ماذا بعد القرار الأمريكي بخصوص القدس؟ بقلم د. عبد الرحيم سويسة
تاريخ النشر : 2017-12-13
ماذا بعد القرار الأمريكي بخصوص القدس؟ بقلم د. عبد الرحيم سويسة


ماذا بعد القرار الأمريكي بخصوص القدس
======================
بقلم د. عبد الرحيم سويسة

هل نستمر بالتمسك باتفاق أوسلو الذي لم ينفد الجانب الإسرائيلي شيئا من استحقاقاته وخرقه راعيه الأمريكي، وماذا يبقى من المثلث بعد أن يفقد اثنين من أضلاعه ؟

هل نتمسك بهذا الاتفاق الذي كان هزيلا وتآكل حتى أصبح منعدماً أم نعلن وفاته ونتنازل عن هذه السلطة الهشة والمهينة ونظل متمسكين بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كما اعترفت بها الأمم المتحدة ونعلنها دولة تحت الاحتلال ، ولتتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها لتنفيذ قراراتها مع التذكير أيضا بالمسؤولية الأدبية والأخلاقية والقانونية التي تتحملها الأمم المتحدة في صناعة مأساتنا منذ قرارها بوضع فلسطين تحت الوصاية مرورا بقرارها تقسيم فلسطين والاعتراف بإسرائيل إلي يومنا هذا.

استمرار الوضع الحالي يؤمن لنا الفتات لفترة مؤقتة سيليها ويتبعها وضع أكثر بؤسا ومهانة وسيؤدي في نهاية المطاف إلى احد احتمالين :

الاحتمال الأول أن تتم محاصرتنا في معازل - قابلة للتآكل والتقليص – محاطة بالمستوطنين مثل المعازل التي أقيمت للسكان الأصليين لأمريكا والذين سموهم ظلما بالهنود الحمر، والتي أدت في نهاية الأمر إلى القضاء على هذه الشعب الطيب والذي كان متحضرا متسامحا وبلغ تعداده أكثر من 100 مليون إنسان.

الاحتمال الثاني أن يتم تهجيرنا بالقوة من الضفة الغربية وفرض الترانسفير الذي يلوحون ويهددون به منذ زمن والذي يتوافق مع رغباتهم وإستراتيجيتهم بتفريغ الأرض وسلبها من سكانها وبدون تواجدهم فيها،علما أن الرأي العام العالمي قد أصبح معتادا ومهيأ لمشاهد الترحيل والهجرة.
وفي المقابل فان إعلان موت أوسلو وتحميل الأمم المتحدة مسؤولياتها يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى واحد من 3 احتمالات :

1 ))  إما فرض الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كما قررتها المم المتحدة.
2)) أو فرض صيغة دولة واحدة لشعبين في فلسطين التاريخية.
3  )) والاحتمال الثالث أن تتحول إسرائيل إلى دولة عنصرية مكشوفة تمارس الاضطهاد العنصري والابارتهيد مثل روديسيا التي قام العالم المعاصر بطي صفحتها.

إن أياً من هذه الاحتمالات الثلاث الأخيرة ورغم ما سيصاحبها بالبداية من معاناة ومشاق وفقدان لفتات الدعم الخارجي ومظاهر الدولة الكاذبة  إلا انه يظل أفضل من الوضع الحالي المهين والمذل والذي يحمل مخاطر رهيبة مثل الفناء أو الترحيل.