أبو عمار الثائر .. سيرة ومسيرة بقلم:غسان مصطفى الشامي
تاريخ النشر : 2017-11-14
أبو عمار الثائر .. سيرة ومسيرة بقلم:غسان مصطفى الشامي


أبو عمار الثائر .. سيرة ومسيرة
مقال / غسان مصطفى الشامي
[email protected]
أرض فلسطين المباركة مخضبة ومروية بدماء الشهداء الذي ساروا في طريق تحرير هذه الأرض الطاهرة المقدسة،  وقدموا هؤلاء الرجال أرواحهم سدى في سبيل الله من أجل تحرير فلسطين من دنس المحتلين، ومنذ فجر التاريخ والفلسطينيون يواجهون المحتلين وسارقين الأرض وقدموا الآلاف من الرجال والنساء والصبيان والأطفال من أجل تحرير أرض فلسطين فمنذ ثورة البراق في العشرينات من القرن الماضي وما قبلها في زمن الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1917م والفلسطينيون يسيرون في طريق الجهاد لتحرير هذه الأرض وقد أنجبت فلسطين الكثير الكثير من القادة الأوفياء لهذه الأرض الطاهر هؤلاء القادة العظماء رسموا طريق التحرير بدمائهم وتضحياتهم من أجل فلسطين، فقد سار في طريق التحرير المئات من أبناء فلسطين ومن أبناء الأمة العربية الإسلامية الأوفياء منهم  فلسطين القائد عبد القادر الحسيني والقائد عز الدين القسام والقائد حسن سلامة أحد قادة الثورة الفلسطينية عام 1936م والقائد أحمد الشقيري أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية والقائد أبو عمار والقائد أحمد ياسين والقائد فتحي الشقاقي والقائد أبو علي مصطفى وغيرهم من ينتظر ويواصلون الطريق في دروب الجهاد والمقاومة نحو تحرير أرض فلسطين.
لقد رسم الثائر القائد أبو عمار رحمه الله طريق تحرير فلسطين بين جبالها الوعرة وهضابها وسهولها وبحرها وسمائها، وتنقل في كافة الميادين والمحافل يحمل اسم فلسطين ويدافع عن شعبها من بطش المحتلين، ولم يكل ابو عمار يوما عن حشد الدول والتحالفات للوقوف في وجه الكيان الصهيوني وسياساته التهويدية.. كيف لا والقضية الفلسطينية قضية الأمة الأولى ومركز الصراع في الوطن العربي مع المحتل الصهاينة؛ وقد قضى الشهيد أبو عمار حياته ثائرا مدافعا وشق طريقه مستخدما كافة الخيارات في النضال من أجل تحرير فلسطين، وطرق الثائر أبو عمار كافة الأبواب ولم يغيب عنه النضال الأممي فمضى بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية يطرق أبوبا المجتمع الدولي ويصدح بصوته عاليا يطلب دولة فلسطينية، ففي عام  1974 وقف الثائر أبو عمار على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبا بدولة فلسطينية ودعم دولي للفلسطينيين و ألقى  أبو عمار كلمة هي الأولى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث قال عبارته المشهورة ( لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي) حيث منحت الأمم المتحدة آنذاك منظمة التحرير الفلسطينية صفة مراقب في الأمم المتحدة .
الحديث عن التاريخ الثوري للقائد أبو عمار لا يكفيه مقال أو ألف مقال  فهو حكاية ثورة وحلم لم يكتمل ويواصل أبناء فلسطين الأوفياء تحقيق هذا الحلم، وقضى أبو عمار حياته الثورية وزيه العسكري الذي كان يظهر فيه في كافة المحافل والمراسم وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية يدافع في كل الميادين عن فلسطين، ويناور على كافة الجبهات ..
لقد واجه الثائر أبو عمار في مسيرته النضالية الكثير من النكبات والتحديات والعقبات الكأداء  ليرسم لهذا الشعب دولة فلسطينية  التحديات والعقبات وتنقل مستخدما كافة وسائل التنقل بين البلدان .. القائد أبو عمار هو رمز من رموز ثورتنا الفلسطينية التي حملت هم القضية الفلسطينية في كل الجبهات، وسار في  حياته مدافعا عن أرض فلسطين واجه خلال هذه المسيرة التحديات والآلام والنكبات من أجل فلسطين، بل إن الشهيد أبو عمار طاف العالم كله يحمل القضية الفلسطينية ويحمل الأوجاع والألم الفلسطيني عاش ثائرا تتنقل بين كل البلدان العربية قاطبة من مصر إلى الكويت ولبنان وتونس والجزائر وغيرها من البلدان الأجنبية يقاتل من أجل فلسطين ومن أجل تحرير أرض فلسطين وبناء دولتنا المستقلة على كامل التراب الفلسطيني .  
في الذكرى الثالثة عشر لرحيل أبو عمار نَتذكر فيها الشُهداء والأسرى والجَرحى البَواسل الذين قدموا التَضحيات الجِسام ليَبقى هذا الوَطن شَامخاً صَامداً في وَجه المُؤامرات والدَسائس والعَواصف السِياسية الهَوجاء.. نَتذكر الأُم والطفل والشاب والشيخ الكبير ..
لقد بقي الثائر أبو عمار ثابتا على الموافق والمبادئ ولم يوقع على التنازل عن حقوق الفلسطينيين أو التنازل للصهاينة عن القدس، حتى قررت حكومة الاحتلال فرض حصار مطبق على الرئيس أبو عمار في مقر المقاطعة في رام الله ومنعته من التحرك أو التنقل وتم قصف مقر المقاطعة خلال تواجده في المقر، والتاريخ يسجل يوما أن قام وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ( كولن باول) بزيارة أبو عمار في مقر المقاطعة وعرض عليه الشروط الأمريكية والإسرائيلية لرفع الحصار عنه والسماح له بالتنقل لكن أبو عمار رفض الشروط والاملاءات الأمريكية الإسرائيلية وبقي ثابتا على مبادئه،  وظل صامدا في وجه كافة المؤامرات ثابتا وراسخا في مواقفه إلى أن دبر الاحتلال الصهيوني عملية اغتياله بالسم ..  
تَمر علينا الذكرى الثالثة عشر على اغتيال الثائر أبو عَمار ، ويَحدُونا الأمل لملمة الجراحات العميقة ومواصلة تنفيذ خطوات المصالحة الوطنية وزرع المحبة والابتسامة بين المجروحين والمكلومين من أبناء شعبنا، ولنمضي قدما في ترتيب بيتنا الفلسطيني والتكاتف والتلاحم خلف المبادئ والثوابت الفلسطينية من أجل بناء وطننا الفلسطيني ودولتنا الفلسطينية وتطهير أرضنا المباركة من دنس المحتلين .  
إلى الملتقى ،،