الى الرئيس الامريكي : القدس ليست من املاكك لكي تهبها للصهاينة بقلم : وليد رباح
تاريخ النشر : 2017-12-07
الى الرئيس الامريكي : القدس ليست من املاكك لكي تهبها للصهاينة
بقلم :  وليد رباح   – الولايات المتحدة الامريكية

بدولاراته وملايينه وملياراته استطاع ان يصبح رئيسا .. ولو انه من عامة الشعب الامريكي ورشح نفسه للرئاسة ما أخذ صوتا واحدا .. فالشعب الامريكي ليس غبيا .. ولكن ذلك ينبع دائما من امثال هذا الرئيس الذي يريد ان يشعل حربا غير متكافئة بين الفلسطينيين والصهاينة .. وهو في قرارة نفسه يعرف جيدا ان الشعب الفلسطيني اعزلا .. اما اعداؤه من الصهاينة .. فهم بفعل الدعم الامريكي اصبحوا قوة قاهرة تقتل وتذبح وتشوي وتقلي بعلم هذه الادارة التي اوصلتنا الى حال من اليقين ان ديمقراطية امريكا التي يتغني بها هو وغيره قد اصبحت دكتاتورية تجعل الانسان يتقيأ ما في داخله .. والشعب الامريكي شعب متحضر .. ويعرف ان رؤساءه الذين اتوا اليه على مدار اعوام واعوام لا يعملون لمصلحة الشعب الامريكي .. ولكنهم من اولهم الى آخرهم يعملون لمصالحهم الخاصة .. بحيث يزداد الرئيس غنى على غناه .. ويزداد الفقير فقرا .. ولا يغرنك الفتات الذي تعطيه المؤسسات الامريكية للفقراء لكي يٍأكلوا .. انها مسكنات لكي تتبجح تلك الادارات بانها مع الشعب والى الشعب .. اما في الحقيقة فانهم يرتقون الى كرسي الرئاسة لكي يزداد الغني منهم غنى .. ويزداد الفقير فقرا .

يا سيادة الرئيس : الشعب الفلسطيني لم يضطهد اليهود يوما .. لقد عاشوا بين ظهرانينا كعرب وليس كفلسطينيين وحدهم في بحبوحة من العيش .. عاشوا في سوريا وفي مصر وفي لبنان وفي المغرب وفي تونس وكل بقاع الارض العربية دون عنصرية .. فلم لم تعطهم قطعة من كاليفورنيا مثلا لكي يعمروها اواريزونا لكي يجتثوا الافاعي منها ..  كنا نجوع ويأكلوا .. وكانوا مطمئنين في حياتهم وقد تربعوا على احسن الوظائف في الوطن العربي .. منذ ايام الاندلس العربية وحتى عام 1948 .. ولم نضطهدهم يوما .. وهناك ممن لا يزالوا يعيشون منهم عليكم ان تسألوهم ان كانوا قد تعرضوا يوما للاهانة او قطع الرزق او الاضطهاد .. ان من اضطهدهم هم الاوروبيون .. وحتى قبل احتلال فلسطين من قبل الصهاينة .. كان اليهود يأتون الى فلسطين فيستقبلهم الشعب الفلسطيني ويقيم العلاقات التجارية معهم ويعتبرهم ممن اجحفوا في حياتهم في اوربا وفي العالم .. وظل ذلك قائما حتى وعد بلفور الذي اجاز لهم ان يحتلوا البلاد والعباد .. فاصبحوا اعداء بعد ان كانوا اصدقاء ..

يا سيادة الرئيس : ان مركزك كرئيس لا يجيز لك ان تعطي ما لا تملك الى من لا يملك .. وان القهر والقوة مهما طال الزمان لن تكون طريقا لاحتلال ارض ما للغير .. فلا بد مع الزمن ان يصبح القوي ضعيفا .. ولا يستبعد ان يصبح الضعيف قويا .. فهذه الحياة سجال بين هذا وذاك .. والتاريخ يشهد على ذلك .. فالقدس ليست من املاكك لكي تهبها للصهاينة .. واقول الصهاينة وليس اليهود .. فنحن لسنا اعداء لليهود .. ولكننا اعداء الصهاينة الذين اتوا الينا من كل بلاد العالم لكي يطردوا الشعب الفلسطيني من ارضه والاستيلاء عليها بالقهر والقوة .. وللتدليل على ذلك .. فاني امتلك في فلسطين وراثة عن والدي واخوتي بيتا لا ارضى بكل ذهب هذا العالم لكي اتنازل عنه لجنابك ولصهيوني اتى من اصقاع هذا العالم لكي يحتله ويطردني منه الى بلاد الدنيا .. ولو ظل البيت بيتي ما لجأت الى امريكا لكي اعيش فيها .. فذلك البيت عندي يساوي كل ذهب امريكا وخزائنها ..

يا سيادة الرئيس : ان الثقافة الامريكية تقول بان الارض الامريكية للامريكيين .. والثقافة الصهيونية تقول انهم كانوا في فلسطين قبل الاف السنين لكنها كانت تعرف بارض الكنعانيين .. فاذا كان ذلك كذلك .. فما الذي يبقيك رئيسا وانت تعرف تماما ان امريكا ليست لك .. انها ارض الهنود الحمر .. جاء اجدادك اليها غازين فقتلوا وذبحوا واحتلوا الارض واقاموا دولة اولى في هذا العالم .. وبما ان تجربة اجدادك قد نجحت .. فانك تجيز لنفسك ان تكرر التجربة في فلسطين فتؤيدها .. ليس تأييدها فحسب .. بل لتهديها لمن جاء واحتلها وطرد السكان منها الى اصقاع هذا العالم . ولكن الشعب الفلسطيني يا سيادة الرئيس ليس هنودا حمرا .. ولسوف تظل فلسطين في ذاكرتهم ابد الدهر .. ولسوف يظلون يناضلون حتى يستعيدونها .. والتاريخ يشهد على ذلك .. فقد احتلت فلسطين عبر التاريخ مرات ومرات .. ولكن الفلسطينيين عادوا اليها مرفوعي الرأس بعد ان ضحوا بالكثير .. ولسوف يتكرر التاريخ مرة اخرى .

وتدليلا على ذلك .. فان المرأة الفلسطينية ولادة .. فقد ظل بعض الفلسطينيين في وطنهم وكانوا خمسمائة الف فلسطيني .. اما اليوم فانهم يقاربون المليونين .. واذا ما ذهبنا الى منفاهم فانهم ثلاثة عشر مليونا .. اما الصهاينة فانهم لا يتجاوزون هذا العدد الا قليلا .. ولسوف يظلون ينجبون العباقرة والكتاب والادباء والمخترعون حتى يوم القيامة .. فافق من سباتك يا سيدي .

يا سيادة الرئيس : انا امريكي بالتجنس .. ولو ان بيتي وفلسطين عادت لي فلن ابقى في هذا البلد دقيقة واحدة . ولا انكر انني بنيت نفسي اقتصاديا على الاقل في هذا البلد الذي اعتبر نفسي ضيفا عليه نتيجة جهدي وعرقي وعملي  .. واني لاشكره على ذلك .. ولكني يا سيادة الرئيس ..  اعتبر بيتي الطيني في فلسطين اجمل من كل ناطحات السحاب في نيويورك . واروع من كل ذهب امريكا  .. واجمل ارض يعيش عليها الانسان دون  خوف .. ودون دبابات ورصاص وطائرات تقصف اطفالي وترسلهم الى الجحيم ..

يا سيادة الرئيس : انت تقول انك وعدت اذا ما انتخبت رئيسا ان تعطي القدس للصهاينة .. وهذا مخالف للقانون الامريكي .. فانت لا تملكها لكي تعطيها .. ولكنك استغللت منصبك لكي تفعل ذلك .. وهذا يعني انك مشترك مع الصهاينة في سرقة ارضي .. مما يعطيني الحق ان ارفع قضية في القضاء الامريكي النزيه لكي يحكم لي باستعادة ما فقدته .. والا .. فانت مغتصب كما هم الصهاينة ..

اخيرا يا سيادة الرئيس .. أرجو ان تستفيق من حلمك فتوفر على نفسك ان ترى اشلاء الاف الاطفال يموتون مجانا .. فالشعب الفلسطيني ليس خانعا لكي يرضى بما تقوم به .. وانا لمنتظرون .