عاصمة فلسطين.. والفرص المتاحة بقلم:حمزة البشتاوي
تاريخ النشر : 2017-12-11
عاصمة فلسطين.. والفرص المتاحة بقلم:حمزة البشتاوي


عاصمة فلسطين.... والفرص المتاحة

هل يعلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كما يعلم الجميع بأن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والهوية العربية لفلسطين هما مصدر إلهام وتعبئة وحافزاً إبداعياً للمقاومة والإنتفاضة والصمود، ففي القدس كانت أول ثورة عمت أرجاء فلسطين وهي هبة البراق في العام 1929 والقدس كانت حاضرة وبقوة في الثورة الكبرى عام 1936 وكذلك في انتفاضة الحجارة العام 1987 وأما انتفاضة عام 2000 فإنها عرفت بانتفاضة الأقصى بعدما إندلعت شرارتها بسبب اقتحام رئيس حزب الليكود أرييل شارون لباحات المسجد الأقصى وفي شهر أكتوبر عام 2015 انطلقت انتفاضة القدس على توقيت سرب الحمام وصوت الرصاص بما يتناسب مع قداسة المبنى والمعنى لمدينة القدس عاصمة فلسطين التي تجدد حضورها اليوم بانتفاضة باسلة على أيدي شباب فلسطيني يحمل بطولة الورد وصلابة السنديان يثور ويواجه بعزيمة وإيمان تداعيات قرار جائر يحاول نشر الإحباط وروح الهزيمة في أوساطه ولكنه الآن يسعى لتحويل الأمر الخطير إلى فرصة سانحة لاستمرار وتصعيد الإنتفاضة وإعادة إحياء قضية فلسطين وعاصمتها، لتحضر بما يليق بها على صعيد المكانة والمكان وفي زمن صعب يفرض علينا إعادة نشر كل المعلومات التاريخية والجغرافية والثقافية عن العاصمة الفلسطينية وهي القدس التي تعني الطهارة والبركة وتسمى ببيت المقدس بمعنى المكان المطهر من الذنوب وهي كانت وستبقى شامخة وعالية رغم كل التحديات.
وتقع القدس دون أن تسقط فوق هضبة في منتصف جبال نابلس شمالاً وجبال الخليل جنوباً، وهي لم تقع ابداً في فخ التزييف والإنحدار ، والقدس كانت وما زالت مطمعاً للغزاة المحتلين ولكنها بإصرار مهيب وألم كبير تقبض على جمر لحظتها وتحافظ على طابعها وحضورها رغم كل محاولات المحو والتغييب وهي مدينة القداسة والحب والسلام ومهبط الوحي وأرض الأنبياء ولها الوقع الكبير في نفوس المسلمين والمسيحيين والقدس التي لم تهدأ دفاعاً عن هويتها وقداستها تعرف كيف تدافع عن نفسها ولكن رئيس الولايات المتحدة الأميركية لم يعرف ولم يعرفوه بأنها وحدها كانت وما زالت توحد العرب والمسلمين والمسيحيين وهي وحدها من تجعلهم ينسون خلافاتهم أو هكذا يجب أن يكون.
حمزة البشتاوي