الرئيس..ملك الزاوية ! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-11-18
الرئيس..ملك الزاوية ! - ميسون كحيل


الرئيس ...ملك الزاوية !

تاه الناس؛ واجتهد العديد من المحللين والباحثين تماماً كما تاهت دول عربية واجتهدت أخرى والجميع لا يملك حقيقة ما يحدث، و تخوفهم واضح من عدم المعرفة، وبقيت كافة القضايا في سياق التوقعات والتحليلات المدعومة بمعلومات شحيحة اعتمدوا عليها دون تأكيد أو مصداقية؛ وعلى سبيل المثال اختلفوا على سر استقالة الحريري وأسبابها التي أعتقد أنها كانت لسبب واحد لا غير يصب في فشل المواجهة على كل الجبهات؛ فلم يسقط الأسد ولم تعد اليمن ونجحت ايران في كافة المواجهات! كما اختلفوا حول زيارة الرئيس محمود عباس للمملكة العربية السعودية، وما قيل عنها وعن الضغوطات والإملاءات والتكهن بحشر الرئيس الفلسطيني في الزاوية دون سابق معرفة أن الرئيس ملك الزاوية، فلم تنجح في فرض الشروط على الرئيس أو التشدد في تمرير المصالحة على الطريقة التي يرغب بها بعض الساسة العرب، ورغم تعاطي الرئيس مع الآراء والمواقف الأخرى بذكاء، وتمسكه الدائم بمصلحة الشعب الفلسطيني اضطر لممارسة المجاملة السياسية دون التفريط بقناعاته الوطنية، واستمر في السير في الطريق التي ستساهم في إنهاء الانقسام، والمحافظة على الشرعية الفلسطينية رغم ما يواجهه من تفتت للمواقف، وتعدد للآراء واختلاط النيات في الجهة الثانية من الانقسام!

 وفي كل الأحوال أرجو أن يكون مسموحاً لي أن أعبر عن رأيي حول مجمل القضايا، وأول تلك القضايا ( ما عاش مَن يستطيع أن يضع الرئيس في زاوية ) وحتى التوصيات التي اعتقد - وأقول اعتقد- أنها قد وجهت له من دولة عربية بعينها بضرورة التمسك وبشدة في شروط المصالحة الفلسطينية، والتي تندرج حول ما يسمى سلاح المقاومة، وعلاقات حركة حماس مع الآخرين فلا أظن أنها قد وجدت مكان لها في عقل الرئيس! لأن الرئيس يفعل ما يمليه عليه ضميره وحسه الوطني وتمسكه بالمنطق والأصول دون اكتراث بأي تدخلات أو ضغوطات. فالشدة بالنسبة إليه هي الشرعية الفلسطينية و الثوابت التي لا يختلف عليها اثنان. ونتفهم جيداً حركات المد والجزر والتخبط في السياسة العربية و أهدافها التي لم تعد تفكر إلا بطريقة واحدة وهي محاربة الفكر الجديد الذي لا أؤيده بالطبع؛ ولكنني أحتج على أسلوب التعاطي معه وهو ( حدودك يا إيران من طهران إلى لبنان )! فهذه المقولة لا تبرر كل الإجراءات والخطوات التي قد تنتهجها دول عربية ومنها إقامة علاقات شبه رسمية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي!؟ دعونا نخرج من عنق الزجاجة هذا ونتحدث بصراحة هل علينا أن نتأثر بسياسة الدول العربية تجاه بعضها وعلاقاتها مع الآخرين؟ فماذا سيكون موقفنا إذا طلبت دول عربية إلغاء عضوية دولة عربية أخرى في الجامعة العربية؟ و من الطبيعي أن يهتم الفلسطينيين بكل الأحداث وما يدور حولهم على أن لا يتدخل أحد في القرار الفلسطيني ورؤية الفلسطينيون لمصلحتهم؛ فالنزاع السياسي القائم في المنطقة لا ينظر أطرافه للمصلحة الفلسطينية! إذن من حق الفلسطينيين هنا النظر إلى الابتعاد عن ما يضرهم فالنأي بالنفس سياسة ثمينة عندما تفقد البوصلة اتجاهها الحقيقي. لا أريد هنا وكأن الحديث يصب لصالح طرف ضد آخر، بالطبع ليس هذا المقصود ولا تلك هي الرؤية؛ ولكن ليس المفروض على الفلسطينيين أن يضعوا أنفسهم في أحضان طرف أساء اللعب في السياسة. ورغم ذلك فإن الفلسطينيون جميعاً يجب أن يسحبوا البساط من تحت أقدام الجميع من خلال وحدتهم واتفاقهم وإيمانهم بقضيتهم وشرعية سلطتهم ومن خلال تنظيم صفوفهم تحت علم فلسطين بشرعية واحدة وموقف واحد وسلاح واحد فالمقاومة الحقيقية لا تحتاج أكثر من ذلك وإلا ستفقد موضوعيتها !

كاتم الصوت: أكثر من نصف الدول العربية في حيرة من أمرهم للمواقف المتسارعة في الخليج العربي وخجلهم السياسي يسيطر على مواقفهم السياسية والتزامهم الصمت له أكثر من جواب !

كلام في سرك: يظن .....أن لبنان وفلسطين والأردن ( الحلقة الاضعف في لعبة التهور السياسي ) بعد الفشل الذريع في اليمن وقطر !...لا أظن !

قناعة: الحريري أجبر على الاستقالة و دون ذلك مجرد تبييض أوراق!