لماذا تكرهون فلسطين؟ بقلم: أحمد طه الغندور
تاريخ النشر : 2017-11-21
لماذا تكرهون فلسطين؟ بقلم: أحمد طه الغندور


مقال بعنوان: لماذا تكرهون فلسطين؟
بقلم: أحمد طه الغندور.
    بين فينة وأخرى يطل علينا من بعض وسائل الإعلام أشخاصاً يمتلؤون حقداً على فلسطين، وقد لا نجد سبباً لذلك إلا أن هؤلاء النفر يريدون أن يعلنوا ولاءهم للصهيونية وللمتطرفين اليهود، والغريب أن ذلك لا يأتي كرد فعل على ذنب ارتكبه الفلسطينيون في حقهم أو في حق بلدانهم.
لهؤلاء وأمثالهم أقول لهم بدايةً؛ شكراً لكم!
نعم شكراً لأن ما ينضح به قولكم يُعبر رغم أنفكم عن مدى صدق السنة النبوية المشرفة، وأنها تصلح لكل زمان ومكان؛ فها هو حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام عن الروبيضة يفضحكم؛ فكما ورد: " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟  .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة».؟ وهذا من باب الإعجاز فقد جاء هذا الزمن وكنتم أولئك النفر الذين جاء وصفهم في الحديث الشريف.
كما أود أن أكرر شكري لكم لأنكم من خلال تشكيكم بتاريخ فلسطين، تعملون دون قصد على إحياء تاريخ فلسطين المجيد، وتزيدون رغم أنفكم شباب الأمة حباً في فلسطين.
فحين تتنطعون على شاشات التلفزة ويسمع الشباب قولكم عن نفي التاريخ الفلسطيني المسلم ـ هذا التاريخ الذي يتشارك فيه المسيحيون والفلسطينيون ـ وتزورون تاريخاً مدسوساً للصهاينة المطرودين بالمجازر في أوروبا ليكونوا رأس الحربة للاستعمار في الدول العربية؛ فإن ذلك كله يتنافى مع فطرة هؤلاء الشبان الأقحاح حول ما أمنوا به في كتاب ربهم ووعده الحق في سورة الإسراء، ويسعدون بقول ربنا تبارك وتعالى: " وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ".
كما أشكركم على أن جهلكم بالقانون الدولي يستدعي أن نبين أن القانون الدولي لا يأخذ بالادعاء بالحق الديني لحيازة الأقاليم؛ فما بالك إن كان مثل هذا الادعاء يقوم على أساطير واهية وخزعبلات رفضت حتى الأرض المقدسة في فلسطين التي شرفتها دماء الصحابة بأن تقبل أيِ منها؛ رغم كل الحفريات والتخريب وتزوير التاريخ الذي تفضحه المنظمات الدولية كاليونسكو.
أود أن أشكركم؛ لأن هذا الرجس الذي تنطقون به يستدعي ذاكرة الكبار في دول الخليج، حين كانت فلسطين بمدنها العريقة والمعروفة؛ مثل القدس، يافا، حيفا وعكا قبل الاحتلال في العام 1948 تعتبر من الحواضر المرموقة في المشرق العربي قاطبة وكان أهل الجزيرة يفدون إليها إيماناً وحباً وطلباً للعلم والتجارة، فهل يستطيع أمثالك أن ينكروا ذلك؟
ثم هل تعتقد أن بلادكم الكريمة تحفل بكم وبأمثالكم، ربما لدينا مشهد قريب قل أن يسقط من الذاكرة، للسيد مرزوق الغانم المحترم رئيس البرلمان الكويتي الذي نعتز به؛ تُرى ما هو تأثير فعله الرجولي النابع من دينه وعروبته على الأمة جمعاء إذا ما قارنه بصدى ما تجتر من هلوسات تعكس هذيان لا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تقودك! فهل لك أن تجيب؟
أخيراً؛ على المستوى الشخصي الشكر لك ولأمثالك؛ لأني للمرة الأولى أستطيع أن أطبق قول رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام؛ ((ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب))، هي صحائفك أملئها بما شئت، وأعلم أن الله سبحانه وتعالي سخر لفلسطين من أهلها ومحبيها من يقارعون الظلم والاحتلال ما يزيد عن قرن من الزمان، "فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ "  ومهما كانت قوى الطغيان لن تمحو ذكر الله عن هذه الأرض ولن تمنع الفلسطينيين عن نيل حقوقهم طال الزمان أو قصر، وأن الاحتلال وأذنابه غثاء كغثاء السيل؛ فأعرف حدك وصن لسانك.