وقفة على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل بقلم كمال ابراهيم
تاريخ النشر : 2017-12-07
وقفة على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل بقلم كمال ابراهيم


وقفة على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل بقلم  كمال ابراهيم

إن قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب أمس ، الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل له أبعادٌ ستغير من مجرى الأحداث في المنطقة وعالميا .
وفي حين تعم الفرحة حكومة اسرائيل لهذا القرار كما بدت من الشكر الذي قدمه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو للرئيس الامريكي فلا شك أن هذا القرار ينطوي على تطور حاد وخطير يهدد العملية السلمية في المنطقة وليس من النافل اعتباره نهاية امكانية ايجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي اذ أن في هذا القرار ما يبشر بنهاية الأمل في اقامة  الدولة الفلسطينية المستقلة وذلك لأن الشعب الفلسطيني وقياداته لن يقبلوا بالقرار الامريكي هذا الذي يعني التنازل عن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية مستقبلا .
وهنا وجب القول إن القرار الامريكي يلقى معارضة غالبية دول العالم وقد راينا حتى الآن تنديدات بهذا القرار من عدد ليس قليل من حكومات الدول وفي مقدمتها تركيا وفرنسا اللتان اعربتا ان قرار الرئيس الامريكي احادي الجانب . وفيما ظهر نوع من الخمول على مواقف غالبية الدول العربية الا ان مصر والاردن استنكرتا القرار واعتبرتاه نهاية دور واشنطن في عملية السلام .
وفي الوقت الذي يبدو موقف ايران الاكثر تشددا في استنكار القرار الامريكي فمن المتوقع ان تصدر قرارات شديدة اللهجة من قمة منظمة التعاون الاسلامي والتي دعا الى انعقادها في اسطنبول الرئيس التركي رجب  طيب اردوغان  الذي كان قد اعلن ان قرار الرئيس الامريكي لاغٍ وباطل امام الضمير البشري والقانون والتاريخ شأنه شأن قرار اسرائيل بضم القدس والاجراءَات التي اتخذت بهذا الشأن .
ولا شك ان هذا التطور الجديد في قرار الرئيس الامريكي يثير تكهناتٍ مختلفة على الصعيد السياسي والامني محليا وعربيا وعالميا ، ففي حين استقبل النواب العرب في الكنيست هذا القرار بالغضب واعتبروه تحيزا سافرا من قبل امريكا لإسرائيل  فهناك رفضٌ اقوى من قبل السلطة الفلسطينية لهذا القرار وما له من ابعاد على عملية السلام .
ويظل الموقف الاكثر تشددا موقف حركة حماس التي سارع قادتها الى التهديد معتبرين قرار ترامب بأنه سيفتح أبواب جهنم على المصالح الامريكية واعتبرت حماس القرار الأمريكي  وعدا جديدا لاسرائيل  مؤكدة ان وعد ترامب لن يمر .
وفي الوقت الذي يتوقع فيه بعض المراقبين امكانية تصعيد التوتر في الاراضي الفلسطينية في اعقاب هذا القرار فان دولتين حتى الآن ايدتا القرار الامريكي وهما الفلبين ودولة اوروبية شرقية اللتان ابلغتا اسرائل بتيتهما نقل سفارتهما الى القدس .
وفي ضوء قرار ترامب وما صدر حتى الآن من تصريحات فلا شك ان هذا القرار سيجر تطورات سياسية وامنية ليس فقط محليا وانما عالميا ايضا .