من اجل عيون بنت العم بقلم سمير سليمان ابو زيد
تاريخ النشر : 2017-11-18
من اجل عيون  بنت العم بقلم سمير سليمان ابو زيد


من اجل عيون بنت العم
بقلم سمير سليمان ابو زيد
هناك مثل عربي قديم يقول : (ابن العم بنزل عن الفرس ) وفي الحقيقة الواقعة فان الحكام العرب وطيلة القرن الماضي قد قلبوا ظهر المجن وانزلوا العريس العنيد عن الفرس تنفيذا لاوامر اولياء نعمتهم وسادتهم ولم يكتفوا بذلك بل اجبروه على اخلاء بيته والخروج من وطنه
وها هم اليوم يريدون منه التخلي عن عناده والتسليم لبنت العم واعطائها كل ما تريد دون ان تتنازل عن شيء.
لقد اصبح البغاث يستنسر في عالمنا العربي اليوم بعد ان قدم البعض بلادهم لتكون قواعد ومنطلقات لتدمير عالمنا العربي وذبح شعوبه واموالهم نهبا لدول الاستكبار العالمي لتعيش شعوبها في بحبوحة وتموت شعوبنا العربية من الجوع .
لقد تبدلت الغزلان بالقرود والاسود بالارانب وحل قصير الذيل محل المارد والامي محل الجاهل والجبان محل الشجاع والاهبل الساذج محل السياسي المحنك والاطرم المتلعثم محل الخطيب المصقع .
كل ذلك حصل بالكمال والتمام لارضاء صلف وغرور العم سام الذي يعمل لارضاء ابنة العم التلمودية الصهيونية جميلة الخد ممشوقة القوام
عام 48 حالوا دون قيام حكومة عموم فلسطين التي اعلنها الحاج امين الحسيني وعين رئيسا لها احمد حلمي عبد الباقي هذا بعد ان اقامت بريطانيا في العالم العربي عدة امارات ومشيخات ودول لم يكن لها سوى دورا وظيفيا من شانها ان تبقي العالم العربي مجزءا ليبقى عاجزا ضعيفا وتبقى هذه الكانتونات عباره عن اكشاك حراسة على بنت العم قبل حضورها على الحصان الابيض لتتربع على عرش فلسطين ويكون الجميع في خدمتها وحراستها ..
وعندما نهض المارد من قمقه وثار على الواقع العربي الاليم وفي الوقت الذي هزمت فيه جميع الدول العربيه التي كان قوامها اكثر من مليون جندي نظامي امام 75 الف جندي اسرائيلي نظامي وحوالي ثلاثمائة الف اسرائيلي من الاحتياط واحتلت اسرائيل الضفة والجولان وغزه وسيناء ادارت الشعوب العربية ظهورها لانظمتها وحكامها وانضمت الى المارد الفلسطيني في ثورته التي انجزت اول انتصار عربي على اسرائيل واجبرت المستوطنين الذين يعربدون اليوم في ساحات الاقصى اجبرتهم على المبيت بعيدا عن الحدود عشرات الكيلومترات هنا تدخل العم سام واجبر موظفيه ان يقوموا بواجبهم الذي وظفوا من اجله فعملوا على اخراج الثورة من اقوى معاقلها لتقيم الثورة معقلا اخر واقوى منه في لبنان لتحاصر اسرائيل بيروت ولم يحرك عربي ساكنا حتى اخرجت الثورة ايضا من بيروت وكل ذلك من اجل عيون ابنة العم المصون .
وبحنكتهم السياسية ودبلوماسيتهم الفائقة استطاع الفلسطينيون هزيمة اسرائيل في كل المحافل الدوليه رغما عن امريكا وبقيت اسرائيل عباره عن حبل معلق بذيل الولايات المتحدة مرتهن وجوده بالفيتو الامريكي لكن البركة ببعض الزعماء العرب اليوم والذين يريدون ومن خلال التهديد والوعيد ان يجبروا الفلسطينيين على اعطاء اسرائيل مما لم تستطع هي اخذه من الفلسطينيين لا هي ولا امريكا على طبق من ذهب وكل ذلك من اجل سواد عيون بنت العم .
اسرائيل التي سرقت الوطن الفلسطيني تعرف تماما انها لا يمكن ان تعيش بامان حتى لو كان العالم الغربي كله معها وعلى راسه الولايات المتحدة وكل الدول العربية ايضا الا اذا اعترف لها الفلسطينيون بذلك واعترفوا لها بيهودية الدولة وغادروا وطنهم حتى اخر فلسطيني ولما عجزت عن ذلك كلفت بعض الدول العربية ان تحقق لها هذا الهدف ولكن هيهات هيهات يا ابنة العم فنحن هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون