صابر حجازي يحاور الشاعرة الإيرانية سانازداودزاده فر
تاريخ النشر : 2017-11-21
صابر حجازي يحاور الشاعرة الإيرانية سانازداودزاده فر


صابر حجازي يحاور الشاعرة الإيرانية سانازداودزاده فر  
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها  بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا  
 ويأتي هذا اللقاء رقم ( 53 )  ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار

س:- كيف تقدمين نفسك للقارئ؟
أنا شخص يحب الحياة. فالحياة مليئة باللطف والحرية
و الشعر هو وسيلة لهذا النوع من وجهة نظري  .وبرایی الشعر يمكن أن يكون مساهما جيد لتوسيع هذه الرؤية

س:- انتاجك الادبي ..نبذة عنة ؟
 لقد بدأت رحلتی الفنية مع المسرح لعبت في الكثير المسرحيات وفزت بالعديد من الجوائز ,ولقدعملت في مجال رواية القصص للأطفال ايضا.
وبدأت بكتابة الشعر في أشكال القوالب الكلاسيكيه و لقد تم نشر كثير من قصائدی في المواقع و المجلات و الصحف الإيرانية ولكن بسبب الرقابة لم يستطع طبع ديوانی في ايران .
تم ترجمة اول ديوان لي بعنوان " امشي علي حروف ميتة" بالعربية و تم نشر معظم قصائده في اهم المواقع و الصحف و الجرائد العربية وکتبوا دراسات كثيرا عنها.بالإضافة إلى اللغة العربية تم ترجمة قصائدي الي لغات كثيرة منهم الانجليزية،ألمانية ،سويدي،التركي،فرنسية،كوردية و اللغة البوسنية.
هذا ولقد صدر كتاب عن مجموعة من الشعراء النساء الإيرانيات في تشكوسلوفاكيا بترجمة رادك هاساليك يتضمن ثلاث شاعرات إيرانيات و انا كنت واحدة منهن.و من أعمالی الجديدة مجموعة قصص الأطفال و مسرحية و مجموعتین الشعری للترجمه
و ديواني الشعري الجديد جاهز للطباعة  بعنوان  " السعادة، الميت له قبر" الذي يجري إعداده لتسليمه إلى الناشر و من   خلال ترجمة  بعض قصائد هذا الكتاب  ونشرهم فی الجرائد المحلية والأجنبية ساحاول معرفة اثر هذا الکتاب علي الجمهور

س:- كيف تري المشهد الثقافي الايراني  ؟ وماذا تريدي منة ؟ وما هي أفكارك التي تطرحيها لتطوير هذا المشهد ؟
المشهد الثقافي الايراني دینامیکی ويعج بالحيوية رغم كل قيوده والبيئة السياسية المحدودة ,, وعلى الرغم من ان هناك نظرة انتقائية للحکومه في الفن، فكل هذا خلق الكثير من القيود علي الفن. ولكن الفنان الایرانی حاضرفي قلب المجتمع وموجود مع كل الصعوبات في الفضاء الاجتماعی فی المجتمع .
ويحاول الفنان الايراني برغم جميع التكاليف التی تصرف لیدفعون قي إنتاج الأعمال الفنية لجانب واحد فقط،فان الفنان الایرانی يحاول دائما ان یکون  قيادي التيار  ولا ینصع في التیار بصرف النظر عن الحدود  التي تضعها الحكومة.
فهم مساله صنع التیار فی مجري  مغلق يتطلب الوجود والعیش في مثل هذه الأجواء... حتی ندرك صعوبة العمل الفني في إيران.  الفن غیر محدود ولكنة دائما یصطدم بالحدود.
واجد انة  لتطوير هذا المشهد حيث ان الفن الآن مع وجود العالم الافتراضي والاینترنت یقع أمام جمهور عالمي.یجب ان نفکر عالمیا ونسعی لإيجاد لغة مشتركة مع المنطقه و العلاقات المحيطة بنا ونسعي إلى القواسم المشتركة الثقافية

س : هل في نموذج من كتاباتك ؟
عندَما تَفتحُ الصَّحيفةَ
يقفزُ مِنها صاروخٌ إِلى الخارجِ.
المآتمُ والموتَى الَّذينَ يخشَونَ القبرَ
خفيُّونَ وراءَ ظهرِكَ
أَصواتُهم صفاراتُ إِنذارٍ حمراءَ.
طائراتٌ عدَّةٌ علَى المائدةِ
تخترقُ حاجزَ الصَّوتِ فِي الغُرفةِ.
تحصلينَ على خندقِ خلفَ منضدتِكِ
وتُهدِّدينَهم كلُّهم لأَن يَعودُوا إِلى الصَّحيفةِ.
تُزحفِينَ،
وتُطبِقينَ الجريدةَ علَى بعضِها،
وتتظاهرينَ بالنَّومِ.
معَ هذهِ الصَّحيفةِ لاَ يمكنُ إِزالةَ هذهِ النَّافذةِ.
من ديوان امشي_على_حروف_ميتة

س:- كيف يمكن للكتابة الادبية ان تعالج الواقع الايراني وتعبر عنة ؟
معظم الأعمال والتالیفات التي تم انتاجهم بعیدا عن النظام والحکم الحالي ولم توصي بها الحكومة    یشتمل و یتضمن حقائق ووقائع ملموسة و ملحوظة من المجتمع الإيراني الحقيقي والواقعي .
والفنان الحر المستقل الإيرانی... يحاول أن يكون مع مجتمعه  ويعکس احتياجاته الحالية والمستقبلية و يعالج المشاكل بأفكاره التی تتجسد في ابداعه.

س :- لكل مبدع محطات تأثر وأب روحي قد يترك بصمات واضحة خلال مراحل الإبداع،.. فما هي أبرز محطات التأثر لديك،.. وهل هناك أب روحي؟
بالتأكید هی هکذا.وبشأني و فیما یخصنی  من الحركة الادبيه الإيرانية الجديدة،ادين نفسی لفروغ  وأحمد شاملو جدا. ولكني الآن مهتمه جدا بفضاء قصائد بروسان

س :- ما أقرب قصائدك الي نفسك ؟ مع ذكرها ؟
یوجد کثیر و منهم هذه القصیده :
"  كلُّكَ فِي عالمِي فجأَةً بدونِ مقدَّماتٍ،
    وبدونِ وجُودِكَ؛
   كلُّ العالمِ
    كانتْ لديهِ مقدَّماتٌ للظُّهورِ".

 س : كيف كانت بدايتك مع الكتابة الادبية؟ وما هي أهم المؤثرات التي أثرت في تكوين اتجاهاتك الأدبية ؟
 بدأیتی مع الكتابة هو الشعور الذی بدأ يتصارع معی فی بالی .ومحاولة فهم أفضل للكون .تصویر العالم یکون
أسهل مع الشعر ویستطیع ان يتسرَّب و يخترق  القلوب .
 الشعر هو تکرر و اعادة  أفكارك فی ذاكرة وافکار الآخرين  وهذه يقوي بقاء الفكرة..

 س : لكي موقع خاص باسمك  - فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل  بين الاديب والمتلقي ؟
العالم الافتراضي و الاینترنت في الشرق الأوسط، هو مساحة الحرية الوحيدة فی هذه الأيام..ومع هذا العالم الا محدود یجب ان ننقل الواقع  الی حریه الافتراضي . بالنسبة لی ترجمة قصائدي الي لغات مختلفة أفسح المجال من امامي وجعلني اشعر  انة من الممكن أن تکون كتابتي تحقق التفاعل مع الاخرين .

س : هل قالت " الشاعرة الإيرانية سانازداودزاده فر" كل ما تريد أن تقوله أم إن هناك أفكاراً ما زلت لا تجرئين على طرحها؟
لیس حدیث عن الجراه و الشجاعة و لم تعد للجراءه معني قبل خمسين عاما . عندما تعيش في مجتمع مغلق و تحت قمع مستمر ،ولا تستطيع نقل رسالتک  الا  بالتلمیح  يصبح  إلايما  جزءا من حياتك  
. . كل ما أردت أن اقوله، يجب أن أقوله بشکل اخر ... و لكن لو كنا  نعيش  الحرية  بالمعني الحقيقي لكان
الکلام  یرتسم بشکل أخر على الورق .


س : كيف وجدت تلقي القراء لاشعارك - وما هو نوع الإشكالات التي واجهتيها مع مجتمعك ككاتبة ؟
إنتاج الشعر في إيران هو أبعد من الخيال..... فالمجموعات الشعریه تطبع بسرعه... وقاری وجمهور ليس لديه الفرصة لدراسة وقراءة جمیع هذه مجموعات الشعرية .....شعر اليوم اصبح  خاص قلیلا ولایجد الطریق الی الشعب او غير جارية  في عامة الناس... و ایضا أن التدفقات الشعریه قصيرة جدا ولاتستمر و وتأثير  و اثر هذه التدفقات الشعریه لا تصل إلى الذروة

س : هل في نموذج من كتاباتك ؟
إِذا زُلِزلَ أَيُّ مكانٍ فِي الأَرضِ
سيتَصدَّعُ بذلِكَ، أَيضًا، قَلبي
الَّذي كانَ يظنُّ
أَنَّها كالمهدِ
ستُنِيمُ هزَّاتُها آلامِي.
يَا أَرضُ
هلِّلي غِناءً لأَخطائِكِ
.
س : أَمشِي علَى حُروفٍ مَيتةٍ» ديوان كتب في الأصل باللغة الإيرانية وترجم إلى اللغة العربية - حدثينا عن هذة التجربة وكيف تمت ؟
هذا الكتاب هو حدث في العالم بلا حدود.في هذا العالم الافتراضي کنت انشر قصائدی مترجمه بالانجلیزیه و السید محمد حلمی الریشه. کان یتبع قصائدی علی الفيسبوك اتبعني و أصبح مهتم جدا بترجمته بالعربیه .

س : ما هي التوجهات الفنية في الوسط الأدبي العربي عندكم في ايران  ؟
تاثيرات الادب العربي قديمة وعريقة في الثقافة الايرانية بسبب الروابط الدينية ..ووقوع ايران جغرافيا ضمن الاقليم العربي...وبرز ذلك في الشعر بشكل واضح حيث ان هناك العديد من الشعراء اصولهم ايرانية كتبوا شعرا عربيا
وساهمت الثقافة الايرانية مساهمة واضحة في الدولة العباسية منذ نشاتها وكانت هناك تاثيرات سياسية وفنية وادبية فضلا عن علماء دين وفقهاء كبار كانت اصولهم ايرانية وكانوا يكتبون بالعربية


 س : الشعر الايراني في الأوساط العربية لازال غير معروف ولم تتضح ملامحه للقاريء العربي، ماهي المشكلة برأيك؟
- أعتقد أن بعض القضايا السياسية قد تم تهميشها في الشؤون الثقافية ...  وتقلصت التبادلات الثقافية بين الثقافة الإيرانية والمجتمع العربي...و ايضا قلة المؤسسات الأدبية المستقلة التي تبحث و تسعي الي السياق الحقيقي في هذا المجال
و ارئ انة ينبغي و يجب ان تكون الموسسات التي يكون الاشخاص المستقلون اصحابها  يسعون إلى هذا التبادل الثقافي

س : ماهي قراءتك للمشهد الإعلامي العربي في إيران؟
في ساحة الفن قصير و قليل جدا.
أقترح إنشاء موقع إخباري ثقافي على الأقل لتغطية أخبار الفنانين الإيرانيين والدول العربية


س : هل في نموذج من كتاباتك ؟
هواؤك عندما لاتأتي
 ___________

معَ دُخانِ سيجارتِكَ
وبآخرِ جُرعةٍ
أَزولُ أَنا.
معَ سيجارةٍ أُخرى
أَنتَ تَحرقُني.
لقدْ تعوَّدتَ عليَّ
إِذا تَركْتَني،
فإِنَّ صوتَ سُعالِكَ
سيَصدرُ منْ فمِي.
هواؤكَ، عندَما لاَ تأْتي،
يَصيرُ مطرًا
فأَحملُ مظلَّةً فوقَ كلِّ ذكرياتِكَ،
وقدْ كنتُ كَتبتُ كلَّ ذكرياتِكَ بالدَّمِ،
وفَهمتُ، فِي وقتٍ متأَخِّرٍ،
أَنَّهُ حينَ رَحيلِكَ،
كنتَ أَطلقتَ رصاصةً علَى المظلَّةِ.
الموتُ ورقةٌ بيضاءُ لِنصٍّ؛
يجبُ أَن نَكتُبَ علَيْها شيئًا
إِن كانَ مُمكنًا،
فأَنا مُستعدَّةٌ أَن أَكتُبَ سُطورَكَ.
أَدورُ
داخلَ دُخانِ سيجارتِكَ الَّتي أَشعلتَها،
ومعَ آخرِ رشفةٍ مِنها
يَبقَى عَقبُها،
ولاَ شيءَ يَبقَى منِّي.
ولِدتُ وكنتُ أَبكِي،
وعِشتُ وأَنا أَصرخُ كثيرًا؛
أُريدُ أَن أَرحلَ معَ ابْتسامةٍ
تُشبِهُ الـ«مُوناليزا».
عندَما أَشمُّ رائحةَ الحبِّ
لاَ تستطيعُ مروحةُ أَيِّ مصنعٍ
أَن تكونَ منافسةً لِي.
اُنثرُوني كبَتَلاتٍ،
وأَرسِلُوني إِلى «باريسَ»،
وادْعُوني «جُولييتَ»؛
سأَكونُ العطرَ الأَكثرَ بيعًا
عندَما لاَ أَستطيعُ أَن أَذهب
أَرسمُ حِصانًا.
صوتُ خُطَى الحصانِ
يمكنُ سَماعهُ حتَّى منْ بينِ الأَلوانِ.
هذهِ لوحةٌ
لاَ يمكنُ كبحُ جِماحها

س : أخيرا كلمة تريدي ان توجهها لمن شئتي ؟
شكرا اولا الي الاديب المصري صابر حجازي علي اتاحة فرصة هذا الحوار الرائع ..مع ملاحظة انة تم ترجمة الاجابات من من الفارسية الي العربية
وكلمتي هي رغبتي و حلمی الوصول إلى السلام والحرية في  منطقة الشرق الأوسط
منطقة ذات حضارة قوية و  ثروة وفيرة و قليل من الديمقراطية
————
*