيقة! تطمح بتغيير الخارطة السياسية الفلسطينية بدءاً من القيادة! إنهم يعتقدون بأن هناك فلسطيني واحد يمكن أن يكون من ضمن أجندتهم! فإن كان الآن مَن هو ضمن هذه الأجندة فلن يكون دون القدس.

تذكير: وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.