معركة السموع .."الشعر إن حكى" بطولة قائدها محمد العمله بقلم: عمرو محمد يوسف العمله
تاريخ النشر : 2017-11-14
معركة السموع .."الشعر إن حكى" بطولة قائدها محمد العمله بقلم: عمرو محمد يوسف العمله


معركة السموع ... "الشعر إن حكى" بطولة قائدها محمد العمله.
من قلم: عمرو محمد يوسف العمله
كاتب و باحث في المشكلات العالميه المعاصره.

من منا و من أبناء هذا الكون لم يعش و يعايش أو يقرأ  أو يسمع قصة البطولة والفداء في "معركة السموع " التي تطل علينا ذكراها الواحده بعد الخمسين (1966 ) القصة الأسطوره التي اعتبرت ملحمه وطنيه جمعت منتسبي الجيش العربي الأردني والمقاومين من الأهالي اللذين تدافعوا من كل مناطق محافظة خليل الرحمن في يوم مشهود إلى بلدة السموع التي تحطمت على جبالها الشماء إرادة الغزو الصهيوني و مرغت أنف العدو و أرغمت قيادته العليا على الإعتراف الكامل بالعجز في التخطيط و التنفيذ، حيث خرج علينا "شمعون بيريز" ليعلن: (أنها كانت خطيئة سياسية كبرى و كان من الضروري قبل القيام بها أن نقدر نتائجها ونحسب عواقبها بحكمة و تقدير صحيحين). معركة السموع التي أصبحت بحق معلما و تاريخا في سجل الجيش العربي الأردني ودرسا من دروس العسكرية العربية. هذه المعركة ما كانت لتكون كذلك لولا شجاعة و إقدام و رباطة جأش اولئك جند السرية الثانية من الكتيبة (48) كتيبة صلاح الدين الأيوبي من لواء المشاة  (حطين) و قائد السرية النقيب آنذاك (محمد العمله) الذي شوهد وهو يكر ويصول و يناور و يقاتل بشراسه فائقه و هو جريح ورافضا اخلاء أرض المعركه لإبقاء الروح القتاليه لجنده عاليه أو الإستسلام لإرادة العدو بل و إرغامه على التقهقر و الانسحاب وليجر ورائه أذيال الخيبة و الهزيمة و فشله في تحقيق أي من الأهداف التي قام بهذه العملية العسكرية من اجلها.
بعد انتهاء المعركة و الصمود الرائع و القتال الباسل و البطولات الخارقة في أرض السموع كان لا بد من وقع الكلمة_كلمة الحق التي تمتطي صهوة القافية و تلبس ثوب الشعر لتحكي قصة البطولة ولتعلي من رفعة فرسانها الحقيقيين.و لتكشف و تؤكد حقائق التاريخ التي تم تحريفها والتلاعب بها بقصد أو بغير قصد حول (قيادةالمعركه) و التي نسبت إلى غير قائدها الميداني الحقيقي قائد السرية الثانية  النقيب آنذاك (محمد العمله) و من هذا الكلم الذي عثر عليه كاتب هذه الأسطر بين وثائق والده قائد المعركة المرحوم الفريق الركن محمد يوسف العمله. (قصيدة) عن المعركة كتبها الشاعر (علي زيد الكيلاني) رأيت من الضرورة والواجب نشرها أمانة للتاريخ ووفاء لوالدي و للشهداء اللذين نذروا أنفسهم للشهادة من أجل حياة وعزة و كرامة أمتهم وللرجال المذكورين فيها و لتعرف خلوف الأجيال تراث آبائها و أجدادها المليء بالعزة والكرامة و المروءة و البطولة و الفداء و لتنهل منه كزاد تتزود به و هي تسير في دروب الحياة و مشاقها. و لكن قبل أن نعرض القصيدة و لكي يستطيع القارئ الإلمام بمضمونها و ما احتوت من وقائع علينا أن ننوه أن الشاعر هنا تحدث عن المعركة ضمن سياق تاريخي مترابط متصل الحلقات من الوقائع التي حدثت في المنطقة وسبقت وقوع المعركة و كانت الدافع وراء وقوعها و المتمثله بقيام القوات الإسرائيليه بالتسلل ليلة 1966 إلى (خربة رافات) من بلدة السموع و نسف 18 منزلا بحجة أن أصحاب هذه المنازل يتسللون إلى إسرائيل عبر الحدود و يقومون بعمليات تخريب،و لما كانت سرية محمد العمله مسؤولة عن المنطقة تحركت قوة نجدة بقيادته إلى الخربة و تمت عملية المطارده مع العدو حتى أجبر على الانسحاب من الخربة. و باقتراب موعد عدوان حزيران وردت إلى السرية برقية تفيد بأن الاسرائيليين سيقومون بشق طريق في (خربة بيت مرسم ) وهي طريق مهمه لعبور الجيش الاسرائيلي إلى الضفة الغربية وعندها جمع قائد السرية محمد العمله الضباط و الجنود و أخبرهم أنه قرر شخصيا الانتقام للهجوم على رافات و افشال مخطط العدو في شق الطريق و كانت الإجابة الجماعية له جنودا و ضباطا كافية لتصميمه على خطته، وفي صبيحة يوم 1966 وصلت القوات الاسرائيليه الخربة لشق الطريق ظنا منها أنها أرض سائبة و لقمة سائغة لها و لكنها اصطدمت بارادة رجال شجعان و حنكة و عبقرية قائد قدم تجربة ساخنة تخطيطا وتنفيذا حقق من خلالها المفاجئة الاستراتيجية و التكتيكية من وقت الهجوم و مكانه وحجمه ألغت التفوق العسكري في العديد والعتاد  للعدو وكان من نتائجها إبادة كامل السرية المعادية التي قدرت وفق المعلومات الاستخبارية بأكثر من (110) جنود . وعلى أثر ذلك فقد قامت مظاهرات في اسرائيل تطالب بالانتقام لتلك المعركة التي قال (اسحق رابين) عنها:"أن جيش الدفاع الاسرائيلي لم يتلق مثل هذه الضربة التي خطط لها ضابط متمرد دون علم واطلاع قيادته و المستوى الرسمي ولسوف نكيل له الصاع صاعين" و من هنا كانت معركة بيت مرسم المقدمه الحقيقيه لمعركة السموع.