الصهيونية المسيحية الأصولية( البروتستانت )
ليس وجود اتجاهات صهيونية لدى بعض المسيحيين أمرا جديدا ، أو – حدث فقط – بعد قيام دولة إسرائيل الغاصبة في فلسطين ، كما يظن البعض ، بل قد وجدت مثل هذه النزعات الصهيونية – أي :المؤمنة بتوطين اليهود في أرض فلسطين – لدى بعض المسيحيين الأصوليين من مختلف المذاهب والطوائف ، خاصة بين البروتستانت ، منذ القرن السادس عشر الميلادي ، أي : بعد قيام حركة الاصلاح البروتستانتية ، ولم تتحول تلك الرغبات والأماني إلى تيار قوي إلا في القرنين الأخيرين ، حيث بدأت بعض الجماعات ، والجمعيات ، ورجال دين بارزين ، في أوساط المسيحيين الغربيين ، وخاصة بين الأصوليين من البروتستانت ، تطالب صراحة بلزوم عودة الشعب اليهودي إلى أرض الميعاد ، وأنها وطنه الأبدي ..؟
وفي العقدين الأخيرين من القرن العشرين نشأ تجمع لعدة منظمات مسيحية بروتستانتية أصولية ، أطلق أتباعه على أنفسهم اسم : ( الصهيونيون المسيحيون ) ، وأنشأوا لأنفسهم مركزا في القدس أسموه : ( السفارة المسيحية الدولية في أورشليم )( ) .وقد وصفهم الدكتور القس رياض جرجور - الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط – في كلمة تحت عنوان "صهيو مسيحية أم صهيو أميركية؟"، ألقاها في ندوة فكرية في مركز الإمام الخميني الثقافي – ببيروت، في 8 نيسان (أبريل) 2003 ، قال فيها : [ تم تعريف الصهيونية المسيحية على أنها "الدعم المسيحي للصهيونية". وقد قيل أيضاً: إنها "حركة قومية تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي الى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض". ويعتبر الصهيونيون المسيحيون أنفسهم كمدافعين عن الشعب اليهودي وخاصة "دولة إسرائيل" ويتضمن هذا الدعم معارضة كل من ينتقد أو يعادي "إسرائيل"... ثم يقول :
أما القس "جيري فالويل" مؤسس جماعة العمل السياسي الأصولي المسماة "الأغلبية الأخلاقية" وهو الذي منذ فترة تكلم واتهم دين الإسلام بأنه دين إرهابي، فإنه يقول: "إن من يؤمن بالكتاب المقدس حقاً يرى المسيحية ودولة إسرائيل الحديثة مترابطتين على نحو لا ينفصم، إن إعادة إنشاء دولة إسرائيل في العام ألف وتسعماية وثمانية وأربعين لهي في نظر كل مسيحي مؤمن بالكتاب المقدس تحقيق لنبوءات العهدين القديم والجديد". ثم قال : وفي ختام التعريفات أقول إن الصهيونية المسيحية في نهاية المطاف تعبر- وكما جاء في بيان اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط في نيسان ( إبريل) عام ألف وتسعماية وستة وثمانين (1986)- عن مأساة في استعمال الكتاب المقدس، واستغلال المشاعر الدينية في محاولة تقديس إنشاء دولة ما، وتسويغ سياسات حكومة مخصوصة.
إذن لا يوجد مكان للصهيونية المسيحية في الشرق الأوسط، ويجب أن تنبذ من قبل الكنيسة العالمية، إنها تشويه خطير وانحراف كبير عن الإيمان المسيحي الحقيقي المتركز في السيد المسيح ، كما أنها تدافع عن برنامج سياسي قومي يعتبر الجنس اليهودي متفوقاً. وبكلمات رجل دين فلسطيني محلي: ( إنهم أدوات تدمير وخراب، وهم لا يعطون أي اعتبار أو أهمية للمسيحيين الأصليين في هذه البلاد ) ( )
وتدعو الأصولية المسيحية للعودة إلى الأصول ، وتعتقد بالعصمة الحرفية للكتاب المقدس ، أي عصمته عن الخطأ والتحريف ، فالنص الانجيلي له السلطة العليا فوق الجميع ، وهو كلمة الله المعصومة من كل عيب ونقص ، وكل ما يعارض النص فهو مرفوض ..
وتفسر النص تفسيرا حرفيا، وتحصر فهمه في اللاهوتيين من رجال الكنيسة ، وتهتم اهتماما كبيرا بالنبوءات المستقبلية ، وتحاول تحقيقها تحقيقا حرفيا ، وخاصة ما يتعلق بإسرائيل ، والمجيء الثاني للمسيح - عليه السلام - ، فالأصولية المسيحية كمثيلتها الأصولية اليهودية ، تقوم على تقديس النص ، وتقديس الشخص . ( )
هل هناك أصولية في البيئة الاسلامية ..؟ :
اعتاد الكتاب الغربيون إطلاق تعبير الأصولية الإسلامية على حركة الصحوة الإسلامية ، في محاولات لربطها بالحركة الأصولية المسيحية المتعصبة ، التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية مع كل سلبياتها التي رسبتها في الضمير الأمريكي بصورة خاصة ، والغربي المسيحي بصورة عامة ، ومما يلفت النظر في هذا المجال، تركيز الخطاب الاتهامي على (الأصولية الإسلامية) دون غيرها من الأصوليات المعاصرة التي سبق ذكرها . والذي يهمنا هنا الأصولية ليس كمصطلح ، ولكن كمفهوم سائد متداول في وعينا العام ، وفي الخطاب العربي المعاصر ، ارتبطت به مفردات اشتق بعضها من فعل ( أصل ) أصالة ، فهو أصيل ، وتأصل : صار ذا أصل ، والتأصيل والأصالة ، والأصولية .
وصفة الأصولي تطلق – دون تحديد موقف فكري محدد – على المشتغل بأصول الدين ، أو أصول الفقه ، او المهتم بدراسة أصول القضايا والضواهر عامة .. ( )
أما الأصولية : فهي وإن تكن تعني الانتساب إلى الأصل ، أو إلى الأصول ، فإنها تعني شيئا مختلفا ومغايرا تماما ، على حد قول الاستاذ محمود أمين العالم ، حيث يقول : [ الأصولية تختلف وتتمايز عن هذه المفردات جميعا ، وتشكل دلالة مذهبية وآيديولوجية خاصة ، بمعنى أنها الرؤية التي تتخذ من الأصل سواء أكانت نصوصا دينية ، أم مذهبا دينيا ، أم سياسيا ، مرجعا أساسيا وسندا مطلقا نهائيا في مفاهيمها وسلوكها . فليست كل مرجعية إلى أصل ثابت تتسم بالأصولية ، وإنما تصبح هذه المرجعية أصولية إذا تكررت هذه المرجعية ، واحتكرت وطغت بشكل مطلق ، وأصبحت منهجا مسيطرا ]( )
ويذهب الدكتور فهمي هويدي إلى أنه يجب ضبط المصطلح ، ويقول :
[ ومشكلتنا مع الأصولية : أن هذا التعبير – أساسا – لا أصل له في اللغة العربية ، ولا أصل له في الخطاب الإسلامي ، ولذلك هو ترجمة لكلمة ( فندمنتاليزم ) التي لها أصولها المسيحية البروتستانتية المعروفة ، إن الحالة الإسلامية فيها درجات لا تستطيع أن تصفها كلها بأنها أصولية ، هناك معتدلون ومتطرفون ، وإن كان الانطباع الذي ساد هو أن كل من تحدث عن الإسلام كمشروع ، أو ما يسمى بالإسلام السياسي قد صنف أصوليا . ] ( )
وجاء في الموسوعة الميسرة أن مصطلح الأصولية في الاسلام [ مصطلح محمود غير مذموم ، فهو يطلق على العالم بأصول الفقه ، وأصول الدين ( علم العقيدة والتوحيد ) فيقال : عالم أصولي ، كما يقال : فقيه ، ومفسر ، ومحدث ]( )
ويرى الدكتور يوسف القرضاوي أنه لا مانع من قبول مصطلح ( الأصولية) باعتباره يعني العودة إلى الأصول ، والتي هي الكتاب والسنة ، والتمسك بهما عمليا ، ويقول : [ إن كان التمسك بالإسلام الصحيح عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ، والدعوة إليه ، والاعتزاز به ، والدفاع عن مبادئه وحرماته ( أصولية) ، فليشهد الثقلان أننا أصوليون أقحاح ]( ).
ومما سبق عرضه تجدر الإشارة إلى اختلاف معنى الأصولية في الثقافة العربية الإسلامية ، عنه في البيئة الغربية ، لاختلاف ظروف كل منها من حيث النشأة ، والفكر ، والعقيدة ، ولأنه في البيئة الإسلامية رمز لأهل الاجتهاد والاستنباط ، ويطلق على علمين هامين هما : علم أصول الدين ، وعلم أصول الفقه ، بينما في البيئة الغربية ، عنوان على أهل الجمود والتطرف والتدمير . ( ) بل إن هذا المصطلح غريب عن البيئة الإسلامية ، ومقحم عليها بقوة الإعلام الغربي ، ولأن الغرب عموما ، والولايات المتحدة خصوصا ، تحاول أن تلصق بالحركة الإسلامية ، وصف الحركة الأصولية بمدلولها الغربي ، الذي هو على النقيض تماما من دلالات هذا المصطلح في الفكر الإسلامي . فالإسلام لا يعرف كلمة تدل على الأصولية بمفهومها الغربي ، فلا يبرر الإسلام الإكراه في الدين ، بل الواقع أن الإسلام يدعو إلى عقائده الخالصة ، ودعوته الشاملة بالحكمة والموعظة الحسنة ، فمن يجد في نفسه اقتناعا تاما ، فالباب مفتوح ليدخل فيه ، وإلا فله الحق بأن يبقى على ما هو عليه من دينه،فلا إكراه في الدين .. هذه أصوليتنا الرحبة، والتي لا بد من تمييزها عن أصولياتهم المتنوعة ، وتياراتها السياسية العنصرية ، الإقصائية.. الإمبريالية. لذلك فإن استعمال هذا المصطلح (Fundamentalism) في توصيف بعض الحركات الإسلامية، من قبل العقل الغربي وبعض المتأثرين به ليس صحيحاً، لأن هذا الاستخدام لم يأت في سياقه السياسي والاجتماعي والثقافي الذي نشأ فيه هذا المصطلح، ولأن الإسلام وحركاته السياسية لم يعرف هذا المصطلح، لا تاريخاً ، ولا شرائع ، أو فقهاً، وأي اتجاه مغالط عن الحقيقة إنما ينبىء عن تبعية فكرية، إن لم يكن أحد أوجه الاغتراب ، والتبعية الحضارية للأنموذج الغربي.( )
تاريخ المصطلح ومعناه:
استخدم مصطلح الأصولية لأول مرة بين عامي 1910 و1915م ، إذ نشر مؤلفون مجهولون مسيحيون پروتستانتيون في الولايات المتحدة 12 كتيبًا بعنوان الأصول، تضم تسعين مقالة،حاول المؤلفون تفنيد كل المبادئ الأساسية للنصرانية التي يجب التسليم بها دون تشكيك ، وأخذت الأصولية اسمها من هذه الكتيبات .( )
وقد بلورت هذه الكتيبات أربع (حقائق أساسية) سميت بالأصول (Fundamentales). ومنها العصمة الحرفية للإنجيل، واليقين غير القابل للشك بعدم إمكانية احتواء الإنجيل على أي خطأ، كما ورأت أن أي خروج عن ذلك هو خروج عن المسيحية عموما.
وتشير الموسوعة الخاصة بتاريخ اللغة الفرنسية إلى أن كلمة fundamentalism اشتقت عام 1920 وتمثل تياراً دينياً يلتزم بالتفسير الحرفي للنصوص الإنجيلية أي أنه يتمسك بالأساس نفسه وهي كلمة( ) fundamental .
وأما عن ظهور هذا المصطلح في المعاجم: فقد بين روجيه جارودي أن أول ظهور لهذا المصطلح قد كان في قاموس " لاروس الصغير" لسنة 1966 م حيث عرف بكيفية عامة جدا:
" هي موقف أولئك الذين يرفضون تكييف عقيدة مع الظروف الجديدة. ( )
أما في سنة 1979 فنجد نفس القاموس لكن من النوع الصغير " لاروس الجيب"يعرف المصطلح واصفا به تيار الكاثوليك:" هي استعداد فكري لدى بعض الكاثوليكيين الذين يكرهون التكيف مع ظروف الحياة الحديثة. ( )
أما في سنة 1984 م فقد ظهر "لاروس الكبير" و الذي تم من خلاله تحديد معنى المصطلح بأكثر دقة و وضوح ، إذ عرفها بقوله:" أنه داخل حركة دينية -الأصولية- هي موقف جمود و تصلب معارض لكل نمو أولكل تطور .( )
و في عصر الحداثة، و بعد مؤتمر الفاتيكان الثاني ، يشهد المصطلح تطورا كبيراحيث انتقل من مجال الدراسات الدينية الكاثوليكية إلى مجال السياسة، و الاجتماع حيث أريدبه : "المذهب المحافظ و المتصلب في موضوع المعتقد السياسي.( )
وبالتالي ومن خلال كل هذه التعاريف يمكن القول بأن مصطلح الأصولية يرتكزعلى ثلاث محددات :
1 - الجمود في وجه كل تطور.
2- العودة و الانتساب للماضي(الأصول أو الأسس لدين أو مذهب معين تخلصًا من بعض المعتقدات أو أنواع السلوك التي استحدث في ذلك الدين أو المذهب) 3 - الانغلاق و التصلب و بالتالي عدم التسامح ( )
وقد بين بعض العلمانيين العرب –وهو مراد وهبه- مقصده بالأصولية بقوله: "اقصد عدم إعمال العقل في النص الديني، ومنع العقل من أن يفكر في النص الديني. معناه أن نأخذ النص الديني بحرفيته وبلا حوار. وقد بينت في بحث سابق أن مفهوم الأصولية في الاسلام يختلف عنه في المفعوم الغربي .
والاصولية الانجيلية حركة مسيحية تبشيرية متشددة، تدعو إلى العصمة الحرفية للكتاب المقدس، والعودة الحقيقية للمسيح ، وقيام الحكم الألفي( ).
وتعتقد الأصولية أن هناك ممهدات تتم قبل المجيء الثاني للمسيح وهي: قيام دولة إسرائيل، واحتلال مدينة القدس، وإعادة بناء هيكل سليمان( )، ووقوع معركة ( هر مجدون )( ) وسيناريو (هرمجدون) كما يصورها الأصوليون كالتالي:
1- قيام دولة إسرائيل.
2 - عودة اليهود من الشتات إلى أرض الميعاد.
3- إعادة بناء هيكل سليمان ( ) على أنقاض المسجد الأقصى.
4- تعرض إسرائيل إلى هجوم كبير من الكفار (المسلمين).
5- قيام ديكتاتور يكون أسوأ من هتلر أو ستالين يتزعم القوات.
6- خضوع معظم العالم لسيطرة هذا الديكتاتور الذي يعادي اليهود.
7- تحول: 144 ألف يهودي إلى المسيحية، ويصبح كل منهم مبشر بالنصرانية.
8- وقوع معركة (هرمجدون) النووية التي تتسبب في كارثة بيئية ضخمة.
9- ارتفاع المؤمنين بالولادة الثانية للمسيح وحدهم بمعجزة إلهية فوق الأرض، ونجاتهم من الكارثة، بينما تذوب أجسام بقية البشر في الحديد المنصهر.
10- نزول المسيح بعد سبعة أيام إلى الأرض ومعه المؤمنون.
11- حكم المسيح للعالم لمدة ألف عام بعدل وسلام حتى تقوم الساعة( ).
وقد تسربت إلى العقيدة النصرانية عقائد يهودية صهيونية أسهمت في إحياء الصهيونية النصرانية، ومن أهم تلك العقائد ما يلي:
1- إن اليهود هم شعب الله المختار ، وأنهم يكونون بذلك الأمة المختارة والمفضلة على جميع الأمم.
2-الإيمان بأن ثمة ميثاقا إلهيا ووعدا ربانيا سرمديا أعطاه الرب لإبراهيم -عليه السلام - ، ثم ذريته اليهود من بعده ، بأن فلسطين حق خاص ودائم لليهود.
3- الاعتقاد بأن عودة المسيح ثانية مرتبطة بقيام دولة يهودية على أرض فلسطين، والتي لا بد أن تسبقه, وأن على النصارى أن يعملوا على جمع اليهود في فلسطين, وإقامة دولتهم على أرضها, ودعمها وحمايتها, حتى مجيء المسيح ( ).ولهذا فإن الصهيونية النصرانية تشترك مع الصهيونية اليهودية في الاعتقاد بضرورة هدم المسجد الأقصى وإزالته ، وبناء الهيكل اليهودي مكانه ، والطائفتان تعملان من أجل ذلك ، بل يحاولون الاسراع في تحقيقه ، لأنه يعجل بمجيء المسيح المخلص . ( )
والانجيليون الجدد: يطلق عليهم تسميات عديدة:-
فهم: الانجيليون- المسيحيون- الصليبيون- المتطرفون- اليمينيون- المخربون- الصهاينة.
والركيزة الدينية – السياسية – الايديولوجية الاولى للمسيحية الصهيونية في بريطانيا قامت على يد (أوليفر كرومويل)، كان رئيسا للمحفل البيوريتاني والذي دعا عام(1649-1659) لعودة اليهود الى فلسطين ، وربط المسيحية الصهيونية في بريطانيا بالمصالح الاستراتيجية لبريطانيا.. والانجيلية الصهيونية: تعود أصولها (الحديثة) الى دعوة مولتن لوثر في القرن السادس عشر وهو الذي تمرد على الكنيسة في روما، فقدم التوراة على العهد الجديد في الدراسات والاهمية والمذهب، وادعى أن العهد القديم هو الأهم بالذات لأ نه هو الذي مهد لقدوم المسيح والإعلان عن هذا القدوم . ويقال إن لوثر كان يهوديا ، وهو الذي مهد إلى ظهور مختلف الفرق الدينية التي تمردت على الكثلكه بالتحالف مع الاقطاعيين الألمان الذين تخلصوا من سلطة الباباوات الزمنية في روما، ومع مرور الزمن انشقت دعوة لوثرعلى بعضها ، وتشكلت منها العشرات من المذاهب والجماعات التي تتناقض بين بعضها البعض
النصرانية البروتستنتية الانجليزية والصهيونية : إِن الفكرة الصهيونية الحديثة ذاتها، ولدت في أحضان النصرانية البروتستانتية قبل أن يرفع هرتزل لواءها بقرون. قال (كينين) –وهو أحد أبرز قيادات اليهود في أمريكا- في كتابه (خط الدفاع الإِسرائيلي): (إِسرائيل كانت أنشودة مسيحية، قبل أن تصبح حركة سياسية يهودية) فالبروتستانت النصارى هم الذين أقاموا الحركة الصهيونية، وشجعوا اليهود للالتفاف حولها، وحتى عندما تردد (هرتزل) في اختيار فلسطين وطناً تقام فيه الدولة اليهودية، أرسل إِليه المبشر النصراني البروتستانتي (وليم بلاكستون) نسخة من التوراة موضح عليها المواضع التي تشير إِلى أن اليهود سيعودون في آخر الزمان إِلى الأرض المقدسة، فاقتنع هرتزل( ) . وعندما عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا عام 1897م كان من أبرز المشاركين فيه القس البروتستانتي (وليام هشلر) وقد دخل إِلى قاعة المؤتمر بصحبة هرتزل وهتف بحياته قائلاً: "يحيا الملك يحيا الملك" ! وعندما جاء دوره في إِلقاء كلمته خاطب الصهاينة المجتمعين قائلاً: (استفيقوا يا أبناء إِسرائيل، فالرب يدعوكم للعودة إِلى وطنكم في الأرض المقدسة).وبقية القصة معروفة بعد بازل؛ حيث استلمت بريطانيا (البروتستانتية) فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى، ثم أعطى وزير خارجيتها (بلفور) (البروتستانتي) لليهود وعداً بوطن قومي في فلسطين امتثالاً لنظرة العطف من حكومة صاحبة (الجلالة) (البروتستانية)، ثم تخلت بريطانيا عن فلسطين بعد أن هيأتها لليهود خلال فترة الانتداب، ثم ساندتها حتى تم إعلان الدولة! فلماذا كل هذا الحماس الإِنجليزي لإِعادة اليهود إلى الأرض المقدسة؟ يجيب الزعيم اليهودي حاييم وايزمان عن هذا في مذكراته فيقول : (إِذا سأل سائل: ما أسباب حماسة الإِنجليز لمساعدة اليهود وشدة عطفهم على أماني اليهود؟ فالجواب على ذلك أن الإِنجليز هم أشد الناس تأثراً بالتوراة، وتَدَيُّن الإِنجليز هو الذي ساعدنا في تحقيق آمالنا، لأن الإنجليزي المتديِّن يؤمن بما جاء في التوراة من وجوب إِعادة اليهود إِلى فلسطين، وقد قدمت الكنيسة الإنجليزية في هذه الناحية أكبر المساعدات)( ) .
1- ومن أبرز البريطانيين الذين لعبوا أدوارا بارزة في المسيحية الصهيونية:
1. – اللورد شافتسبوري عام(1818-1885) وهو من الالفيين المتحمسين من أجل عودة اليهود الى فلسطين، وهو أول من أطلق دعوة (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)، دعا الى تشجيع اليهود على العودة الى فلسطين بأعداد كبيرة ، ليعودوا ملاك اراضي الجليل ويهودا، واستمر شافيستبري بدعوته 57 سنة حتى تمكن من أقناع حكومة بلاده بأفتتاح قنصلية لها في القدس ، لتكون بعثة رسمية لبريطانيا الى أرض فلسطين ، تبع ذلك تعيين اليهودي ميخائيل سلمون الكسندر كاهنا انجليكانيا للقدس.... والقس ويليام هتشلر(عام1845-1931) وهو المسؤول الديني في السفارة البريطانية في فينا ،وكانت لهتشلر علاقات مع تيودور هرتزل، أمضى هيتشلر 30 سنة في خدمته للصهيونية وللحركة اليهودية رغم كونه مسيحيا،وقد حضر المؤتمر الاول للحركة الصهيونية العالمية الذي عقد في بازل بسويسرا عام1897،وكان للقاء هيتشلر مع جيمس بلفورعام1905 أكبر الاثر في صدور وعد بلفور المشؤوم بإقامة دولة لليهود في فلسطين عام1917، وكان جيمس ارثر بلفور وزير الخارجية البريطانية مسيحي صهيوني... وبنيامين ديزرائيلي:- رئيس وزراء بريطانيا (الذي كان يهوديا ثم تنصر) وجورج اليوت ، وبلميرستون السفير البريطاني في استطنبول ، والجنرال اللنبي ، واستمرت الحركة المسيحية الصهيونية بالنمو منذ بدايات القرن العشرين ، ونجحت الحركة في زرع رجالها في حكومات بعض الدول وخاصة بريطانيا ، فرئيس وزرائها ديفيد لويد جورج كان أشد إخلاصا للصهيونية المسيحية الذي يعرف جغرافية المدن الفلسطينية والمنطقة العربية كما جاءت في الانجيل- أكثر من معرفته بجغرافية ويلز- وبريطانيا ذاتها.
انتقلت المسيحية الصهيونية الى الولايات المتحدة الامريكية في القرن العشرين ولا سيما بعد انشاء دولة اسرائيل، واستخدم المسيحيون الصهيونيون الامريكيون وسائل الاعلام الجماهيرية لنشر افكارهم وأوهامهم وأحلامهم ومعتقداتهم بقوة في دعم دولة اسرائيل.. فالصليبيون الجدد: هم أتباع المذهب البروتستانتي الذي ظهر مع ما سمي بحركة الاصلاح الديني في القرن السادس عشر، حيث قام أتباع هذا المذهب بالتفسير الحرفي للانجيل ، وقاموا بالسعي من أجل تحقيق كافة النبوءات الواردة فيه والخاصة باليهود والخرافات التوراتية المتعلقة بمدينة القدس ، والمسجد الاقصى ، ومعركة هرمجدون (تعني أرماجدون- وادي الملح). وهم يعملون على تطبيق النبوءات التوراتية بأنهم ينفذون امرا الهيا للتعجيل بالعودة الثانية للمسيح والتي لن تتم حسب أعتقادهم الا عن طرق أهمها:
1- اقامة دولة اسرائيل المنصوص عليها في التوراة (من النيل الى الفرات) وتجميع يهود العالم فيها 2- وقوع معركة كبرى بين قوى الخير(البروتستانت اليهود) والشر (العرب- والمسلمين)وتسمى معركة هرمجيدون يباد فيها ملايين البشر. 3- هدم وتدمير المسجد الاقصى ليتسنى بناء الهيكل اليهودي مكانه. ( وهذه الخطوة منتظرة بعد نقل ترامب سفارة بلاده إلى القدس ، والاعتراف يها عاصمة لدولة الكيان اليهودي لو مرت دون اعتراض جدي ودون تراجع ..) ومن أبرز رموز المسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة والمؤيدون لاسرائيل والمعادين للاسلام والقضية الفلسطينية: جيري فولويل:- هو أحد أعمدة المسيحيين الصهاينة في أمريكا،نال عام1982 جائزة جابوتنسكي لكونه مدافعا عن القدس ، ولخدماته لليهود ، وأهدته الحكومة الاسرائيلية عام1979 طائرة خاصة لتنقلاته ، ويزور الاراضي المحتلة باستمرار ويحرص دائما على زيارة المواقع العسكرية الاسرائيلية لمباركة ودعم العسكريين الصهاينة وخاصة على الجبهات، يقول جيري فولويل : (أن الحزام الانجيلي في الولايات المتحدة الامريكية هو حزام أمن اسرائيل الاوحد) ،وقد نشر فولويل مؤخرا كتابا بعنوان(كشف اللثام عن الاسلام)وصف فيه الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - بالارهابي،وانه رجل عنف وحرب، وأن عيسى وموسى - عليهما السلام - مثالا للمحبة.
بات روبرتسون:- وهومرشح سابق لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية عام1988،أسس ويرأس التحالف المسيحي ، الذي يعتبر أن الانجليكانيين المسيحيين أصبحوا الصديق الاعظم لدولة اسرائيل بين شعوب الارض كافة، كما يعتبر المسيحيون الصهاينة بأن دولة اسرائيل (هي دولة الرب،ومن يعاديها إنما يعادي الرب)، وأثناء غزو اسرائيل للبنان عام1982م قام روبرتسون بمرافقة القوات المحتلة على متن سيارة عسكرية صهيونية،وصرح بأن اليهود والمسيحيين فقط مؤهلين للحكم ، ووقع عام1997م نداء للمسيحيين لتأييد القدس موحدة.
ادموند مك أيتير:- يعتبر الاب الروحي الحالي للمسيحيين الصهاينة،وكان يعمل مديرا في شركة كولجيت – قسم التسويق – ومؤسس (الاكثرية الاخلاقية) ، ومخطط استراتيجي للمسيحيين الصهاينة ويرأس الطاولة الدينية المستديرة،ويقول مك ايتير (أن كل حبة رمل بين نهر الاردن والبحرالميت والبحر المتوسط هي لليهود بما فيها غزة والضفة الغربية،ويقول مك اتيير عن ثلاثة ملايين فلسطيني يقطنون الضفة الغربية وغزة يجب ممارسة التطهيرالعرقي بحقهم ، واخراجهم من الارض التي أعطاها الرب لليهود،علينا ايجاد دولة عربية ونقلهم اليها ، حتى لا يحول حائل بين اليهود وارضهم. هال ليندسي:- من أشهر منظري المسيحيين الصهاينة ،كان مستشارا للرئيس ريغان وما زال يقدم استشاراته للمخابرات المركزية الامريكية ، وللعديد من رجال الكونغرس ، ولمسؤولين سياسيين وعسكريين في امريكا واسرائيل، ويتخد ليندسي من (اسرائيل) محورالعالم ، ويقول : إن الوادي الممتد من الجليل حتى ايلات سيمتليء بالدم اليهودي فيما يعرف بأم المحارق(الهولوكوست) ، ولن ينجو سوى 144 الف يهودي سيركعون امام اليهود قبل أن يسود العدل العالم ، وليندسي يعتبر من الشخصيات المفضلة لدى اليهود في العالم.
السناتور توم ديلي:- من رجال الكونغرس المتنفذين ، وتبنى مشروع قرار دعم الولايات المتحدة الامريكية المطلق(لاسرائيل) في عملياتها لتصفية الشعب الفلسطيني وقيادته ، وقال إن الهدنة المقترحة بين المنظمات الفلسطينية واسرائيل تعتبر اجازة للقتله الارهابيين ، وقد شارك توم ديلي في مؤتمر للتحالف المسيحي ضم الى جانبه وزير السياحة الاسرائيلي، دعا خلاله الى طرد الفلسطينيين من بلادهم ، وأكد أن الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان ليست أراضي محتلة ، ويصف (اسرائيل بأنها نبع الحرية) تبرع له اليهود أثناء حملته الانتخابية الاخيرة بمبلغ 12 مليون دولار. رتيشارد لاند:- أحد أركان المؤتمر المعمداني الجنوبي من المؤيدين والمتحمسين للصهيونية ، ويقول أن الولايات الامريكية بحاجة لمباركة اسرائيل أكثر من حاجة اسرائيل لمباركة امريكا لها ، لأن خلف اسرائيل يقف حليف قوي وهو الرب. جون هاغي:- يرأس كنيسة حجر الزاوية في سان انطونيو وكالفورينا ، وأعلن أن كنيسته قد تبرعت عام1997 بأكثر من مليون دولار لاسرائيل لمساعدتها في توطين المهاجرين الجدد ، وقال : إن قانون الرب يسمو على قانون الولايات المتحدة الامريكية ووزارة خارجيتها. ومن أبرز المسيحيين الصهاينة:- رالف ريد- السناتور ديك ادمي- شارلز داير – تيم ليهاي – جيمس سويغارت- بيللي غراهام- أورال روبرتس. المنظمات المسيحية الصهيونية:- يبلغ عدد المنظمات المسيحية الصهيونية في أمريكا والعالم بما يزيد عن 300 منظمة ، وتحصل هذه المنظمات على المساعدات المادية من أفرادها عن طريق جمع التبرعات ، وتنظيم لقاءات جماهيرية في مناسبات خاصة ، وحملات بريدية منتظمة ، اضافة الى الاتصال بكبار رجال المال والاعمال ، وعن طريق تسويق منتوجات اسرائيلية، ونشر الكتب والافلام، والاشرطة السمعية الدعائية ، ومن أبرزها : فريق الدعاء للقدس: يتجاوز عدد أعضائها مليون عضو وهي منظمة مسيحية صهيونية تعارض تقديم أي تنازلات للفلسطينيين، ورئيس المنظمة ميخائيل ايفانز يقول :إن المستوطنين ليسوا وحدهم وان بقاءهم في المستوطنات هوتحقيق لنبؤة توراتية . الصندوق الاسرائيلي الموحد:- يتلقى الصندوق مساعدات من مؤسسات وشخصيات مسيحية صهيونية ويقوم بإرسالها الى المستوطنين ، وتشمل هذه المساعدات أموالا لتمويل شراء مواد ذات طابع امني وعسكري لحماية المستوطنات، ومن ضمنها: حافلات مصفحة لحماية تنقل المستوطنين ....
جسور السلام:- يقع مقرها الرئيسي في القدس ، ويتعهد افرادها بالعمل لبناء روابط متينة ومخلصة بين أفراد المجتمعات المسيحية – واليهودية ، وتركز عملها على الاهتمام بالقضية اليهودية وكان الرئيس الدولي للمنظمة كلاريس وانغر قد صرح بأن المنظمة تعمل بالتنسيق مع الوكالة اليهودية في دعم هجرة اليهود من كافة الدول. العمل المسيحي لأجل اسرائيل:- تتخصص هذه المنظمة بتحسين صورة اليهود عبر الرد على الاتهامات الموحهة اليهم ، ومحاربة رافضي التفسير اليهودي (للهولوكوست) وأعداء السامية من خلال المواقع الالكترونية والنشرات الاعلامية .. التحالف المسيحي الاميريكي: هي من أهم المنظمات المسيحية الصهيونية في أمريكا العاملة في المجال السياسي،أسسها بات روبرتسون الذي يعتبر نفسه ناطقا باسم اليهود واسرائيل من خلال موقعه الالكتروني ومحطته التلفيزيونية، وشارك في احتلال القدس عام1967. مسيحيون لأجل اسرائيل:- تقدم خدماتها الكنسية عبر توضيح موقف التوراة بأن من حق الشعب الاسرائيلي بدولة مستقلة كما تحدث الرب ، وتصدر جريدة ناطقة بأسمها. أصدقاء (اسرائيل)المسيحيون: مقرها الرئيسي في القدس ولها عدة فروع في ولايات أمريكية عديدة ، ودول أخرى ، تقدم مساعدات عينية لليهود القادمين من جمهوريات الاتحاد السوفياتي وأثيوبيا. الاصدقاء المسيحيون للجاليات الاسرائيلية:- مؤسسة دولية مقرها القدس ولها عدة فروع عالمية،تقوم هذه المنظمة بالدعاية لصالح اليهود ، وتقديم مساعدات مادية للمهاجرين الجدد ، والفقراء الناجين من الهولوكوست ، ومساعدات لقوات الدفاع الاسرائيلي. مؤسسة ديفيد ألن لويس: تعتقد أن اسرائيل هي القضية الاساسية لفهم الانجيل ونبؤاته ، وأن القدس هي قلب اسرائيل، وأن المعبد هو قلب القدس. مشروع جوزيف:- تساعد هذه المنظمة الاسرائيليين من كافة فئاتهم وقد بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها لليهود في فلسطين المحتلة العام الماضي 2.7مليون دولار اضافة الى 640 طنا من المواد الاغاثة والادوات الطبية ، والعاب الاطفال ، ومعدات دفاعية لحماية المستوطنات. منظمة دعم المؤسسات الاسرائيلية:- يدعو أعضاء هذه المنظمة لدعم اسرائيل بالصلاة من أجلها ، ودعمها بالمال ، وتصدر المنظمة رسالة إخبارية، وأشرطة سمعية وبصرية ، وتنشر كتبا خدمة لاهدافها. مشروع اكسبرس:- مؤسسة تعمل اساسا في أوكرانيا ، ولها 16 فرعا في الجمهوريات السوفياتية السابقة واشهرها في روسيا، ومولدوفيا، و بيلاروسيا، يقدم المشروع مساعدات لليهود المهاجرين الى اسرائيل لتغطية نفقات السفر من مكان السكن الاصلي حتى الوصول الى فلسطين المحتلة. منظمة البشرى لاصدقاء اسرائيل:- تأسست عام 1938م لحماية اليهود من الاضطهاد النازي ، وما تزال تعمل لدرء الشبهات عن اليهود والدفاع عنهم ، وتدعو لتوطين اليهود في فلسطين على اعتبار ذلك حقا مقدسا لهم.. .منظمة الشفعاء الامريكيين:- للمنظمة فرع خاص بقضايا الشرق الاوسط ، واصدرت دليلا بعنوان (31 صلاة يوميه ودعاء ) لمباركة اسرائيل، وأمريكا والشباب،وتصدر نشرة دورية للتعرف على المقاومة المسلحة الفلسطينية بعنوان(الهجمات على اسرائيل). السفارة المسيحية العالمية في القدس:- تعتبر هذه المنظمة أحدى أهم المنظمات المسيحية الصهيونية تأسست هذه المنظمة عام1980م بعد أن أعلنت اسرائيل أن القدس هي مدينة موحدة وعاصمتها الابدية (وتهدف الى تأمين الرفاه لبني صهيون) تحقيقا لقول الرب (الرفاه لشعبي ) أخبر القدس بود أن القيام على خدمتها قد انتهى،وأن خطاياها قد غفرت ، وان حسناتها قد تضاعفت،كما تهدف الى حماية اليهود من أعدائهم وأعداء السامية،وتعمل على حمايتهم ، والعمل على تحقيق وعد الرب لهم ، وأن اسرائيل بحاجة للدعم ، وتدعوا المنظمة أتباعها للصلاة والدعاء يوميا لنصرة اسرائيل. جاء تأسيس هذه المنظمة بعد حرب1967م ونقلوا مقر هذه المنظمة الى منزل المفكر الفلسطيني الراحل أدوارد سعيد في القدس ، كرسالة رمزية ، وهي أن المسيحيين لايمكنهم الوقوف أمام أفكارها،وتنظم هذه السفارة برنامجا يقوم من خلاله المسيحيون الصهاينة من كافة انحاء العالم سنويا بزيارة للاراضي المحتلة للمشاركة في اليوم المسيحي العالمي للاحتفال بعيد الهياكل. وأبرز ما تقوم به هذه المنظمة لصالح اسرائيل: دعم اعادة بناء الهيكل. .....وتشجيع الدول على نقل مقرات سفاراتها الى القدس. والاصولية المسيحية وأتباعها في بريطانيا وأميريكا ، كانوا أول من دعا الى اعادة اليهود الى فلسطين ، واقامة دولة اسرائيل فيها - كما أسلفنا - ، فسعوا الى تحقيق ذلك بشتى الوسائل عن طريق انشاء الجمعيات والمنظمات التي قامت بالدراسات وجمع التبرعات لتوطين اليهود في فلسطين، كما أن أتباع الحركة الاصولية المسيحية كانوا أول من أنشأ مستعمرات في فلسطين لتكون نواه أولى لتوطين اليهود فيها، في وقت لم يكن اليهود يفكرون أصلا في العودة الى فلسطين لأنهم كانوا يعتقدون أن عودتهم يجب ان تتم بمعجزة الهيه ، وليس بفعل البشر . وعندما ظهرت الحركة الصهوينة على يد هرتزل،حيث أنه وجد الارض أمامه ممهده لانشاء الدولة اليهودية ، ووجد العون والمساعدة والتشجيع من الحركات الاصولية المسيحية وأتباعها ، حتى تمكنت الحركة الصهيونية من الحصول على وعد بلفور، وتسهيل الهجرة الى فلسطين في ظل الانتداب،وأخيرا تم الاعلان عن قيام اسرائيل في عام 1948م .( )
الصهيونية المسيحية الأصولية( البروتستانت )بقلم : د. سامي عطا الجيتاوي
تاريخ النشر : 2017-12-13