مناقشة ديوان "خروج من ربيع الروح" للشاعرة ابتسام أبو شرار بقلم: رائد الحواري
تاريخ النشر : 2017-12-07
مناقشة ديوان "خروج من ربيع الروح"
للشاعرة ابتسام أبو شرار
ضمن الجلسة نص الشهرية التي تعقدها دار الفاروق تمت مناقشة ديوان "خروج من ربيع الروح" للشاعرة "ابتسام أبو شرار" وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبد الله البيتاوي" منوها إلى ضرورة الاطلاع على كل ما يصدر من أدب بصرف النظر عن مستواه أو قيمته الأدبية، لأن هذا التناول هو الذي يعطي للكتاب فرصة كي يعملوا على تطوير أعمالهم في المستقبل، أما فيما يتعلق بهذا الكتاب فأنا لا أرى فيه ديوان شعر، وإنما هو مجموعة من النصوص النثرية وجدت بينها قصيدتين عموديتين مصنوعتين ، ولا أستطيع حتى أن أنسب هذه النصوص إلى قصيدة النثر لأنها تخلو من أية موسيقى أو صور امتازت فيها قصيدة النثر وإذا ما استثنينا اللغة الجميلة المستخدمة فيه، فلن اجد أي عناصر أخرى تجذب القارئ إليه، لهذا فأنا لا أرى من وجهة نظري المتواضعة أن هذه النصوص يمكن أن تجد السند الأدبي الذي يمكننا من أطلاق تسمية الشعر النثري عليها .
ثم افتتح باب النقاش فتحدث الشاعر "جميل دويكات" فقال أجد أن غلاف الكتاب منسجم مع المضمون، فهو مجموعة من الألوان متداخلة غير منسجمة فيما بينها، وهكذا كانت النصوص، نصوص تفتقد للصور الأدبية، فلا يشعر القارئ بحيويتها، وإنما بصناعتها أكثر من كونها بصورا أبداعية، لهذا أجد من الصعوبة بمكان إلقاء هذه النصوص أمام الجمهور، وإذا ما استثنينا قصيدتي "رسالة من فوق المنفى وقصيدة ما قاله المخاتل" لن نجد هناك شعر موزون أو حتى غير موزون ، وإنما نصوص تفتقد للصور الأدبية والفنية، من هنا يمكننا الاستنتاج باهتمام الكاتبة بالشكل على حساب المضمون والجمالية، والمقصود هنا بالشكل الخارجي للنصوص وليس بالشكل الأدبي،وإن كانت طباعة الكتاب جيدة من كل الجهات كورق وحرف وحتى تشكيل إذ نجدها خالية من الأخطاء تقريبا , مما يشير إلى تمكن الكاتبة من اللغة العربية تماما، لكنها إجادة أكاديمية/تعليمة وليست إجادة إبداعية أدبية.
وتحدث الأستاذ "محمد شحادة" فقال: إن الكاتبة تتحدث بنفس فلسطيني عميق، ونجد هنا بعض القصائد فيها عمق في المضمون، أما بخصوص ما جاء في الكتاب ففي غالبيته هي نصوص نثرية وليست بشعر، وأكثر ما يشد القارئ إلى هذا الكتاب هي اللغة القوية التي استخدمتها الكاتبة، لكنها تفتقد للصور الأدبية التي تمتع القارئ، لهذا أجد النصوص مصنوعة صناعة وليست ناتجة عن حالة هيام إبداعي، لكن من خلال بعض النصوص التي جاءت في الكتاب يمكننا الاستنتاج أن الكاتبة تمتلك نفس كتابي طويل أقرب إلى النصوص الملحمية فالأفكار التي تطرحها متنوعة ومتباينة، فنجد هناك المضمون الثوري، والتاريخي والديني وهذا يشير إلى سعة اطلاعها على النصوص والأفكار الأخرى.
ثم تحدث الأستاذ "سامي مروح" فقال: لم اشعر بأن هناك ما يشدني لهذا الكتاب، لأن الأسلوب الذي قدمت فيه النصوص أسلوب المحاضرة أو الدرس "المعلم والطالب" فكل الأفكار تقدم جاهزة بحيث لا تترك للقارئ أية مساحة أو هامش للتفكير، فهذه المباشرة قتلت النصوص وأفرغتها من شعور المتلقي بالاندهاش أو الاستمتاع، وكما أن انعدام الصور الفنية جعل النصوص باهتة وضعيفة، وإذا ما توقفنا عند التناص مع النصوص الدينية وخاصة القرآن الكريم فقد شعرت بأنها كانت مقحمة في النص وليس لها أي مبرر على الإطلاق، وأجد بأن الكاتبة تمتلك روح كتابة الرواية لأن هناك (طول نفس) في نصوصها.
ثم تحدثت الروائية "خلود نزال" فقالت أن تناول الكاتبة الآيات القرآنية كان مقحم في الكتاب ولم أجد فيها أي جمالية بالمطلق، أما بخصوص المحتوى الأدبي في الكتاب فهو ليس ديوانا شعريا بل مجرد نصوص، ولا أقول "قصائد نثرية" لأن الشكل الذي قدمت فيه لا يتوافق مع مفهوم "قصيدة النثر" فلا نجد أي صور فنية أو أدبية فيما قدم لنا، ونشعر ونحن نقرأ الكتاب بأن الصناعة فيه أكثر من الإبداع، فمثلا في الصفحة رقم 11 نجد استخدام الألف بطريقة فجة تشعر القارئ بأن الكاتبة أجبرت نفسها أو أن نهاية المقاطع أجبرتها على وضع هذه الألف في نهاية المقاطع، ولم تأت من مخارج إبداعية، واجد بعض الكلمات ليس لها أي داعي مثل كلمة (الأنوات) في الصفحة 8، ولا ادري ماذا تقصد بها، من هنا كان الكتاب غير مثير وغير موفق أدبيا، وإذا ما استثنينا اللغة, وهي لغة جيدة, يكون الكتاب مجرد نصوص لا تحرك المشاعر ولا العقل، وكان أجدر بالكاتبة أن تتروى قبل إخراج هذا الكتاب للقراء.
أما الروائية "عفاف خلف" فقالت هناك لغة جيدة ولكنها تخلو من الصور الجمالية، من هنا كان أثر النصوص علينا عادي جدا، لأنها تفتقد للعمق سواء أكان ذلك على مستوى المضمون الذي جاء بشكل مباشر وجاهز، أو على المستوى الفني والأدبي، فعدم توفر الصور الجمالية جعل النصوص باهتة وغير مثيرة، لهذا لا يمكننا القول بأن هذا الكتاب يحمل بين دفتيه قصائدا نثرية، بل نقول يحمل نصوصا نثرية، وأجد بأن العنوان لم يكن موفقا، "الخروج من ربيع الروح" فالكاتبة تعيش في فلسطين وليس في المنفى.
وفي الختام تحدث "رائد الحواري" فقال أن أهم ما يميز هذا الديوان هو استحضار النصوص الدينية خاصة من القرآن الكريم، فهناك كما كبيرا من النصوص والآيات التي تم تضمينها وهذا قد أعطى الديوان جمالية خاصة من وجهة نظري .
وفي الختام يمكن القول بأن هناك شبه إجماع على أن الكتاب هو مجموعة نصوص أدبية وليست شعرية وإن كانت لغته قوية وجميلة وقد خلت من الأخطاء اللغوية تقريبا وأن طباعته جيدة ومتقنة و"متعوب عليها " كما يقولوا.
هذا ويمكن الإشارة إلى أن اللجنة في الجلسة التالية سوف تناقش واحدة من روايات السجن وهي بعنوان ( وجع بلا قرار) للكاتب كميل أبو حنيش وذلك يوم السبت الموافق 16/12/2017
لمن يريد المشاركة في النقاش يمكنه الحصول على نسخة من الرواية من دار الفاروق، شرق المقاطعة مقابل مركز اسعاد الطفولة أو من المكتبة الشعبية ناشرون، شرق البلدية شارع حطين في مدينة نابلس.