كيكة حماس أم القدس بقلم : غازي الخالدي
تاريخ النشر : 2017-12-11
كيكة حماس أم القدس بقلم : غازي الخالدي


بقلم : غازي الخالدي
صور كيكة الاحتفال بقرب انطلاقة حماس الثلاثين، التي أثارت الغضب في اوساط الشباب الغزي ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من مؤيدين ومعارضين للحركة، لم يكن أقل عضبا من قرار ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل دون مبالغة.
ردت الفعل هذه جاءت بعد خذلان الشباب بما قدمته حماس وغيرها من فصائل المقاومة واحتفاظهم بحق الرد الذي لم يبدي شيئا واقعيا وملموسا على أرض الواقع، وخاصة أن سقف توقعات الجميع كانت عالية، فالرد كان يجب ان يكون بحجم الجريمة التي ارتكبها ترامب، بل ليس ترامب وحده، فحكام العرب الذين قدموا القدس على طبق من ذهب، وبالأحرى قدموا الأموال والقلادات الذهبية تمهيدا لتقديم القدس وإبرام صفقة القرن التي صدعت رؤوس الجميع في الوطن العربي والعالم، منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية في نوفمبر من العام الماضي.
لسان حال المواطنين في غزة يردد، لماذا حماس لم ترد على هذه الجريمة، وإذا لم ترد الأن فمتى سيكون الرد، بالرغم من قدرتها العسكرية على الرد وبقوة وبل أنها ردت على الاحتلال في مواقف لا تعتبر في نظر البعض أهون من سرقة القدس.
التساؤلات كثيرة والواقع مكبل بالعديد من القرارات، لاسيما دوامة المصالحة التي لم تنتهي بعد وقد تكون السبب في اندلاع الحرب في حال فشلها، فالمؤشرات والتوقعات تقول أن المصالحة في خطر وخاصة ان توقيت التسليم وتسلم المهام قد حان موعدها اليوم، لكن النتيجة كانت على غير التوقعات، وبالأخص في ملف رواتب موظفي غزة .
بالعودة إلى كيكة حماس والخطأ التي ارتكبوه في نشر هذه الصور التي اثارت الضجة, تكمن في أن حماس تعرضت في اليومين السابقين للعديد من الهجمات وقصف لمواقعها العسكرية وارتقاء شهداء والمئات من الجرحى, دون أن تبدي أي ردة فعلاً غاضبة تعمل على تخفيف موجة غضب الشباب, واقتصرت على الخروج بمسيرات غاضبة وحاشدة تنديداً بقرار ترامب وبث العديد من التصريحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع, كذلك السماح لبعض الفصائل بإطلاق بعض الصواريخ على المستوطنات, رغم كل تلك الأحداث وبسبب تلك الأحداث كان الأسلوب والتوقيت غير مناسب لنشر هذه الصور وارتكاب تلك الغلطة الغير مغفورة برأي البعض .
الملف للنظر والمثير للجدل أن الشارع الغزي انقسم إلى مؤيد للحرب ومعارض لها وكلاً لها أسبابه, فالحالة التي وصلت إليها غزة, حالة مزرية لا تسمح بقرع طبول الحرب, والمأساة كبيرة, لكن مأساة القدس وسرقة التاريخ الفلسطيني, بعيون الجميع أكبر المآسي .
المقاومة وعلى رأسها حركة حماس التي تعتبر واجهة المقاومة في غزة, وأمل الغزيين بالتخلص من الاحتلال, بالرغم من عدم التوافق مع الحركة في بعض سياساتها, قد يكون لها حسابات ووجهات نظر أخرى يجهلها بعضنا, ولا يمكن للجميع أن يعيها ويستوعبها, فكلمة حرب ليست بالشيء الهين, فالتجربة خير برهان, وما خلفته حرب عام 2014 كانت قاسية وأثارها ما زالت محفورة في شوارع المدينة .
السؤال الذي يتردد في عقول الكثير هل ستحمل الأيام القادمة مفاجآت للاحتلال وتصعيد ونشوب حرب ضروس كما يتوقع أن تكون, أم ستمضي بنا الأيام كما نحن الأن وتنخفض وتيرة الأحداث وينسى ما كان .