غيبتني أو غبت عني ستبقى وأبقى أنا احبك بقلم سحر حمزة
تاريخ النشر : 2017-11-18
غيبتني أو غبت عني ستبقى وأبقى أنا احبك
بقلم سحر حمزة
ماذا إذا غبت أيها القمر عني فترة وجيزة ثم عدت تنير حياتي ،وماذا إذا غيبتني عن حياتك لإنشغالك بأخرى ،وماذا إذا كنت أنا الثانية ،هذا لا يعني أني غبت عنك فأنا فيك ومنك وبك ومعك في كل شيء حتى في هواءك الذي تتنفسه ،هل تنكر أن طيفي يلاحقك وأن كلماتي تتردد في أذنيك حين أقول أحبك نعم أحبك وأحبك وسابقى أحبك نعم سابقى أحبك أنا كما عهدتني  
فأنت يا قمري مثل القمر الذي يغيب ليغير أجواء الليل والنهار والفصول الاربعة ويخسف ويكسف الشمس كي تستحي من إطلاق حراراتها الملتهبة لتحرق ما حولها أحيانا .
انت يا قمري  مثل الكثيرين الذين نفتقدهم بحياتنا كثيرين من  الأحباب ،نفتقد غيابهم ،نستذكر ضحكاتهم كلماتهم همساتهم ،نبحث في حنايا الغرف الفارغة إلا من صدى أصواتهم عن همسات تنادينا من بعيد لنقترب منهم ،نفتقد صوت الماضي المغلف بنزاعات السنين وصوت الناي الحزين وصوت بكاء طفل نسيته أمه كي تحضر رضاعته في جو بارد أثيل ،نستذكر قصص الجدات وحكايات التراث حين ينادينا الحنين إليهم ،أحبة غابوا عن وجهنا لكنهم يسكنون قلوبنا ،أحبة لهم في القلب بصمات لكنهم قسرا غادروا الديار إلى مكان بعيد عن الأنظار ،أحبة لهم في صدى النفس وحشة ومساحتهم فارغة لم يحتلها غال مثلهم ،هم كثر في حياتي وحياة الآخرين أبي وأمي وصديقاتي وجداتي وبعض أقراني ممن تعلموا معي قصص الأخبار والمغامرات الإعلامية وأساتذة لهم بصمات لا تزول في الوجدان في كل صفحات كتبي لهم ومضات وشذرات وتأثيرات على فحوى المقال أستذكر منهم المرحوم حسن التل رئيس تحرير أردني سابق رحمه الله  وما استفدت من تعليمه لي في بداية حياتي العملية بالصحافة والأساتذة خليل السواحري ومصطفى صالح  في صحيفة الدستور الأردنية ومفيد نحلة  الأديب الرائع في كتاباته ذات التأثير على موهبتي وكذلك شخصية وبصمات لا أنساها للفنانة نضال الأشقر في أول لقاء فني ثقافي في العاصمة الأردنية عمان كثيرون غابوا ولكن لم تغب بصماتهم عن وجداني إليكم ألف تحية وسلام في أي مكان كان .
أنهم مثل القمر الذي ينير دوما بحياتي ولكنهم غابوا كالقمر الذي يأفل يعود من جديد يلوح في فضاء الكون ليجدد أيامنا القمرية وكذلك الشمس حين تشرق وتغرب عن بعض مساحات من الكرة الأرضية بفعل الأرض التي تواصل الدوران كي يتعاقب الليل والنهار ومثل المناصب الإدارية حين يتم تدويرها كي يتطور العمل ويتحدث الإنجاز بشيء معاصر يحقق التنمية المستدامة.
هكذا هي حياتنا جميعا نعيشها ما بين  أفول وشروق وغروب وتجديد وغياب وفراق ولقاء  وما بينهما قصص حياة وانبعاث ونهايات لا حصر لها.
لكن تأكد أني سابقى كما أنا أحبك وستبقى أنت حبيبي وستبقى تسكن وجداني وكل ما في يا أغلى الناس وأعزهم ستبقى أنت حبيبي وأنا أحبك .