نصرة القدس واجب ديني ووطني وأخلاقي "القدس لنا"بقلم فيصل عبد الرؤوف فياض
تاريخ النشر : 2017-12-07
نصرة القدس واجب ديني ووطني وأخلاقي "القدس لنا"
القدس تمثل قديماً وحديثاً عنوان العروبة النابض، فمن يُدافع عن القدس يُدافع عن الكل العربي، بل وعن شرف الأمة الاسلامية جمعاء، فالقدس لنا شاء من شاء وأبى من أبى.
فالقدس عنوان الأمة الاسلامية والعربية، حيث لها مكانةً دينية سماوية عند الله سبحانه وتعالى حيث قال الله جل وعلا "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" سورة الاسراء آية(1).
وكذلك لها مكانة مرموقة بين مدن العالم المقدسة، فهي مهبط الأنبياء، وملتقى الرسالات، و مسرى رسولنا الكريم "محمد" صلى الله عليه وسلم، وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فهي مدينة الأنبياء والمرسلين، هي مدينة النور والضياء، مدينة التضحية والفداء، تُشدُ الرحال إليها من كافة دول العالم الاسلامي والمسيحي لزيارة الأماكن المقدسة كالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وغيرها من أماكن العبادات في فلسطين.
وقد عزَها الله سبحانه وتعالى بالذكر الحكيم "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ(20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ(21) سورة المائدة آية(20-21).
هذه المدينة المقدسة تتعرض كل يوم لأكبر الهجمات الصهيونية الشرسة منذ احتلالها حتى يومنا هذا، في ظل العجز والتيه العربي المحيط بنا وبقضيتنا المركزية مع الاحتلال الغاشم، فلا موقف عربي قوي يدافع عنا وعن وطننا وشعبنا بكل قوة، أو حتى مطالبة المجتمع الدولي بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف في القريب العاجل، أو حتى محاولة فرض هذا الأمر والواقع بشيء من وسائل الضغط المتاحة عربيا، فكله يخضع للقول وليس للفعل، فقضايانا المركزية مع الاحتلال (القدس- المستوطنات-اللاجئين -الحدود -الأمن-الأسرى) وغيرها من القضايا الهامة المتعلقة بالشأن الفلسطيني قضايا تحتاج لقوة وعزيمة وإصرار ونية صادقة فعلا بلا ترجي أو تمني من هذا وذاك، اليوم وفي ظل الظروف المقيتة التي تحيط بنا وبقضيتنا العادلة، يطل علينا السيد/ ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية معلنا نيته بنقل سفارة بلاده للقدس بدلا من تل الربيع أو ما يسمى "تل أبيب"، ضاربا بعرض الحائط كل التحذيرات والمناشدات الوطنية والعربية والإقليمية وحتى الدولية من مغبة فعل هذا الأمر والتصرف الأحمق، هذا القرار وإن حدث فله مدلوله السياسي في علم السياسة بأنه اعترف بالقدس عاصمة للكيان وأنه بذلك انقض على كل قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة الداعية لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود ال"67" والقدس الشرقية عاصمة لها.
ونسي السيد/ ترامب بأن أبناء فلسطين وقادتها برجالها ونسائها وشيوخها وأطفالها لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء هذا التصرف الغير مقبول اطلاقا. بات الأمر واضاح وجليا ويحتاج منا وقفةً جادة وقوية تجاه وضع خطة سياسية محكمة بموقف سياسي فلسطيني وكذلك عربي أمام المحافل الدولية، بل ومطالبة مجلس الأمن والأمم المتحدة وكافة أحرار العالم ودعاة السلام بالتدخل السريع للحيلولة دون هذا الإعلان المقيت.
ألا يكفي ومن خلال المتابعة اليومية نشاهد القدس تتعرض كل يوم لهجمات متكررة من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه، ويتعرض أبناء شعبنا الفلسطيني للتنكيل والقتل وهدم البيوت والاعتقالات واقتلاع الأشجار وتجريف الأراضي المملوكة للفلسطينيين العرب، في محاولة لتهجيرهم والتضييق عليهم لأنهم متمترسين في أرضهم على الرغم من قوة الجلاد وشراسة حقده وأساليبه القذرة تجاههم؟؟؟؟
ان المساعي الدبلوماسية وحراك الرئيس "أبو مازن" والقيادة الفلسطينية المتواصل بهذا الخصوص ومناشدة المحافل الدولية والعربية ومطالبة دول العالم كافة وخصوصا الصديقة بما فيها روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والعالم العربي والاسلامي لهو واجب ديني ووطني وأخلاقي، سواء كان من أجل قضية القدس خاصة أو قضايا فلسطين عامة وعليه فإننا نقول التالي:
أولاً: نؤكد على أن القدس عربية وهي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.
ثانيا: نرفض رفضا مطلقا للقرار المقيت بنقل السفارة الأميركية للقدس واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال.
ثالثا: المطالبة الفورية والعاجلة بالتدخل الدولي السريع لمنع السيد/ ترامب عن نيته بنقل سفارة بلاده للقدس والاعتراف الصريح بها كعاصمة لدولة الاحتلال.
رابعا: ضرورة تشكيل خلية أزمة وطنية فلسطينية من داخل القدس وخارجها والوقوف سدا منيعا أمام هذا القرار الظالم والغير مقبول.
خامسا: التحشيد البشري والاعلامي الممنهج داخليا وخارجيا لكل الطاقات والجبهات الوطنية والعربية والاقليمية والعالمية تحت شعار واحد هو (نُصرة القدس واجب ديني ووطني وأخلاقي، القدس لنا) والدفاع عنها بكافة الطرق ضد الممارسات الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال الغاشم والمستوطنين في سكان القدس وممتلكاتهم وأرضهم المغتصبة.
سادسا: ضرورة تفعيل الهبات الجماهيرية الحاشدة والتأكيد على مشاركة الكل الوطني والإسلامي، وتفعيل وسائل الاعلام كافة لتسليط الضوء على قضية القدس بكل تفاصيلها.
وأخيراً القدس لنا، سائلين الله عز وجل ان يحميها ويحمي وأهلها وأن يحفظهم من كل سوء وشر، وأن يعيدها للأمة جمعاء عاصمةً أبدية لفلسطين الوطن.

بقلم/
فيصل عبد الرؤوف عيد فياض
6/12/2017