تمكين الحكومة و تسكين الشعب !- ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-11-25
تمكين الحكومة و تسكين الشعب !- ميسون كحيل


تمكين الحكومة و تسكين الشعب !

نازل عفريت على بعض الشخصيات الفلسطينية اسمه ( تمكين الحكومة )؛ فرغم الخلل المتمكن من إجراءات وتنفيذ المصالحة، و تصميم آخر على التمكين من تحصيل الجباية والرسوم والمخالفات والتمسك بها؛ فقد خرج عن النص الأخ عزام بطريقة عفريتية؛ إذ صرح بأن وزارة المالية في الحكومة الفلسطينية لم تحصل على أي مبالغ تتعلق بهذه الجباية، ما يدل على أن الطرف الآخر من الانقسام لا يزال لديه الإصرار على فصل المال عن المصالحة، كما هي النية في فصل الأمن عن المصالحة، وكما هو التخطيط بفصل تل السكن عن التاريخ الفلسطيني ومحو أي آثار تدل علينا في هذا المكان.

 كما أن القضايا تتشعب؛ فما صرح به الأخ وليد العوض كان أكثر وضوحاً من تصريحات الآخرين، و وضع النقاط على الحروف، وأصبح الموضوع واضحاً على عكس تصريحات بعض من أشباه ما يسمى بقادة وكوادر بعض الفصائل الفلسطينية الذين تميزوا بتوجيه التهم الباطلة! فمن غير المعقول أن يقوم أحداً – ما- من هؤلاء الذين أشرت إليهم للتعبير عن ما في باطنه من حقد؛ ليقول أن حركة فتح لا تريد مصالحة وإنهاء للانقسام في محاولة لإظهار بطولة مزيفة، وعليه لا بد من توضيح الأمور ونقاط الخلاف بطريقة سلسة لا تعتمد على تسكين الشعب أو تضليله؛ بل توضيح حقيقة ما يجري في القاهرة وفي غزة!

 نتفهم أن الأمور ليست سهلة ونرفض أن يتم استغلال الصعوبة من خلال التغاضي عن أمور واضحة للمواطن الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة وإطلاق تصريحات أو عبارات لا تحمل دلالات وحقائق أسباب التعثر؛ وبالرغم من كل ما يدور حولنا من أحداث لم نتأثر بها، ولم نستوعبها فالصراع المحتدم بين الدول والأطراف والجهات المتعددة بسبب رؤيتهم السياسية والطائفية والدينية لم تشكل رادع لنا لا بل نتعامل بشكل شبيه لها على الطريقة الفصائلية !؟ فالقصة ليست في عنوان تمكين الحكومة أو استلام زمام الأمور بل في توضيح الإشكاليات الحقيقية التي تتمحور في بعض المواقع أو الهيئات التي يأبى ساكنيها الرحيل أو المغادرة.

 وفي سياق الموضوع لا أتفق مع مَن يرى أن المصالحة في حالة موت سريري أو أن الاجتماعات لم ترق للمستوى المطلوب؛ لأن نقاط الاتفاق على بنود خصام سياسي لسنوات لا يمكن أن تحل بجرة قلم، خاصة وأن الله وحده يعلم ما في داخل النفوس وفي النيات وما يدور في فلكها من المصالح.

 وفي مخارج البيان الختامي لاجتماع الفصائل في القاهرة، فقد أصبح الشعب الفلسطيني على مدى تاريخ نضالي طويل يدرك تماماً حقائق الأمور، ولم يعد ينتظر بيان من هنا أو هناك فالبيانات ليست إلا حلقة موصولة بما عاصره الشعب الفلسطيني من حالات الإدانة والشجب والاستنكار؛ والعبرة بالنسبة إليه الممارسة الفعلية والعملية على الأرض، لذلك ومع رفض التسرع والتصريحات الخارجة عن اللعبة السياسية الفلسطينية، وبعض المجاملات السياسية أو نقيضها من الشعارات الوطنية التي يراد بها باطل؛ فإن الحكم على كل ما يجري ليس صعباً وإلى أولئك المتسرعون عليهم تخفيض السرعة؛ أما أصحاب عفريت تمكين الحكومة فصمتهم أفضل إلا إذا قرروا قول الحقيقة .

كاتم الصوت:
قرار رفع الإجراءات التي اتخذت بحق قطاع غزة يحتاج إلى قرار رفع السيطرة في المقابل عن بعض الأماكن الأرضية والتعليمية والصحية !

كلام في سرك: مصدر رفض الإفصاح عن اسمه ( الوطن الفلسطيني بحاجة إلى حكومة جديدة تتعامل بحرفية مع الواقع الفلسطيني الجديد ) ...معاه حق !

شهرة : انتظر طويلا في الشارع حتى يلتقط صورة ( صورة شهرة ) !